البشير يدعو لحوار مع «المتطرفين لإعادتهم للصواب» ويبارك حظر تدخين «الشيشة» في العاصمة

تلميح في الخرطوم بتأجيل الاستفتاء.. والشريكان يدرسان تجربة «كويبك» لرفض الانفصال

TT

دعا الرئيس السوداني عمر البشير إلى حوار مع «جماعات التطرف الديني» في السودان، في وقت أعلن فيه مباركته لقرار سلطات ولاية الخرطوم بحظر تدخين وتداول «الشيشة» في الأماكن العامة والشوارع والساحات وعدم التصديق بأي محلات تقدم خدمة «الشيشة». إلى ذلك أبقت الولايات المتحدة الأميركية على اسم السودان ضمن لائحة الدول الراعية للإرهاب بعد أن حل ثالثا بعد كوبا وإيران، فيما رفضت الخرطوم التقرير، وقالت إنها «لا تنتظر شهادة براءة من واشنطن صاحبة الاعتبارات الخاصة».

وأبقت الخارجية الأميركية السودان على رأس الدول الراعية للإرهاب، كما احتل المرتبة الثالثة بعد كوبا وإيران، وجاءت سورية في المرتبة الرابعة. وقال التقرير، فيما يتعلق بالسودان، «الحكومة السودانية واصلت عمليات مكافحة الإرهاب التي تنطوي على تهديدات مباشرة للمصالح الأميركية». وأشار التقرير نقلا عن مسؤولين سودانيين إنهم يرون أن تعاون حكومتهم المستمر مع حكومة الولايات المتحدة مهم نسبة للفوائد المحتملة من تبادل للمعلومات وتدريب القوات الأميركية للعناصر السودانية - على حد ذكر التقرير. ووصف التقرير العلاقة بين الدولتين بأنها لا تزال متينة في مجال مكافحة الإرهاب. وأقر التقرير باستياء الجانب السوداني من عدم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب على الرغم من تعاون السودان التام مع الجانب الأميركي. وفيما يدخل شريكا الحكم في السودان في جولة رابعة من مفاوضات ترتيبات ما بعد الاستفتاء، لمحت مفوضية استفتاء جنوب السودان إلى إمكانية تأجيل إجراء الاستفتاء عن موعده بداية العام المقبل، في خطوة يمكن أن تعيد التوتر بين الشمال والجنوب، في وقت يدرس فيه وفد رفيع من الشريكين تجربة رفض كويبك الكندية لخيار الانفصال خلال استفتاء لتقرير المصير. في غضون ذلك دشن مسؤول مصري رفيع مع وزير السلام بحكومة الجنوب أول رحلة جوية للخطوط المصرية بين القاهرة وجوبا. ويدخل مفاوضو المؤتمر الوطني والحركة الشعبية اليوم جولة رابعة من مفاوضات ترتيبات ما بعد استفتاء تقرير مصير سكان جنوب السودان وسط امتعاض شديد في صفوف الحركة الشعبية وشكوك من تأجيل الاستفتاء بعد أن أعلنت المفوضية المكلفة بتنظيم عملية الاستفتاء عن خلافات يمكن أن تؤجل العملية، وفتحت المفوضية الباب أمام تأجيل استفتاء الجنوب لفترة قصيرة ضمن الإطار الزمني المتبقي للفترة الانتقالية. وفند مقرر مفوضية استفتاء جنوب السودان الفريق طارق عثمان الطاهر، استفسارات برلمان الجنوب حول تأخير عمل مفوضية الاستفتاء طيلة الفترة الماضية، عازيا تأخير تنفيذ كثير من الإجراءات والخطوات الخاصة بالمفوضية إلى ما سماه تأخير تعيين الأمين العام للمفوضية، لافتا إلى أن تأخير التعيين سيجعل الالتزام بالزمن المحدد للاستفتاء أمرا صعبا للغاية. لكن الطاهر أكد التزام المفوضية الجاد بكل الإجراءات والخطوات القانونية والفنية المحددة في القانون واللوائح حسب الفترات المحددة. وأشار مقرر المفوضية إلى أنه إذا حدث تأجيل للاستفتاء فسيكون لفترة قصيرة ضمن الإطار الزمني المتبقي للفترة الانتقالية، موضحا أن التأجيل لا بد أن يتم بالاتفاق الكامل مع الحكومة المركزية وحكومة الجنوب حسبما نصت على ذلك المادة 14 من قانون الاستفتاء. وكشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن الخطوة أثارت قلقا داخل قيادات الحركة الشعبية.

وفي ذات الوقت أشارت مصادر «الشرق الأوسط» إلى أن الحركة والمؤتمر الوطني سيناقشان ترتيبات ما بعد الاستفتاء بعد نجاح مقدر لمفاوضات جرت في القاهرة الأسبوع الماضي برعاية مصرية. وكان الشريكان قد بدآ التفاوض حول القضايا الجوهرية بمدينة ميكلي الإثيوبية ثم الخرطوم وجوبا ليواصلا اليوم بالخرطوم ذات القضايا، والمتمثلة في الجنسية، والأمن، والقضايا الاقتصادية والمالية والموارد الطبيعية بما فيها النفط، والديون الخارجية، وأصول الدولة السودانية.

وقال علي أحمد حامد القيادي بالمؤتمر الوطني، عضو الوفد لوكالة «السودان» للأنباء: «إن الوفد الذي بدأ زيارته إلى كندا قبل 3 أيام التقي بخبراء في الانتخابات والاستفتاء في مقاطعة كويبك، إلى ذلك، دشن الأمين العام للحركة الشعبية ووزير السلام بالجنوب باقان اموم أول رحلة جوية لـ«مصر للطيران» من القاهرة مباشرة لمدينة جوبا عاصمة الجنوب ورافق وفد الحركة في الرحلة وفد مصري رفيع المستوى بقيادة اللواء حاتم باشات مسؤول ملف السودان في الرئاسة المصرية، وعدد من رجال الأعمال. وعلم أن الوفد المصري التقى سلفا كير وتباحثا حول العلاقات الثنائية بين القاهرة وجوبا والأوضاع في السودان.