أبو مازن يجدد رفضه المفاوضات المباشرة من دون توفر المرجعيات المطلوبة فلسطينيا

قال إنه محبط من قلة الدعم العربي ويريد معرفة حدود دولته

TT

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) مجددا رفضه الذهاب إلى مفاوضات مباشرة من دون توفر المرجعيات المطلوبة فلسطينيا، وهي الاعتراف بحدود 67 حدودا للدولة الفلسطينية بما يشمل القدس الشرقية.

وقال أبو مازن وهو يفتتح «مجمع فلسطين الطبي» في رام الله، أمس: «نمر الآن بمرحلة دقيقة جدا في ما يتعلق باستئناف المفاوضات المباشرة وعملية السلام. نحن نقول: مستعدون للذهاب إلى المفاوضات إذا توفرت المرجعية، يعني إذا توفر ما يسمى خارطة الطريق، فنعرف إلى أين نحن ذاهبون وعلى أي أساس نحن منطلقون»، وأضاف: «المهم أن نعرف الأرضية التي نسير عليها وأن يتوقف الاستيطان وأن نعرف ما هي حدود الدولة لنبني عليها دولتنا المستقلة».

جاء حديث عباس على الرغم من مواصلة واشنطن ضغوطها على السلطة الفلسطينية من أجل الانتقال إلى مفاوضات مباشرة. وينتظر أبو مازن أن يأتي رد أميركي واضح على مسألة المرجعيات. وحتى الآن يقول الفلسطينيون إنهم لم يتلقوا ردا أميركيا على تحديد مرجعيات عملية السلام.

ولم يفقد أبو مازن على الرغم من ذلك إيمانه بإمكانية تحقيق سلام من خلال المفاوضات، وقال: «المفاوضات السياسية مهمة وناجحة، ونجحنا مع الحكومة الإسرائيلية السابقة، وتوصلنا، لكن توقفت المفاوضات لأسباب داخلية لديهم ولم تستكمل».

واستغل أبو مازن الحديث عن الواقع الصحي في الأراضي الفلسطينية ليعبر عن إحباطه من قلة الدعم العربي وعدم التزام الدول العربية بما وعدت به سابقا، وقال: «وأريد أن أذكر أن مستشفى المقاصد (في القدس) يريد أن يتوسع ليكون لديه 250 سريرا بدل 150 سريرا (قسم جديد)، وهذا يحتاج إلى 10 ملايين دولار، وقمة سرت العربية أقرت 500 مليون دولار لدعم صمود القدس، لذلك ذهبنا إلى الجامعة العربية للحصول على العشرة ملايين، فتبين أنه ما في عشرة شيكل (دولاران ونصف الدولار).. هذا محبط، لكن يجب علينا أن نعمل لتوسعة المستشفى، وسنوسعه بكل الوسائل، وسنطلب من الأغنياء الفلسطينيين التبرع لمساعدة أهلهم في بناء وطنهم»، وأضاف: «أتطلع إلى اليوم الذي أرى فيه أهلنا وإخوتنا وأشقاءنا العرب والمسلمين يأتون إلينا وإلى بلدنا ليروا معاناتنا، وماذا نفعل في هذا البلد لكي نعيش، لذلك دائما وأبدا أرفع صوتي لأنادي إخوتنا الذين دعمونا والذين لم يدعمونا؛ الذي دعمونا لكي يروا نتيجة دعمهم لنا، على أرض الواقع..» وفي ما يتعلق بالمصالحة الوطنية، قال أبو مازن: «نحن ما زلنا مصممين على المصالحة، ونريد منهم أن يذهبوا ليوقعوا على الوثيقة المصرية»، وأضاف: «الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وأفكاره وسياساته عليه أن يتعايش بعضه مع بعض أيا كانت أفكارنا أو عقائدنا، نحن نريد أن نعيش مع بعضنا بعضا».

وانتقد أبو مازن ما وصفه نهج حماس الإقصائي، وقال: «سمعنا مؤخرا أنهم قالوا إنهم يريدون أن يذهبوا بنا إلى الانتخابات ليقصونا، ولكن نحن لا نريد أن نقصي أحدا، ولا نقبل أن نقصي أحدا»، واستطرد: «الحكم بيننا هو صندوق الاقتراع، ولكن لا يعني هذا أننا نريد أن نقصي أحدا، فلقد ذهبنا إلى صندوق الاقتراع عام 2006 بإرادتنا مع أننا كنا نعلم أننا سنخسر، وعلى الرغم من ذلك ذهبنا لأن الشرعية شرعية، ولا أحد يستطيع أن يتجاوز الشرعية».

ومضى أبو مازن يقول: «وقعوا على الوثيقة ولنذهب إلى الانتخابات، واتركوا للشعب الفلسطيني أن يحكم، ولكن من دون الوحدة الوطنية ومن دون وحدة الأرض والشعب لا يوجد حل سياسي، وبالتالي لا توجد دولة فلسطينية مستقلة. الدولة المستقلة تأتي من خلال الوحدة الوطنية، لذلك للوحدة الوطنية الأولوية، وعلينا جميعا العمل على تحقيقها لنصل إلى الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس».