نصرالله قدم قرائنه لاتهام اسرائيل باغتيال الحريري وطالب بلجنة تحقيق لبنانية للنظر فيها

عرض مقاطع لما بثته طائرات الاستطلاع الاسرائيلية

حسن نصر الله كما بدا أمس في مؤتمره الصحافي (أ.ف.ب)
TT

قدم ألامين العام لـ»حزب الله» اللبناني السيد حسن نصرالله أمس ما قال أنه «قرائن وأدلة» تساعد في توجيه التحقيق نحو إتهام إسرائيل بالضلوع في عملية إغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، مكررا الطلب بتأليف لجنة تحقيق لبنانية للنظر في هذه المعطيات لأنه «لا يثق بالتحقيق ولا بلجنة التحقيق الدولية»، مشيرا الى أنه قررت الحكومة ان تكلف جهة موثوقة لنتعاون معها نحن حاضرون لتقديم هذه الأدلة للحكومة او للجنة التي تشكلها الحكومة، لا اعتقد ان لجنة التحقيق الدولية مؤتمنة على الحقيقة».

وتخلل المؤتمر الصحافي الذي عقده نصرالله ليل أمس عبر الشاشة الكبيرة في ضاحية بيروت الجنوبية عرض مقاطع لما بثته طائرات استطلاع اسرائيلية تمكن الحزب من فك شيفرتها وقال نصرالله أنها كانت ترصد حركة الحريري ليؤكد إتهامه لاسرائيل بالضلوع في الجريمة»، بالاضافة الى اعترافات لعملاء حقق معهم «حزب الله» قبل تسليمهم الى القضاء اللبناني عن مراقبة سياسيين لبنانيين. وقدم في مؤتمره ما قال أنه «مؤشرات ومعطيات تفتح افاقا جديدة في التحقيق وتساعد على اتهام العدو (إسرائيل) باغتيال الحريري» وأشار نصرالله إلى عملية إطلاق النار على تظاهرة لمناصري «حزب الله» في العام 1993 والتي أدت إلى « خصومة سياسية بين حزب الله والحريري»، معتبرا أن الاسرائيليين «أدخلوا على الخط احد عملائهم ألذي عمل على اقناع الحريري على ان حزب الله يخطط لاغتياله ودخل مرحلة التنفيذ ووجه الاتهام لـ»لقائد العسكري والامني للحزب عماد مغنية»، وأوضح أنه بعد اشهر من حادثة 13 سبتمبر (ايلول) 1993 (إطلاق النار على المتظاهرين) قامت الاستخبارات السورية السورية باعتقال احد كوادر المقاومة الاسلامية في صيدا علي ديب» وقال أنه زار رئيس الاستخبارات السورية في لبنان أنذاك اللواء غازي كنعان الذي أبلغه أن الرئيس الحريري زاره وأبلغه أن لديه معطيات نقلها اليه شخص لصيق بمغنية وهو حضر جلسة للحاج عماد مغنية وآخرين وتم التخطيط لاغتياله». وأضاف:» في العام 1996 كان امن المقاومة يلاحق عميلا يعمل على تصوير مراكز وبيوت في الضاحية والجنوب، اسمه احمد نصرالله وهو ليس قريبا لي ، وبالتحقيق معه ولم يكن في بالنا قصة الحريري واللواء كنعان وابو حسن سلامة وهو ذكر هذا الامر واعترف وقال انا اتصلت بأحد الاشخاص المعنيين وقلت انا لصيق بمغنية واعطيته معلومات ومعطيات كاذبة»، وأشار نصرالله الى أن «العميل سجن حتى عام 2000 حيث اطلق سراحه وهرب مباشرة الى فلسطين المحتلة ولحقت به عائلته» وفي هذا الوقت بث عبر الشاشة فيديو لاحمد نصرالله يعترف فيه بما اعلنه السيد نصرالله الذي أردف قائلا:» هذا شاهد على بداية التلفيق الاسرائيلي واشباع ذهن الحريري على هذا الامر، والرئيس الشهيد لم يبلغ فقط غازي كنعان بل الفريق في سوريا وله اصدقاء فرنسيون وسعوديون، وتمكن العدو ان يزرع في ذهن الكثيرين وجود هذا المخطط».

