متقي يشيد بالتقارب السعودي ـ السوري.. ويدعو إلى تحسين العلاقات لمواجهة «الأعداء»

وزير الخارجية الإيراني يستبعد حربا قريبة ويؤكد زيارة نجاد إلى لبنان بعد رمضان

وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي ونظيره اللبناني علي الشامي خلال لقائهما في طهران أمس (إ.ب.أ)
TT

أشاد وزير الخارجية الإيراني بتحسن العلاقات بين المملكة العربية السعودية وسورية داعيا إلى مزيد من التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول المنطقة مثل سورية ولبنان ومصر والعراق وإيران وتركيا والأردن لمواجهة «مؤامرات الأعداء»، كما أعلن عن زيارة مرتقبة للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى بيروت بعد شهر رمضان.

وجاءت تصريحات المسؤول الإيراني خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره اللبناني علي الشامي في اختتام زيارته إلى طهران أمس، في حين انتقد الوزير اللبناني أداء قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان وقال إن «عليها أولا حماية نفسها قبل أن تساعد الجيش اللبناني»، كما وجه انتقادات إلى المحكمة الدولية وقال إن لها ارتباطات بإسرائيل.

وقال متقي حول التقارب بين سورية ولبنان وتأثيره على العلاقات مع إيران إن «سياسة إيران الاستراتيجية تكمن في القيام بدور مهم في تحقيق التقارب الإقليمي والارتقاء بالتعاون الثنائي والمتعدد الجوانب بين دول المنطقة مثل سورية ولبنان ومصر والعراق وإيران وتركيا والأردن والدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي ومواجهة مؤامرات الأعداء».

وأضاف الوزير الإيراني: «نحن سعداء بتحسن العلاقات بين المملكة السعودية وسورية وندعم ذلك، ويقظة وتدبير قادة وشعب لبنان في استقبال عدد من زعماء دول المنطقة في آن واحد ومن بينها قطر والسعودية وسورية وفي المستقبل القريب الجمهورية الإسلامية الإيرانية جدير بالثناء، وفوائد هذه الزيارات ستؤدي بالتأكيد إلى تعزيز الاستقرار والتقارب في المنطقة وترسيخ الوفاق الوطني في لبنان».

وأعلن متقي أن أحمدي نجاد سيزور لبنان بعد رمضان أي منتصف سبتمبر (أيلول) المقبل. وستكون هذه الزيارة في حال تحققها الأولى لرئيس إيراني إلى لبنان منذ زيارة الرئيس السابق محمد خاتمي في مايو (أيار) 2003. وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان قد زار طهران في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008.

وفي المؤتمر الصحافي المشترك أمس ندد متقي بـ«اعتداء إسرائيل الدائم على لبنان»، قبل أن يقول إن الرئيس الإيراني «سيتوجه إلى لبنان في أقرب وقت ممكن بعد رمضان»، وأكد متقي أن «إيران تقف إلى جانب الحكومتين والشعبين في لبنان وسورية في وجه اعتداءات وتهديدات النظام الصهيوني»، موضحا أن الدول الثلاث تجري «مشاورات مستمرة» حول الوضع في المنطقة. وأضاف أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية على اتصال مستمر مع المسؤولين في البلدين وستقدم أية مساعدة ممكنة يطلبونها».

ونقلت وكالة أنباء «فارس» شبه الرسمية عن متقي رده على سؤال حول احتمال شن حرب على سورية أو لبنان أو إيران، بأن «الهدف من الحرب هو إيجاد أزمة وأحيانا الهروب من الأزمة، وجوابي في ما يتعلق باحتمال وقوع حرب أنه قد تحدث ولكن إمكانية وقوعها هي مسؤولية المنطقة. ومن وجهة نظري، أستبعد وقوع حرب أخرى».

وحول الملف النووي الإيراني، قال متقي إن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو يعكف حاليا على إعداد جدول زمني لاستئناف المحادثات بين مجموعة فيينا وإيران، مضيفا أن روسيا باعتبارها عضوا في مجموعة فيينا التي تتألف منها إلى جانب الوكالة الدولية وفرنسا والولايات المتحدة «أعربت عن استعدادها لاستئناف الحوار مع إيران».

وبين الوزير الإيراني أن «أمانو يقوم حاليا بإعداد رسائل لتوجيه الدعوة اللازمة إلى دول مجموعة فيينا حيث يتم ترتيب جدول زمني لاستئناف الحوار؛ إذ إن إيران سبق أن أعلنت عن استعدادها للتباحث حول صيغة تبادل اليورانيوم».

من جانبه، ندد وزير الخارجية اللبناني علي الشامي بالعدوان الإسرائيلي الأخير على بلدة العديسة، وقال إن بلاده قدمت شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الاعتداء الإسرائيلي وطلبت عقد اجتماع عادل حول هذا الموضوع.

وبحسب وكالات الأنباء الإيرانية، فإن الشامي «انتقد» أداء القوات الدولية على الحدود مع إسرائيل، وقال إن «تقاعس هذه القوات أدى إلى أن يشن الصهاينة هجوما على جنوب لبنان بذريعة وجود شجرة».

وحول المحكمة الدولية لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، قال وزير الخارجية اللبناني إن «هذه المحكمة لها علاقة (مع إسرائيل) وبقية الأجهزة المرتبطة بالكيان الصهيوني، فكيف يمكن حينها أن نتوقع شكل الحكم الصادر عن المحكمة؟ إنهم يسعون من خلال هذه المحكمة إلى بث الفتنة بين الدول العربية»، بحسب وكالات الأنباء الإيرانية.