الجهاديون الأوروبيون يتدفقون على باكستان لتلقي تدريبات «القاعدة»

رحلة حمزة من شوارع ألمانيا إلى قلب وزيرستان

TT

لم يكن الأمر سهلا أبدا بالنسبة لحمزة كي يحيا حياة مزدوجة خاصة في وطنه ألمانيا حيث يحاط بحب والديه وثلاثة إخوة. لكنه نجح في ذلك تماما. فعلى مدى شهور، لم يكن لدى والديه أدنى فكرة أنه يقوم سرا بتجميع أموال وأدوات من أجل رحلته إلى معسكر لتدريب المسلحين في باكستان. ففي صيف عام 2009 أبلغ حمزة الألماني من أصل تركي (21 عاما) عائلته بأنه ذاهب لزيارة أقاربه في تركيا. إلا أنه لم يمكث في تركيا سوى ثلاثة أيام فقط، قبل أن يتوجه إلى باكستان عن طريق إيران مستعينا بمهربي البشر عند الضرورة ليلتحق برفاق الجهاد ضد قوات الكفار التي تشن حربا ضد المسلمين «الأبرياء» في أفغانستان. وعقب شهور في منشآت التدريب المختلفة في المنطقة القبلية التي لا يطبق فيها القانون في وزيرستان الشمالية والمشاركة في هجمات على قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان، بات حمزة مستعدا لمهمة أكبر. وقال «الحمد لله سوف أهب حياتي لاستكمال المهمة التي كلفني بها قادتي سواء في باكستان أو أي جزء آخر من العالم». وتحدث حمزة شريطة الاحتفاظ بسرية مكانه الحقيقي في المنطقة القبلية وأيضا اسمه الحقيقي. ولا يزال حمزة الذي كان مرتديا الزي الباكستاني التقليدي ذا اللون البني الداكن، ويحمل بندقية هجومية «إيه كيه – 47»، يتمتع بوجه طفولي. إلا أن وراء هذا الوجه قلبا شحذته دعاية جماعة اتحاد الجهاد الإسلامي، وهي جماعة مسلحة أسسها الأوزبك المتحدثون باللغة التركية، ذوو النفوذ الكبير بين المسلمين الأتراك المتشددين وذوو الأصول التركية في ألمانيا. وقام اتحاد الجهاد الإسلامي الذي تأسس عام 2002 في المناطق القبلية الباكستانية ويتبع الحركة الإسلامية في أوزبكستان بتجنيد المئات من الأوروبيين. ويزعم الاتحاد أن لديه أكثر من 500 مقاتل أجنبي، من بينهم ما يربو على 60 مواطنا ألمانيا اعتنقوا الإسلام، وأيضا مقاتلون أتراك من أصول ألمانية، والعشرات من الانتحاريين. وجعلت الجماعة من بلدة مير علي، وهي بلدة صغيرة في وزيرستان الشمالية، مقرا لها، وأقامت العشرات من مراكز التدريب في المنطقة الجبلية. وذكر مسؤول استخباراتي اشترط عدم ذكر اسمه أن «بعض المنشآت في مناطق نائية وليست لها طرق توصل إليها». وأضاف «يمكن أن تسير فقط مسافات بالسيارة في طرق طينية ثم تسير بعدها على قدميك أو تمتطي حصانا».

وزعم أن الجماعة وراء هجوم فاشل عام 2007 على مطار فرانكفورت الدولي ومنشآت عسكرية أميركية في قاعدة رامشتين الجوية.

ويعتقد أن اتحاد الجهاد الإسلامي الذي يحتفظ بصلات وثيقة بتنظيم القاعدة مسؤول عن سلسلة تفجيرات في يوليو (تموز) عام 2004 ضد السفارتين الأميركية والإسرائيلية في العاصمة الأوزبكية طشقند. كما أعلنت مسؤوليتها عن هجوم انتحاري عام 2008 في إقليم خوست الأفغاني نفذه كونيت سيفتسي من بافاريا غرب ألمانيا. وأسس اتحاد الجهاد الإسلامي جناحا منفصلا في عام 2009 .