طالبان تتبنى تصفية مجموعة أطباء أجانب بينهم ألمان وأميركيون

أعضاء في أقدم منظمة إغاثية تؤمن الحيز الأكبر من خدمات طب العيون إلى الأفغان

الجنرال الأميركي دافيد رودريجيز ( وسط) خلال لقاءه مجموعة من المسؤولين العسكريين والسياسيين الأفغان في وادي ارغنداب أمس (أ. ف. ب)
TT

أعلنت الشرطة الأفغانية، أمس، مقتل عشرة أشخاص، هم أفغانيان وستة أميركيين وألماني وبريطاني، على يد ميليشيات أفغانية مسلحة أول من أمس، في حادث تبنت حركة طالبان المتشددة مسؤوليته. وقال آغا نور كينتوز، قائد قوة شرطة ولاية باداكشان إن المسلحين أوقفوا الضحايا وسلبوهم ممتلكاتهم قبل أن يقوموا بتصفيتهم واحدا تلو الآخر. ويعتقد أن الضحايا من الأطباء الأجانب، وهم ستة ألمان وأميركيان اثنان، بالإضافة إلى اثنين من الأفغان، بينما نجا ثالث.

وأعلن ديرك فرانس، المدير التنفيذي للمنظمة غير الحكومية «بعثة المساعدة الدولية» (إي أيه إم) التي يعمل لصالحها الضحايا وهم أطباء متخصصون بالطب العام وطب العيون وممرضات، لوكالة الصحافة الفرنسية، «إن خمسة رجال جميعهم من الأميركيين وثلاث نساء أميركية وألمانية وبريطانية قتلوا» وبعثة المساعدة الدولية هي من أقدم المنظمات التي تنشط في أفغانستان. وتؤكد أنها قدمت العناية لأمراض العين في مراكز، تديرها خصوصا في كابل وهراة وقندهار. وعثر على الجثث في ولاية بدخشان الجبلية في شمال شرق البلاد. وقد أمضت المجموعة عدة أيام وليال في المنطقة، بحسب رواية سيف الله وهو أفغاني نجا من الهجوم. وقال قائد الشرطة، نقلا عن رواية سيف الله، إن أفراد المجموعة «قضوا عدة ليالٍ في الطبيعة» و«في اليوم الأخير قدم مسلحون وصفوهم واغتالوهم وسرقوا أمتعتهم وأموالهم». وكان قائد الشرطة قد أعلن في البداية العثور على جثث «ستة ألمان وأميركيين اثنين وأفغانيين اثنين». ويبدو أن سيف الله نجا لأنه تلا آيات من القرآن عندما هموا بقتله وتبين للمسلحين أنه مسلم فأفرجوا عنه في ولاية نورستان المجاورة التي تعتبر من معاقل طالبان. وقال قائد الشرطة استنادا إلى شهادة سيف الله إن السكان قالوا لمجموعة الأجانب إن المنطقة قد تكون خطيرة «فردوا أنهم أطباء وتوقعوا أن لا يصيبهم مكروه وقالوا: إننا ذاهبون هناك لمساعدة الناس». وعثر على الجثث في مقاطعة كران ومنجان على بعد يوم من عاصمة ولاية بدخشان فايز آباد. وردا على سؤال وكالة الصحافة الفرنسية، أكدت متحدثة باسم سفارة الولايات المتحدة في كابل أن «عدة أميركيين» قد يكونون بين الضحايا. وفي اتصال بوكالة «فرانس برس»، أكدت حركة طالبان أنها قتلت «تسعة مبشرين مسيحيين». وأعلن الناطق باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، في اتصال هاتفي من مكان مجهول «أنهم كانوا تائهين عندما عثرت عليهم دوريتنا وحاولوا الهرب فقتلوا». وأضاف «كانوا عشرة، تسعة منهم أجانب. خمسة أجانب كانوا رجالا وكان هناك أربع نساء. والأخير كان أفغانيا». وأوضح المتحدث «أنهم كانوا يحملون أناجيل بلغة الداري، وخرائط وأنظمة (جي بي آر إس) (لتحديد المواقع بالأقمار الصناعية). ووضعوا خريطة بمواقع مقاتلي» طالبان.

وفي أغسطس (آب) 2008، قتل أربعة موظفين في وكالة إنسانية بينهم كندية وبريطانية كندية وأميركية من منظمة لجنة الإغاثة الدولية (إي آر سي) في كمين بولاية لوغار على بعد أقل من خمسين كلم جنوب العاصمة. من جهته قال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، في تصريحات هاتفية لوكالة الأنباء الألمانية من موقع مجهول إن الحديث يدور حول «مبشرين مسيحيين» قاموا بجمع معلومات استخباراتية في المنطقة. وأضاف: «عثرنا على وثائق تجسس بحوزتهم». وقال المتحدث باسم طالبان «إنهم كانوا يحملون أناجيل بلغة الداري، وخرائط وأنظمة (جي بي آر إس) (أنظمة تحديد المواقع بالأقمار الصناعية). ووضعوا خريطة بمواقع المقاتلين» الطالبان. ووفقا لبيانات الشرطة الأفغانية، وقع الهجوم قبل أسبوعين في منطقة جبلية نائية شمال أفغانستان. وأشار رئيس الشرطة الإقليمي، أغا نور كينتوز أمس إلى وجود آثار لطلقات نارية بالجثث التي تم العثور عليها. غير أن مجاهد أكد أن القتلى تسعة أجانب، بينهم أربع نساء، مضيفا أن عناصر طالبان قتلتهم يوم الجمعة قبل الماضي. وأضاف: «كانوا عشرة، تسعة منهم أجانب. خمسة أجانب كانوا رجالا وكان هناك أربع نساء. والأخير كان أفغانيا». وقالت المنظمة غير الحكومية «بعثة المساعدة الدولية»، التي يوجد مقرها في سويسرا وتعرف عن نفسها بأنها «منظمة مسيحية»، السبت على موقعها الإلكتروني، إن الضحايا هم «على الأرجح» من أعضائها. وهم بحسب المنظمة أعضاء في فريق طبي متخصص بطب العيون أنهى مهمة «في نورستان بدعوة من المجموعات المحلية» و«كان عائدا إلى كابل بعد أن أنهى عمله الطبي». وتقول الجمعية، التي تحدد مقرها في كابل في تقريرها السنوي، إنها تؤمن الحيز الأكبر من خدمات طب العيون إلى الأفغان، حيث تدير مستشفيات لأمراض العين في كابل وهراة ومزار وقندهار.