السعودية: يوم الحسم في أزمة «بلاك بيري»

3 حلول مطروحة: خادم محلي خاص.. منح مفاتيح دخول.. اللجوء إلى فك الشفرات

أحد مستخدمي «بلاك بيري» يعرض رسالة استقبلها بايقاف الخدمة في أحد محلات بيع الهاتف الجوال في دبي (أ.ب)
TT

ينتظر أن يحسم في السعودية اليوم، استمرار خدمة التراسل الفوري لأجهزة «بلاك بيري» أو إيقافها، بعد أن أحدث إعلان إيقاف الخدمة من قبل الهيئة، تصعيدا كبيرا خلال الأيام القليلة الماضية، بين الشركة الكندية المصنعة للأجهزة «ريم»، وهيئة الاتصالات السعودية، نتيجة عدم تلبية الشركة متطلبات الهيئة التنظيمية.

وأعلنت الإمارات والسعودية الأسبوع الماضي عن تعليق خدمات هواتف «بلاك بيري»، إلا أن هيئة الاتصالات السعودية عادت عن قرارها بإيقاف الخدمة، مؤقتا، لفترة 48 ساعة، تنتهي اليوم، وعزت قرارها هذا إلى رغبتها في إعطاء المفاوضات الجارية مع شركة «ريم» الكندية مجالا قبل قطع الخدمة بشكل نهائي، وهو الأمر الذي يتحدد اليوم.

وأبلغت «الشرق الأوسط» مصادر مطلعة في إحدى شركات الاتصالات الثلاث المشغلة للخدمة، أن هناك بوادر إيجابية للتوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين؛ هيئة الاتصالات والشركة الكندية، ومن المفترض الإعلان عن هذا الاتفاق خلال الساعات المقبلة.

وفي حين اعتذر مسؤولون كبار في هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لـ«الشرق الأوسط»، عن الإدلاء بأية تصريحات حول المفاوضات التي تجرى حاليا أو حتى إعطاء آراء حول ذلك، متعذرين بقضائهم هذه الأيام إجازاتهم الرسمية وبعدم توفر المعلومات لديهم، أشارت مصادر إلى أن اجتماعات جرت أمس لإنهاء المفاوضات بحل مناسب قبل انتهاء الفترة المحددة اليوم.

من جهته، رأى عبد الرحمن المازي المختص السعودي في مجال الاتصالات، أنه من الواجب على شركة «ريسيرش إن موشن» الكندية، الالتزام بالمتطلبات الأمنية والتنظيمية للسعودية ودول أخرى، من خلال منح تلك الدول خوادم خاصة بها، أو السماح لها بدخول الخادم الخاص بكل بلد، لتتمكن تلك الدول من الدخول على بيانات المشتركين حال الحاجة إليها.

وأكد المازي على أهمية أن تلتزم الشركة الكندية بأمرين رئيسيين؛ هما المتطلبات الأمنية والتنظيمية لكل بلد، وضمان سرية المعلومات الشخصية للمشتركين.

وعن ما يجرى من مفاوضات حالية بين اللجنة السعودية المكونة من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، والشركات الـ3 المزودة للخدمة («الاتصالات السعودية» و«موبايلي» و«زين السعودية»)، قال: «لا بد أن المفاوضات وصلت لمرحلة متقدمة»، مبينا أن المفاوضات بدأت منذ أشهر، إلا أن «ريم» لم تستجب للمتطلبات السعودية، «الأمر الذي دفع السعودية لإعلان إيقاف خدمة التراسل الفوري، مما دفع إلى تصعيد المسألة خلال الأيام الماضية».

وذكر المازي أن المتفاوضين أمام حل من ثلاثة لضمان استمرار خدمة التراسل الفوري «بي بي ماسنجر»؛ فإما أن تلتزم الشركة بإعطاء هيئة الاتصالات السعودية خادما خاصا بها يضمن لها مراقبة جميع البيانات والمعلومات، أو تمنح لها مفاتيح دخول على الخادم الخاص بالسعودية، وذلك للتحقق ومراقبة ما تفرضه الحاجة، أو أن تلجأ الهيئة السعودية إلى شركة أخرى لفك شفرات الأرقام والبيانات.

إلى ذلك، أفصحت مصادر مطلعة عن توجه لإيجاد بدائل لخاصية الرسائل الفورية في جهاز «بلاك بيري - ماسنجر»، وذلك من خلال إيجاد برامج تستخدم شبكة الإنترنت لنقل الرسائل والبيانات بين المشتركين، إلا أن المصادر أشارت إلى أن تلك البرامج لن تكون في سرعة «الماسنجر» الخاص بخدمة «بلاك بيري».

ويستخدم جهاز «بلاك بيري» خاصية التشفير الثلاثي والمتطور، الذي لا يمكن أن يخترق من قبل مزودي الخدمات، وذلك لارتباطه بخادم إلكتروني عند الشركة الكندية، التي تعمل مع شركات الاتصالات السعودية لإيجاد حلول مناسبة ومقترحات لتقديم الخدمة في المملكة، التي يقدر عدد مشتركيها بنحو 700 ألف مشترك.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن فريق المفاوضات اجتمع أمس قبل انتهاء المدة، التي تنتهي اليوم، وذلك لإيجاد الحلول المناسبة، لتقديم خدمة الرسائل الفورية «الماسنجر».

وينتظر أن تهوي أسعار أجهزة «بلاك بيري» في المملكة، وذلك بسبب توقف خدمة تبادل الرسائل الفورية، التي تعتبر أحد الأسباب الرئيسية في استخدام الخدمة، وذلك لسرعة تبادل البيانات عبر تلك الخدمة، من خلال شبكة «بلاك بيري» التي تعتبر الأسرع في نقل البيانات من وإلى المشتركين، أو حتى في عملية إرسال رسائل البريد الإلكتروني، في ظل اتصال الأجهزة بشكل دائم في شبكة «بلاك بيري» مما يسهم في سرعة وصول تلك الرسائل.

وكانت الأسعار قد شهدت تذبذبات خلال اليومين الماضيين، خاصة مع إعلان هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات عن إيقاف الخدمة يوم الجمعة الماضي، مما دفع عددا من المشتركين إلى التخلص من الجهاز، ومن ثم إعادته بعد أنباء عن استمرار الخدمة، وأخيرا إعطاء مزودي الاتصالات مهلة 48 ساعة لإيجاد الحلول مع الشركة الكندية.