ثم تطرق نصرالله الى إتهام إسرائيل بالعملية، فذكر أولا «الاسلوب الاسرائيلي في العمل»، مشيرا الى أن «الاسرائيلي عندما يريد ان ينجز اي عملية يعتمد على عدة عناصر أولا الاستطلاع الجوي، ولدى العدو العديد من الامكانيات للاستطلاع واهمها (طائرة) ال أم ك، وتأتي طائرات الاستطلاع لتستطلع كل شيء، ثانيا السيطرة الفنية اي اجهزة تنصت ومراقبة وكاميرات ووصولا الى الاستفادة القصوى من (الهاتف)الخليوي والاستطلاع الميداني من خلال العملاء والكوماندوس والدعم اللوجيستي بادخال متفجرات الى ساحة العمليات وصولا الى التنفيذ»، ثم عرض فيديو لـ» العميل فيليوبس حنا صادر الذي كان يستطلع حركة رئيس الجمهورية وقائد الجيش، ودوره جمع معلومات حول مواقع عسكرية لبنانية، ومعلومات حول شخصيات وقيادات لبنانية وعسكرية، وابرز اعترافاته جمع معلومات عن منزل الرئيس ميشال سليمان في عمشيت، ومعلومات حول اليخت الخاص به (خلال قيادته الجيش اللبناني) ، ثم بث مقطع فيديو عن «العميل طانيوس العلم الذي كان مكلفا برصد حركة (رئيس الهيئة التنفيذية لـ»القوات اللبنانية» سمير )جعجع و(رئيس الحكومة) سعد الحريري، وفيها يقول العلم أنه كلف تحديد مواعيد حضور الحريري الى منزل جعجع، مراقبة تحركات جعجع في الأرز ومن الأرز، تحديد تردد بعض السياسييين الى مقاهي جبيل. ثم بث فيديو أخر عن إعترافات للعميل محمود رافع بالمشاركة في 4 عمليات اغتيال، والمشاركة بزرع عدد من العبوات الناسفة، استقبال وايواء ومساعدة عدد من المجموعات الاسرائيلية داخل لبنان»، وأوضح نصرالله أن هذا العميل وضع عبوة كانت تستهدف رئيس مجلس النواب نبيه بري أواخر العام 2005، مشيرا الى أن «الاسرائيلي الذي برأينا قتل الرئيس السني رفيق الحريري ولم تنجح الفتنة بين الشيعة والسنة خطط لاغتيال رئيس مجلس النواب الشيعي لتنجح الفتنة» ثم بث فيديو عن العميل ناصر نادر: اعترافاته المشاركة مع المجموعة المنفذة لاغتيال القيادي في الحزب غالب عوالي ثم فيديو عن العميل فيصل مقلدالذي اعترف بنقل عناصر تنفيذية عبر البحر، ونقل حقائب سوداء كبيرة اضافة الى اسلحة». بالاضافة الى فيديو عن العميل اديب العلم الذي اعترف بالقيام بعمليات تصوير ومسح للعديد من الطرقات والمناطق»، وطالب نصرالله بان تقوم «جهة ما بجمع كل اعترافات هؤلاء العملاء والقيام بقراءة معمقة لنشاط العملاء على الساحة اللبنانية»، معتبرا أن «من يريد الحقيقة باغتيال الحريري يجب ان يبدأ من هنا».

وكشف نصرالله أسرار إفشال «حزب الله» لعملية الكوماندوس الاسرائيلي في بلدة أنصارية عام 1997 والتي أدت الى مقتل 11 اسرائيليا، مشيرا الى أنه قبل ذلك انه قبل العام 1997 تمكنت المقاومة من التقاط بث طائرة ال «ام ك» وهي تقوم بالتصوير في جنوب لبنان، وترسل الصور الى اسرائيل،وقال:» تمكنا من الدخول على خط هذا الارسال واصبح هناك امكانية ان تصل مباشرة الى غرفة عملياتنا الصور التي تصل الى العدو، وهذا كان انجازا فنيا، احتفظنا بهذا الامر لأنفسنا والتقطنا الصور، وكانت البداية صعبة لأن قراءة الصور والفيديو صعبة، لا يستطيع اي انسان ولو التقط هذه الصور ان يفهمها مباشرة، ولم تكن قدراتنا الفنية تتيح ان نلتقط كل ما ترسله طائرات الاستطلاع في آن واحد، واعتقد بعد حادثة انصارية اتخذ العدو اجراءات احتياطية فقام بتشفير البث، التقط الاخوة صور جوية لطائرة استطلاع اسرائيلية تصور من الشاطئ باتجاه البساتين وتمشي خلف طرق معينة الى ان تصل الى مكان يؤدي الى طريق انصارية (...)وعلى هذا الطريق نصبنا عدة اماكن وبقي اخواننا لعدة اسابع وفي 5 ايلول 1997 جاء كوماندوس اسرائيلي وسار بالطريق المستطلع وصولا الى المكمن الذي اعده الأخوة وحصلت المواجهة بعدها عرض فيديو لنموذجين عن عمليتي استطلاع جوي تحضيرا لعمليات اغتيال، وحيث تم لاحقا وضع عبوات للاغتيال، للقيادي في الحزب علي ديب الملقب بـ»ابو حسن سلامة»وعملية أغتيال القيادي في الجهاد الاسلامي محمود المجذوب».

