المحافظون يهاجمون مدير مكتب أحمدي نجاد.. ويعتبرون تصريحاته حول الدين «وثنية»

السجن 5 سنوات لمعارض مقرب من كروبي

TT

أثار مدير مكتب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والمقرب منه اسفنديار رحيم مشائي مجددا استياء المحافظين، الذين انتقدوا تصريحات أخيرة له حول الدين اعتبروها «وثنية». وجاء ذلك بينما أيد القضاء الإيراني الحكم بالسجن خمس سنوات على محمد دواري رئيس تحرير موقع «سهمنيوز.أورغ» التابع لرئيس البرلمان السابق مهدي كروبي أحد أبرز قادة المعارضة لأحمدي نجاد.

وصرح مشائي الثلاثاء الماضي في مؤتمر للإيرانيين في المهجر «هناك عدة تفسيرات للإسلام (حول العالم)، لكن فهمنا لحقيقة إيران والإسلام ينبع من المدرسة الإيرانية. من الآن فصاعدا علينا أن نقدم المدرسة الإيرانية للعالم». وأثارت هذه الجملة انتقادات شرسة من المحافظين في معسكره نفسه.

وقال آية الله أحمد خاتمي في خطبة الجمعة في طهران إن «وضع مدرسة إيران في مواجهة مدرسة الإسلام هو قومية وثنية لم يقبل بها الشعب الإيراني قط».

واضطر مشائي أن يرفض منصب النائب الأول للرئيس في يونيو (حزيران) 2009، بعد انتقاد حاد من المحافظين لتصريحه بأن إيران «صديقة الشعب الإسرائيلي». ورفض مشائي الانتقادات، مؤكدا أنه مخلص لموقف إيران الرسمي الذي لا يعترف بوجود إسرائيل.

وطالب عدد من النواب المحافظين الرئيس الإيراني بتفسير تصريح مشائي حول «المدرسة الإيرانية» للإسلام. وصرح النائب المحافظ أحمد توكلي، الذي غالبا ما ينتقد الحكومة «إنها خيانة للإسلام ولإيران. على الرئيس توضيح موقفه من هذا الشخص الذي يستخدم منابر عامة للتعبير عن مواقف منافية للدستور والإسلام وإيران».

كما تضافر رجال الدين المحافظون خلف موقف آية الله خاتمي. ووجه آية الله محمد يزدي، النافذ في السلطة الإيرانية، انتقادات لاذعة إلى مشائي الذي أدلى «مرة أخرى بتصريحات مغلوطة وغير مناسبة». وتابع «عليه تجنب الحديث عن الإسلام وعن إيران»، معتبرا أنه من «المؤسف» أن يكرر مشائي مواقف «الملكيين والجماعات القومية».

ومن جانبه، رفض مشائي هذه الانتقادات، مؤكدا أن «الفكر الإيراني والمدرسة الإيرانية هما الإسلام الحقيقي»، مستندا إلى أقوال آية الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية.

وصباح أمس، دافع أحمدي نجاد بشكل غير مباشر عن مدير مكتبه، مشيرا في كلمة ألقاها إلى أن إيران «هي منهج ومدرسة فكر فلسفي وديني قبل أن تكون بلدا وأمة».

وتزايدت في الأسابيع الأخيرة الانتقادات الصادرة عن المحافظين ضد حكومة أحمدي نجاد، وذلك بعد المواجهات الكثيرة التي دارت بين الأخيرة والبرلمان حول عدد من الملفات الخلافية، لا سيما تلك المتعلقة بالوضعين الاقتصادي والاجتماعي.

في غضون ذلك، أيد القضاء الإيراني الحكم بالسجن خمس سنوات على محمد دواري، رئيس تحرير موقع «سهمنيوز.أورغ» التابع لكروبي. وأفاد الموقع بأن محكمة الاستئناف أكدت الحكم الصادر على دواري بتهمة «التشهير بالنظام والمشاركة في تجمع للمساس بالأمن القومي والنظام العام».