سليمان يدعو من الجنوب إلى تسليح الجيش اللبناني.. وحزب الله يعلن أنه في أعلى حالات «الجهوزية»

TT

بعد أيام من الاشتباكات التي شهدتها بلدة العديسة جنوب لبنان، أقدمت البحرية الإسرائيلية فجر أمس على إطلاق عيارات تحذيرية ضد مركب صيد لبناني، لدى دخوله، وفق ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي، إلى «منطقة محظورة»، من دون أن «يؤدي ذلك إلى سقوط جرحى أو يسبب أضرارا»، وعاد الركب اللبناني بموجبها أدراجه.

وفي موقع العباد الحدودي نفذت القوات الإسرائيلية استنفارا عاليا، حيث استقدمت ست آليات من نوع «ميركافا» وعددا من المدافع التي وجّهتها نحو بلدتي مركبا وحولا اللبنانيتين، في موازاة استنفار طواقم خمس دبابات إسرائيلية في وادي هونين. وفي مستعمرة مسكافعام الإسرائيلية، توقفت ثلاث آليات إسرائيلية قرب منطقة المواجهات التي حصلت الثلاثاء الماضي مع الجيش اللبناني، وشوهد عناصرها يراقبون حركة السيارات على طريق العديسة.

وكانت زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى الجنوب لاقت ردود فعل مرحبة من مختلف القوى السياسية، التي ثمّنت دعوته إلى متابعة تسليح الجيش اللبناني، وضعتها في إطار الرد على ما صدر عن أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي لناحية وقف المساعدات الأميركية للجيش اللبناني. وفي هذا الإطار أكد رئيس كتلة حزب الله النائب محمد رعد أن «الجيش يرفض التسليح الذي يصادر عقيدته»، معتبرا أن «كل الحسابات من الآن وصاعدا سوف تبنى على أن الجيش اللبناني مستعد لخوض المواجهات مدعوما باحتضان الشعب اللبناني ومؤازرة المقاومة في لبنان، وهذا تكريس فعلي لمعادلة تكامل الجيش والشعب والمقاومة في مواجهة العدوان الإسرائيلي».

وقال رعد: «لا داعي لنكرر ونقول إن المقاومة اليوم في أعلى جهوزية لها، وتستطيع من خلالها أن تتصدى لكل حماقة إسرائيلية يمكن أن يقدم عليها عدونا»، مشيرا إلى أن «ما نشهده من محاولات لإثارة الوضع الداخلي أو افتعال بعض الملفات الداخلية في ساحتنا ليس إلا دليلا على مدى الإحراج الذي يبلغه الكيان الصهويني في هذه المرحلة».

وأكد وزير الصحة محمد جواد خليفة أن «موضوع تسليح الجيش اللبناني سيبحث في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء». وأشار إلى أنه «ليس لدى الجيش مظلة جوية ولا رادع من الجو»، داعيا «الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها في ما يتعلق بذلك».

وأوضح أن «إسرائيل ليست قادرة على شراء الأسلحة، إنما تحصل عليها كمساعدات من قبل أصدقاء لها»، لافتا إلى أن «لبنان له أصدقاؤه، وهو إذا كان غير قادر على التوازن بالسلاح مع إسرائيل، فإن هذا الوطن بجيشه وشعبه ومقاومته قادر على حماية نفسه».

واعتبر عضو تكتل التغيير والإصلاح، النائب إبراهيم كنعان، أن «عدم تدخّل حزب الله في اشتباكات العديسة أمر جيد ويدعم موقف الجيش ودوره كحافظ للأمن وكمرجعية أولى». وذكر بما قاله رئيس تكتل التغيير والإصلاح، العماد ميشال عون، خلال جولته في منطقة كسروان عن كون «دور المقاومة هو الداعم، والدور الأول للدفاع عن لبنان هو للجيش اللبناني».

ووصف الرئيس سليم الحص زيارة الرئيس سليمان إلى موقع المواجهة في العديسة بأنها «لافتة وفي محلها». ولفت إلى أن «عهد الاستضعاف قد ولى إذ كان يقال إن قوة لبنان في ضعفه»، مشددا على أن «قوة لبنان الدفاعية لن تكون إلا بعزيمة أبنائه ومنعة قدراته العسكرية». واعتبر أن «الأمل معقود على سخاء أبناء الاغتراب الذين أصابوا نجاحات مرموقة في أعمالهم في الخارج، وليكن لدفاعات لبنان نصيب منها».

ورأى رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني، النائب طلال أرسلان، أن «الدولة لم تعد دولة متسولة عند هذه القوة الدولية أو تلك، وفي وسع لبنان أن يحصل على السلاح من دول عدة من العالم». وتوقع أن «يكتشف الجميع أن الدول الغربية التي تهددنا اليوم بقطع السلاح عنّا كيف ستهرع خلفنا وتستجدي منا أن نشتري منها سلاحا أو أن نقبل منها الهبات غير المشروطة».