غدا محاكمة عمر خضر الكندي في غوانتانامو

ربما سيبرأ لأنه كان «جنديا طفلا»

TT

بعد أن أعطت المحكمة العليا (التي تفسر الدستور) الضوء الأخضر للمحكمة العسكرية في قاعدة غوانتانامو بمحاكمة عمر أحمد خضر، كندي من أصل مصري، يتوقع أن تكشف المحاكمة، التي ستبدأ غدا، عن أسرار من الحرب ضد الإرهاب التي أعلنها الرئيس السابق بوش الابن بعد هجوم 11 سبتمبر (أيلول) سنة 2001.

وأمس، كتبت صحيفة «ميامي هيرالد» نقلا عن مراسلتها في قاعدة غوانتانامو تقريرا عنوانه «ستفتح محاكمة خضر نافذة على حرب أميركا ضد الإرهاب». فيما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف.ب) خبرا عنوانه «محاكمة خضر أول اختبار للمحاكم العسكرية».

وقال بنجامين وايتس، خبير في معهد «بروكنغز» في واشنطن العاصمة «أرى أن هذه قضية غريبة. كان المتهم صغير السن عندما اعتقل في أفغانستان. أنا متأكد من أن إدارة الرئيس أوباما كانت تفضل ألا تكون هذه أول محاكمة عسكرية في عهد الرئيس». وقال يوجين فيدل، أستاذ قضاء عسكري أميركي «ستشهد المحاكمة جدلا كبيرا حول وضعه: هل يجب اعتباره طفلا؟ هل يسمح القانون الدولي بمحاكمة طفل مجند؟».

وأضاف أن «التحري في جوهر القضية قد يكون في صالحه. من يدري إذا لم تقنع الحكومة لجنة المحلفين العسكرية، ربما يفرج عنه».

وقال مراقبون في واشنطن إن المحكمة العليا لم ترفض محاكمة خضر أمام محكمة عسكرية، ووافقت على قرار سابق من محاكمة استئناف من دون إعلان رأيها. وبالتالي، لم تعلن رأيا نهائيا عن دستورية المحاكم العسكرية. وربما تريد الانتظار حتى يمثل آخرون أمام محاكم عسكرية. أو حتى يعلن الرئيس أوباما، أو الكونغرس، قوانين جديدة للمحاكم العسكرية بهدف التخفيف من عسكريتها والسماح للمتهمين بحرية أكثر.

منذ سنة 2003، صارت دستورية المحاكم العسكرية معركة تاريخية بين الجهاز القضائي في جانب، والجهازين التنفيذي والتشريعي في الجانب الآخر. في تلك السنة، أصدرت محكمة استئناف قرارا بعدم دستوريتها، واستأنف بوش إلى المحكمة العليا التي وافقت.

واضطر بوش، بالتعاون مع الكونغرس، لإصدار قانون خفف من عسكريتها، وقدم ضمانات للمتهمين. لكن، على الرغم من قرار المحكمة العليا بمحاكمة خضر عسكريا، لم تصدر المحكمة رأيا دستوريا في قانون المحاكم العسكرية الجديد. غدا، ستبدأ محاكمة خضر داخل قاعدة غوانتانامو. ويتوقع أن تستمر شهرا تقريبا. ويغطيها 20 صحافيا وصحافية، نصفهم تقريبا من كندا. بالإضافة إلى خضر، يوجد في المعتقل 176 معتقلا، وكانوا 240 عندما صار أوباما رئيسا. في سنة 2002، اعتقل خضر في أفغانستان عندما كان عمره 15 عاما. وبالتالي، وهو الآن يبلغ من العمر 23 عاما، قضى ثلث حياته في زنزانات غوانتانامو. وصار الإعلام الأميركي يسميه «الجندي الطفل» و«المجاهد الطفل».

قتل والده، أحمد سعيد خضر، الكندي من أصل مصري، الذي كان يعتبر من قادة «القاعدة» سنة 2003 خلال هجوم شنه الجيش الباكستاني على مقاتلي تنظيم أسامة بن لادن.

وكانت العائلة غادرت كندا سنة 1990 واستقرت عند الحدود الباكستانية - الأفغانية «للمساعدة في إعادة إعمار ما دمره الاجتياح السوفياتي»، حسب سيرة ذاتية نشرها مقربون من العائلة في الإنترنت.