اشتباكات الجنوب لم تترك آثارها على السياحة في لبنان.. ولا إلغاءات في حجوزات الفنادق ورحلات الطيران

العمال السوريون غادروا بلدة العديسة ولم يعودوا إليها

TT

بعد أيام على الاشتباكات التي وقعت في بلدة العديسة الجنوبية بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي على خلفية قطع شجرة «السرو» التي زرعت الذعر في نفوس اللبنانيين من احتمال بدء الحرب التي تهدد بها إسرائيل منذ فترة، يبدو أن «الحياة اللبنانية الصيفية» بقيت على طبيعتها من دون أي تأثير سلبي يذكر، لا سيما على صعيد السياح الذين يوجدون بأعداد كبيرة في لبنان هذا العام. وفي هذا الإطار، قال وزير السياحة اللبناني فادي عبود لـ«الشرق الأوسط»: «إن السياحة في لبنان لم تتأثر بما حصل في الجنوب اللبناني والأرقام التي ظهرت لدينا من خلال المراقبة الدورية التي نجريها على رحلات الطيران وحجوزات الفنادق أبلغ إثبات، إذ إنه حتى الآن لم تتعرض لأي إلغاءات. كذلك فقد تبين لدينا أن نسبة الوافدين السياح إلى لبنان في شهر يوليو (تموز) الماضي زادت بنسبة 25 في المائة».

ويضيف «أن 90 في المائة من السياح الذين يقصدون لبنان هم من الدول العربية وأصبحوا على يقين أن ما تقوم به إسرائيل من (حروب ناعمة) إضافة إلى التهديدات المستمرة ليست إلا محاولات لزعزعة الاستقرار ولضرب الموسم السياحي، الأمر الذي لم ولن يجعلهم يعزفون عن المجيء إلى بلد الأرز، وبذلك يثبتون أنهم يتحدون إسرائيل ويسجلون مواقف ضدها من خلال دعمهم للبنان سياسيا ونفسيا وماديا». ويشير عبود إلى أنه إذا كان هناك أي تأثير لهذه المناوشات الإسرائيلية فهي قد تؤثر فقط على السياح الأجانب الذين لا تزيد نسبتهم على 6 في المائة. ويؤكد أن الوضع في لبنان مستقر، وليس هناك داع للخوف، مشيرا إلى أن مطار بيروت هو من أكثر المطارات العالمية أمانا، والحوادث التي حصلت على أرضه في الفترة الأخيرة لا يجب أن تترك أي أثر سلبي، لا سيما أنها تعتبر من الحوادث الطبيعية التي تتعرض لها كل مطارات العالم، لكن العقل الشاعري العربي يعشق المبالغات، وردود الفعل التي تأتي بعد هذه الأحداث لا يمكن وضعها إلا ضمن هذا السياق. ومن جهة أخرى، لفت عبود إلى أن لبنان قادم على موسم سياحي ثان بعد شهر رمضان المبارك، والدليل على ذلك حجوزات الفنادق التي وصلت إلى 100 في المائة، مع العلم أن أكثر من ثلث السياح العرب الذين قصدوا لبنان في هذا الصيف سيبقون فيه خلال شهر رمضان للاستمتاع بأجواء هذا الشهر وطقوسه اللبنانية.

كذلك أكد نقيب أصحاب الفنادق في لبنان بيار الأشقر أن أحداث الجنوب لم تؤثر على حجوزات الفنادق، مشيرا إلى أنه في حال أثرت عليها فإن أصحاب الفنادق مستعدون للتضحية.

من جهته، وعلى الرغم من المعلومات الصحافية التي أشارت إلى نزوح أبناء العديسة الجنوبية من بلدتهم بسبب الاشتباكات الإسرائيلية - اللبنانية التي وقعت الثلاثاء الماضي، أكد رئيس بلديتها علي رمال لـ«الشرق الأوسط» أن أبناء المنطقة لم يتركوا منازلهم، ومن غادرها بسبب وجود أبنائه خارجها عاد إليها في اليوم التالي، لكن هناك عدد كبير من العمال السوريين الذين يعملون في الزراعة والبناء غادروا البلدة منذ الساعات الأولى للحادثة ولم يعودوا إليها حتى الآن.