عميد متقاعد يعترف بتزويد «الموساد» بمعلومات عن مواقع في لبنان وسورية

TT

من المنتظر أن يدعي اليوم مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي صقر صقر، على القيادي في التيار الوطني الحر، العميد المتقاعد فايز كرم، الموقوف بجرم «التعامل مع العدو الإسرائيلي، ودس الدسائس لديه وتزويده بمعلومات تمس أمن الدولة اللبنانية»، ويحيله إلى قاضي التحقيق العسكري الأول، رياض طليع، لاستجوابه وإصدار مذكرة توقيف في حقه كسند لمواد الادعاء.وكان النائب العام التمييزي، القاضي سعيد ميرزا، وبعد تسلمه ملف التحقيقات الأولية التي أجراها فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي على مدى 5 أيام مع كرم، قد عقد اجتماعا في مكتبه في قصر العدل، بعد ظهر أمس، مع القاضي صقر وبحثا في مضمون محاضر التحقيقات الأولية وما تضمنته من معطيات واعترافات، وسلم الملف مع الموقوف كرم إلى القاضي صقر الذي بدأ بدراسته على أن يتخذ اليوم القرار المناسب بشأن الادعاء عليه وفقا للجرائم المقترفة من قبله.

وفي سياق متصل مثل العميد المتقاعد في جهاز الأمن العام اللبناني أديب العلم، وزوجته حياة صالومي، المتهمين بالتعامل مع إسرائيل، أمام هيئة المحكمة العسكرية برئاسة العميد الركن نزار خليل، وجرى استجوابهما على مدى ساعتين في حضور وكيل الدفاع عنهما، وخلال المحاكمة العلنية، اعترف العلم صراحة بتعامله مع الموساد الإسرائيلي وتقديم الخدمات الأمنية له على مدى 16 عاما، وتزويده بصور وإحداثيات لمواقع ومنشآت مدنية وعسكرية في لبنان قصفتها إسرائيل خلال حرب يوليو (تموز) 2006، بالإضافة إلى تنفيذه مهمات تجسسية في سورية. وشرح العلم بالتفصيل كيفية تجنده في عام 1983 للتجسس لصالح الموساد الإسرائيلي، ومراحل عمالته مع الإسرائيليين، وأكد أنه دخل إسرائيل عبر أوروبا 5 مرات في أعوام 1997 و2003 و2004 و2005 و2008 وخضع في تل أبيب لدورات تدريب مكثفة على أعمال التصوير وإرسال المعلومات بواسطة أجهزة متطورة كانوا يزودونه بها دوريا، وأنه قبيل حرب يوليو 2006 كلفه الإسرائيليون تزويدهم بإحداثيات وصور عن «مواقع ومنشآت مدنية وعسكرية وجسور وعبّارات مياه ومؤسسات في مناطق عدة في بيروت والجنوب والشمال والبقاع وجبل لبنان»، وإذ اعترف أن الإسرائيليين قصفوا هذه الأماكن، أشار إلى أن «القصف لم يقتصر على هذه المواقع التي يبلغ عددها 15 موقعا، إنما شمل ما يزيد على الألف هدف على الأراضي اللبنانية»، وكشف أن الإسرائيليين سلموه في أوروبا «أجهزة اتصال وكاميرات تصوير متطورة موضوعة في براد مياه صغير ينقل في اليد».

وقال العلم «خلال حرب يوليو كان الإسرائيليون يتصلون بي ويسألونني عن نسبة التشويش التي كانت تتعرض لها قناة (المنار) وإذاعة (النور) التابعتان لحزب الله، كما كانوا يسألونني عن أنواع الأسلحة التي تصل إلى الجيش اللبناني عبر مرفأ بيروت عندما كنت ضابطا في المرفأ، بالإضافة إلى استفسارهم عن فرقاطة فرنسية رست في المرفأ كانت وصلت في مهمة سياحية». وقال الموساد طلب منه تنفيذ مهمة تجسسية داخل الأراضي السورية، وقد دخل سورية في عام 2005، وراح يصور مناطق بين دمشق وتدمر شملت مواقع مدنية وعسكرية، وذلك بعد أن خضع لدورة تدريب في إسرائيل على الخريطة السورية، ثم كلف مهمة ثانية في سورية في عام 2008 وكان يصطحب معه زوجته، وفي المرة الأخيرة وبينما كان واقفا على جسر يصور بعض المواقع حضرت سيارة سورية واستفسر مستقلوها منه عما يفعله، فادعى أن سيارته معطلة عندها تركوه وانصرفوا، وقد أخبر الإسرائيليين بما حصل معه فأخذوا منه المعلومات التي جمعها، وطلبوا منه أن يتلف الخريطة السورية.