باكستان: الأمطار متواصلة والإغاثة معطلة

مزارع فقد منزله وحقله: علي أن أبدأ كل شيء من جديد

TT

تواصل هطول الأمطار الغزيرة أمس في باكستان، مما عرقل عمليات إغاثة المنكوبين الذين بلغ عددهم 15 مليون شخص في أسوأ فيضانات تشهدها البلاد. واستمرت عمليات الإجلاء في إقليم السند الجنوبي، خصوصا في المناطق النائية شمال غربي الولاية. ويؤدي فيضان نهر الهندوس إلى فيضان أقنية صغيرة، مما يضطر سكان الكثير من القرى إلى الرحيل وهم ينقلون بعض أمتعتهم على ظهور الحمير أو في سيارات.

وقال صويلح فاروقي رئيس سلطة الإقليم لإدارة الكوارث إن «عدة قرى في توري باند في السند أصبحت تحت المياه ونقوم بإجلاء السكان إلى مناطق أكثر أمانا». وقال عبد الحكيم (30 عاما) الذي يعمل مزارعا قرب توري باند، بينما كان يفر على عربة مع زوجته وأولاده الخمسة «المياه تغمر كل شيء. البيت والحقل. علي أن أبدأ كل شيء من جديد».

وكانت سلطات ولاية السند ذكرت أنه تم إجلاء مليون شخص فيها. وتوقعت الأرصاد الجوية من جهتها هطول كميات جديدة من الأمطار ليومين إضافيين بينما أعلنت حالة تأهب قصوى في السند في مواجهة خطر «وشيك» و«كبير» لحصول فيضانات. ويقوم الجيش والسلطات المحلية بتنسيق عمليات الإغاثة عبر إجلاء السكان إلى ملاجئ مؤقتة، وخصوصا مباني عامة أو مدارس أو خياما.

ويستمر هطول الأمطار في الشمال الغربي وخصوصا في ولاية خيبر باختونخوا المتضررة أصلا بعد أسبوعين من الأمطار. وقال مسؤول عمليات الإنقاذ الجنرال غيور محمود إن الفيضانات في هذه الولاية وحدها أسفرت عن سقوط 1400 قتيل وفقدان 213 شخصا آخرين. وكانت السلطة الباكستانية لإدارة الكوارث ذكرت أن 12 مليون شخص تضرروا بالفيضانات في ولايتي البنجاب (وسط) وخيبر باختونخوا (شمال غرب). وبلغ عدد المنكوبين 3 ملايين شخص في السند مما يرفع إلى 15 مليونا عدد المتضررين حتى الآن بهذه الفيضانات في باكستان التي يبلغ عدد سكانها نحو 170 مليون نسمة. وقالت الأمم المتحدة إن الفيضانات أودت بحياة 1600 شخص في نحو أسبوعين.

وزار رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني المناطق المنكوبة في السند أمس ودعا إلى تقديم مساعدة دولية. وقال للصحافيين «إنها فاجعة كبرى حجمها لا يمكن تصوره. الأمطار ما زالت تهطل ونتوقع خسائر جديدة».

وسببت الأمطار الغزيرة فيضانات استثنائية في الهند المجاورة أدت إلى سقوط 132 قتيلا ومئات المفقودين في كشمير (شمال) حيث تحاول فرق الإنقاذ مساعدة الناجين.

وتلقى الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، الذي يزور بريطانيا، انتقادات عنيفة من قبل مئات الباكستانيين، خلال إلقائه خطابا في مدينة برمنغهام الليلة قبل الماضية. ودافع زرداري عن زيارته لبريطانيا على الرغم من الفيضانات التي تشهدها باكستان أمام 3 آلاف شخص بينهم أعضاء في حزب الشعب الباكستاني وشخصيات من الجالية الباكستانية في بريطانيا. وتجمع مئات المتظاهرين بعد ذلك أمام المبنى وهم يرفعون لافتات كتب عليها «آلاف يموتون والرئيس يمضي عطلة» و«هل يستمتع زرداري برحلته في إنجلترا بينما يغرق الباكستانيون». وقالت الشرطة إنها طردت رجلا من القاعة بعد أن رشق الرئيس الباكستاني بحذاء سقط بالقرب منه. وصرحت ناطقة باسم الشرطة المحلية أنه لم يتقرر بعد ما إذا كان سيوجه إلى المتظاهر أي اتهام.

ومنع الصحافيون من دخول قاعة التجمع. لكن ناطقا باسم حزب الشعب الباكستاني قال بعد الاجتماع إن زرداري دافع عن معالجته لأزمة الفيضانات وطلب من الحضور تقديم تبرعات لمساعدة الضحايا. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن وهيب رجب منسق حزب الشعب في بريطانيا قوله: «قال إن رئيس الوزراء هو رئيس السلطة التنفيذية لأنه يملك كل الصلاحيات ومجلس الأعيان منعقد وكل الوزراء الأساسيين موجودون وإنه على اتصال بكل هؤلاء هاتفيا».