وزير الأوقاف الفلسطيني ينفي إعطاء تعليمات «بخفض الأذان» في قرى قريبة من المستوطنات

فياض يدعو إلى محاربة مظاهر التزمت.. وحماس تتهم سلطته بشن حرب على الدين

TT

دعا رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، إلى وضع حد لما وصفها بـ«مظاهر التزمت» عند الشباب الفلسطيني في الجامعات والمدارس. وقال فياض: «هناك حاجة ملحة للعمل على وضع حد لكثير من مظاهر التزمت التي باتت تغزو مدارسنا وجامعاتنا، كالإحجام عن المصافحة، لا لارتباطها بتعاليم دينية أو تراثية معينة، وإنما نتيجة لتكوّن تصور عام بأن مثل هذه الممارسات ليست مقبولة». وهذه أول مرة يتطرق فيها مسؤول فلسطيني إلى قضايا تعتبر حساسة، وقد تفسر على أنها مس بالتقاليد الإسلامية. وقد هاجمت حماس فياض وقالت إن سلطته تشن حربا على الدين.

جاء حديث فياض في وقت نشرت فيه الصحف الإسرائيلية نبأ عن أن السلطة الفلسطينية قررت خفض صوت الأذان في قرى الضفة الغربية القريبة من المستوطنات، بموجب طلب إسرائيلي. وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية قد أكدت ذلك أمس، وقالت إن السلطة أصدرت أيضا تعليماتها بتوحيد صلاة الجمعة في مسجد واحد في هذه القرى.

وحسب الصحيفة، فإن العميد يوآف مردخاي، المسؤول في الإدارة المدنية أجرى عدة اجتماعات مع مسؤولين بالسلطة الفلسطينية من أجل خفض صوت الأذان الذي يخرج من المساجد القريبة من المستوطنات الإسرائيلية، بعدما قدم المستوطنون عدة شكاوى في الآونة الأخيرة إلى المسؤولين الإسرائيليين تطالبهم فيها بتخفيض صوت الأذان في المساجد الفلسطينية القريبة من المستوطنات. وأكدت يديعوت أن «السلطة والمسؤولين الإسرائيليين توصلوا إلى اتفاق يقضي بتحجيم صوت الأذان». ووفق الاتفاق سيتم تحديد قوة الصوت الخارج من السماعات حسب عدد السكان الفلسطينيين في المنطقة، كما سيتم تحديد صلاة مركزية واحدة في مسجد واحد في كل قرية أيام الجمعة. وادعى إسحاق شدمي، وهو مسؤول في مستوطنات الضفة، أن المستوطنين بدأوا يشعرون بالنتائج على الأرض.

وعلى الرغم من أن وزير الأوقاف الفلسطيني نفى صحة ذلك، وقال إن الموضوع ليس له أساس من الصحة، مؤكدا على أنه عندما يكون هذا الأمر مسار حديث مع إسرائيل، «فسيكون جوابنا واضحا بأن الأمر ديني وليس قابلا للمساومة السياسية أو الدينية»، فإن حركة حماس استغلت المسألة وهاجمت السلطة بعنف. واعتبر سامي أبو زهري، المتحدث باسم الحركة، أن ما نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية «يدلل على أن الحرب امتدت من محاربة المقاومة إلى محاربة الدين الإسلامي». وقال أبو زهري في تصريح بثه موقع حماس: «ما تم كشفه عن هذا الاتفاق يدلل على أن دور حركة فتح وسلطتها لم يعد يقتصر على محاربة المقاومة، إنما محاربة الدين خدمة للاحتلال الصهيوني». وبحسبه، «فالأمر لا يقتصر على خفض صوت الأذان»، وإنما «سلسلة إجراءات»؛ من بينها، «طرد أعداد كبيرة من المؤذنين وأئمة المساجد والخطباء والمحفظين، وفصلهم من وظائفهم، إلى جانب ترك ألف مسجد في الضفة من دون إمام ومؤذن، وتعيين موظفين في المساجد غير مختصين وليست لهم دراية بالعلم الشرعي، وذلك في إطار خطة مقصودة بهدف تفريغ المساجد من العلماء والدعاة وتركها ساحة للجهلاء من غير المختصين الذين لا يحملون شهادات». وأضاف: «كل هذا الذي يجري يؤكد أننا أمام حرب ليست فقط ضد المقاومة وإنما ضد الدين الإسلامي».

وتحاول اليوم كل من حركتي فتح وحماس السيطرة على المساجد في الضفة وغزة. وقد منعت حماس من السيطرة على المساجد في الضفة كما كان الحال لسنوات طويلة، الأمر الذي أغضب الحركة التي تعودت على ذلك، وباتت تسيطر اليوم على المساجد في غزة فقط، وكان وصل بها الأمر في مراحل سابقة إلى حد مهاجمة بعض المساجد التي تسيطر عليها قوى دينية أخرى.