سليمان: الحكومة ستضع خطة لتسليح الجيش بغض النظر عن مواقف بعض الدول

الرئيس اللبناني جال على مناطق الاشتباكات في الجنوب

TT

يستمر الوضع الجنوبي محور الاهتمام اللبناني والدولي، ففي انتظار انعقاد جلسة لمجلس الأمن في الأيام القليلة المقبلة للنظر باشتباكات العديسة، تفقد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان مواقع المواجهات التي حصلت في الجنوب يوم الثلاثاء الماضي بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي، كما جال على الوحدات العسكرية المنتشرة هناك واجتمع بضباط وجنود قيادة اللواء في تبنين وبالقائد العام لليونيفيل الجنرال ألبرتو أسارتا.

وأعطى الرئيس سليمان التوجيهات اللازمة للعسكريين بـ«ضرورة التصدي لأي خرق كان من قبل العدو الإسرائيلي، وعلى ضرورة التنسيق مع قوات الطوارئ الدولية من أجل حسن تطبيق القرار 1701». وأكد أن «الدولة ستقوم بتسليح الجيش لكي لا يبقى ضعيفا بإمكانياته أمام إمكانيات العدو الهائلة، لأن مسؤولية الدفاع عن الأرض هي للجيش الوطني»، مشيرا إلى أن «الحكومة ستضع في جلستها المقبلة خطة لتسليح الجيش بغض النظر عن مواقف بعض الدول، وأن لبنان سيتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة لتسليح الجيش بالمعدات العسكرية المتطورة».

وسبق زيارة الرئيس سليمان إلى الجنوب انتهاك إسرائيلي جديد للسيادة اللبنانية؛ إذ أعلنت قيادة الجيش أنه «تماديا في انتهاك القرار 1701، أقدم زورق حربي إسرائيلي معاد على إطلاق عدة رشقات نارية باتجاه المياه الإقليمية اللبنانية على مستوى الطفاف الرابع».

وخلال جولة الرئيس سليمان نفذت عناصر الجيش اللبناني انتشارا واسعا على طريق الطيبة ـ العديسة ـ كفر كلا، بالتزامن مع دوريات أخرى لـ«اليونيفيل» في مقابل تحركات إسرائيلية على طريق مسكافعام. وفيما قدم القائد العام لـ«اليونيفيل» الجنرال ألبرتو أسارتا تعازيه للرئيس سليمان بالخسارة التي ألمت بالجيش اللبناني في العديسة، أكد أن «اليونيفيل ستستمر بأنشطتها في تنسيق وثيق مع الجيش اللبناني، وأن الحوادث المأساوية التي وقعت مطلع هذا الأسبوع يجب أن تبقى معزولة»، مشددا على «وجوب أن تجتهد كل الأطراف للحفاظ على وقف الأعمال العدائية».

من جهته، أكد وزير الدولة عدنان السيد حسين أن «الجيش اللبناني هو وحده الذي يدافع عن السيادة، وأن رئيس الجمهورية ميشال سليمان ما زال يتحرك كما كانت حالته في قيادة الجيش، ويتابع الأوضاع الميدانية عن كثب» وقال: «المطلوب منا أولا كلبنانيين أن نتحد في مواجهة إسرائيل، ونقوي جيشنا وندافع عنه ونمكن الرئيس سليمان من أن يعمل لتأكيد وحدة السلطة، والتحرك لمواجهة إسرائيل دبلوماسيا».

وأشار السيد حسين إلى أن «هناك اتصالات دائمة مع مندوب لبنان في مجلس الأمن ليضعنا في أجواء الخطوات التي يقوم بها لناحية القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء بالنسبة لرفع شكوى أمام مجلس الأمن في شأن الجواسيس وخروقات إسرائيل للقرار 1701».

ورأى وزير العمل بطرس حرب أن «الوسيلة الوحيدة لمواجهة التحديات بنجاح هي بتكريس الوحدة الوطنية»، داعيا اللبنانيين إلى «الاستفادة من العبر الماضية وعدم الوقوع في الأخطاء التي تساعد في تسهيل مرور المؤامرات الخارجية». واعتبر حرب أن «المراهنات على اختلال الأمن في لبنان وسقوط المناعة فيه لا يمكن أن يبنيا إلا على اختلاف اللبنانيين مع بعضهم البعض». بدوره، رحب عضو كتلة التحرير والتنمية التي يرأسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، النائب ياسين جابر، بزيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان إلى المواقع الأمامية للجيش اللبناني على الحدود، لافتا إلى أن «هذه الزيارة تدعم الجيش وتقوي من عزيمته في التصدي للعدو الإسرائيلي، وهي بلا شك تعبر عن وحدة الموقف اللبناني في المواجهة مع العدو الذي ما زال يضع لبنان وجنوبه في دائرة التصويب والاستهداف ويتحين الفرص للاعتداء على لبنان الذي يعتبره نقيضا لدولته الغاصبة والمحتلة».

وقال جابر: «إن الرئيس سليمان الذي يؤكد التزام لبنان بتنفيذ القرار 1701 يؤكد أيضا أنه رجل الحوار الذي يعمل على حماية سيادة الوطن وحدوده من أي اعتداء إسرائيلي لحفظ الاستقرار الداخلي من خلال دعواته للحوار ولاستكمالها لاحقا». وشدد عضو تكتل التغيير والإصلاح الذي يرأسه العماد ميشال عون، النائب نبيل نقولا على أنه «يتوجب على جميع اللبنانيين أن يعوا أن إسرائيل عدو يجب أن نواجهها بكل الوسائل الموجودة لدينا، بالجيش والمقاومة والشعب»، لافتا إلى أنه «لا يمكن الفصل بين هذا المثلث»، مؤكدا أن «المقاومة ليست حكرا على أحد».

ورأى أنه «ما دام هناك اليونيفيل يجب أن يكون هناك تنسيق معها فلماذا هذه الغطرسة الإسرائيلية»، مشيرا إلى أن «إسرائيل تخرق الأجواء اللبنانية يوميا فلماذا لا تمنعها اليونيفيل؟».

ووصف نقولا زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان للجنوب بـ«الطبيعية»، معتبرا أن «ما حصل مؤخرا في العديسة أكد أن إسرائيل لا تحترم أي قانون دولي»، معتبرا أن «اليونيفيل» كانت شاهد زور في اشتباكات العديسة، وما حصل مؤخرا في الجنوب أسقط مقولة إن إسرائيل مع الشرعية اللبنانية وأكد أنها لا تحترم أي قانون دولي.