وقال نصرالله :»بعد استشهاد الحريري قمت بزيارة عائلته في قريطم وطلبت العائلة مني ان يساعد حزب الله في التحقيق وشكلنا لجنة مشتركة شارك فيها بعض قياديي حزب الله ووسام الحسن مثل عائلة الحريري، وتم قراءة مسرح الجريمة وقُدمت للجنة معطيات حول تحرك الحريري واُعدت دراسة والية حول تلك العميلة وحصلت تطورات سياسية وانتهى الأمر عند هذا الحد وذهب الأمر الى اتهام سوريا، الى ان جاء موضوع دير شبيغل وانكشف شهود الزور وبدا يسير الاتهام بالاتجاه الجديد، شكلنا فريقا وقلنا له للبحث بشكل جدي بعد توفر معطيات العملاء التي تعطينا مؤشرا تجاه العمل الاسرائيلي، وربما العملاء الذين نفذوا عمليات تم سحبهم الى خارج البلاد، من جملة الافكار التي طُرحت انه لدينا ارشيف لمناطق مختلفة تعالوا لنرجع الى الأرشيف لما سبق 2005 ونطابق بين خريطة حركة الحريري والاماكن التي يذهب اليها، وبقينا نعمل ما ياقرب السنة وفي الاسابيع الاخيرة تعرض الأخوة لضغط شديد، وامضى الأخوة مئات الساعات لقراءة فيديو، ووصلنا الى نتائج مهمة جدا وملفتة جدا، اذا جمعنا ما وصلنا اليه مع السابقة التي تحدثنا عنها تأخذنا الى اتهام اسرائيل» . وبعدها تم عرض مشاهد لطائرات استطلاع اغلبها فوق بيروت وهي نماذج لعميات استطلاع اسرائيلية عن استطلاع اسرائيلي جوي لمدينة بيروت، لقصر رفيق الحريري في قريطم والسراي الحكومي في الصنائع ونقطة استهداف الحريري»، متسائلا:» في كل المناطق التي يستطلعها الاسرائيلي هل تعرفون مراكز لحزب الله او اماكن تجمع له او لقيادييه؟ لماذا يتابع الاسرائيلي هذا الطريق وفي اوقات متفاوتة في السان جورج وبالقرب من الشاطئ حيث يعطي للاسرائيلي امكانية للقيام باي عمل اغتيال، وهل هذه صدف فقط؟ «، ثم عرضت صور لـ» الرصد الاسرائيلي لمكان ملزم لمن يذهب من بيروت الى فقرا وهي طريق الحريري» وقال نصرالله:»في تلك المنطقة ليس هناك احد من المقاومة، ولا احد يتردد على تلك المنطقة او يستخدم هذا الطريق، هذا الطريق ليس لنقل عتاد لحزب الله اذاً لمن يُستطلع هذا الطريق؟ المطلع الأخير الذي له علاقة بمدينة صيدا حيث الكاميرا تستطلع طريقا عاما تبدأ من قبل الجية الى صيدا وتكمل الى محيط منزل السيد شفيق الحريري، وهدف هذا الاستطلاع لمعرفة طريق منزل شفيق الحريري».

وأعتبر نصرالله ان هذه الصور والأفلام في ازمنة متعددة وفي اماكن متعددة لا يمكن ان تكون على سبيل الصدفة ومن يقوم بهذا الاستطلاع يحضر لعميلة استهداف، وأشار الى «الحركة الجوية للعدو يوم الاغتيال، نحن ليدنا معطيات مؤكدة ترتبط بحركة العدو الاسرائيلي في 14 شباط 2005 وسواء تلك التي ترتبط بطائرة الأواكس او حركة سلاح الجو، وتعرفون ان طائرة الأواكس مجهزة بالقدرة على التنصت وقيادة العمليات» كما ذكر ان احد العملاء التنفيذيين واسمه غسان الجد آوى مجموعة مرتبطة باغتيال غالب عوالي، وحصلنا على معلومات مؤكدة انه كان متوجدا في ساحة جريمة اغتيال الحريري في السان جورج في 13 فبراير(شباط) 2005.وقال:»لدينا ادلة عن هذا العميل، وانا لا ادعي اننا نقدم دليلا قطعيا، نقدم قرائن ومعطيات واذا كان هناك من يريد ان يصل الى الحقيقة يجب ان يحمل هذه المعطيات ويُفتح الباب لأول مرة جديا للتحقيق مع الاسرائيلي»