إيران: مرجع السنة يعلن اعتزامه تقديم ملف إلى خامنئي بالإساءات

انتقد متطرفي الشيعة والسنة ومواقع إلكترونية تسيء للسنة

TT

في تصعيد لافت للانتباه في خطابه السياسي المعلن وتعبيرا عن ضيقه، أعلن الشيخ عبد الحميد الزهي المرجع الديني للمسلمين السنة في إيران اعتزامه تقديم ملف إلى علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإيرانية يتضمن كل الإساءات التي صدرت من جهات إيرانية شيعية بشكل رسمي أو عن طريق بعض المواقع الإلكترونية ضد السنة المقيمين في إيران. وتابع الزهي: «إننا لا نسمح لسني أن يسيء إلى الشيعة من خلال المواقع وصفحات الإنترنت، ولا نسمح لأحد أن يسيء إلى الحوزات العلمية للشيعة وإلى رموزهم، وفي المقابل نرجو أن لا يُسمح في بلادنا لأحد أن يسيء إلى أهل السنة ومقدساتهم».

وحث عبد الحميد المسؤولين وسلطات الأمن في محافظة بلوشستان بجنوب شرقي إيران، في خطبة ألقاها أول من أمس بحضور آلاف المسلمين السنة على القيام بواجبهم. وقال: «لا يدل سكوتنا على أننا لا ندرك الحقيقة. إننا نحتفظ بجميع هذه الوثائق وسنقوم بتقديمها إلى قائد الثورة في الوقت المناسب، ولنفعلن ذلك إن شاء الله».

كما انتقد الشيخ الزهي نشاطات بعض المواقع المسيئة لأهل السنة والمثيرة للطائفية التي تنتمي لجماعات متطرفة شيعية تحظى بالحرية، وطالب السلطات القضائية الإيرانية بالتصدي لنشاطاتها، وقال الزهي، وهو إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان إن «الصحافي الذي ينشر الحقائق ويبث الوقائع، في الحقيقة يقدم أكبر خدمة لمجتمعه، ولكن الصحافيين الذين يبادرون إلى بث الأخبار الكاذبة ويشتغلون بالكذب، سيبتلون بعذاب الله الشديد».

وأعرب عبد الحميد عن أسفه لأن «هناك مواقع توجه شتى أنواع التهم والإساءات إلى عباد الله لأجل أغراضهم السياسية. إن هؤلاء قوم اسودت وجوههم في الدنيا والآخرة أمام الله تعالى»، وتابع: «أنا أطالب السلطات المحلية بأن تبادر بالتصدي لهؤلاء الذين يعملون في هذه المجالات، لأنهم يضرون ويخلون بالوحدة والتقارب، إنهم يعكرون الجو لأجل الوصول إلى منافعهم السياسية، وربما يستهدفون المدارس الدينية ويسيئون إلى علماء أهل السنة، وربما يسيئون إلى مقدساتهم». وقال: «لو تجاهلت السلطات الأمنية والمعنيون بالأمن الوطني، ممانعة هؤلاء المتشددين، أعتقد أنهم لم يعملوا بمسؤوليتهم».

وأضاف: «مع الأسف يستغل البعض كرامتنا لصب المزيد من التهم والافتراءات علينا. ويطرح بعض ممثلي المحافظة في المجلس (البرلمان) هذه التهم والافتراءات من منصة المجلس، وإن سكوتنا وعدم الرد من جانبنا على هذه التهم لحد الآن كان بسبب كرامتنا وشرفنا»، وتساءل: «هل الشخص الذي يقول كلمة حق، أو يصرح بحقيقة ويدعو إلى مراعاة العدل والإنصاف بين الأقوام والمذاهب، ارتكب خطيئة لا تغفر؟ فالذي لا يستطيع التسامح مع هذه الحقائق، لا يوجد تسامح داخل ذاته أصلا».

وانتقد بعض المتطرفين الذين يشرفون على مواقع وجرائد مسيئة وهم يدعون الولاء للنظام.

، وقال: «مع الأسف ترجع أصول بعض مشكلاتنا إلى بعض الجرائد والمواقع والمدونات المتطرفة في المنطقة». ومضى إلى القول: «هؤلاء يحسبون أنفسهم من حماة النظام ويكتبون في عناوين جرائدهم: (الفتنة أشد من القتل). هذه ليست بظاهرة حديثة، وإنما ترجع إلى عدة سنوات. مع الأسف لا أحد يمنعهم من هذه الأعمال».

وشدد على أن القائمين على هذه المدونات والمشرفين على هذه المواقع على يقين بأنهم لا يُلامون ولا يُؤاخَذون على أعمالهم، واستطرد قائلا: «هؤلاء كدروا الجو في محافظتنا. وأما السيستانيون والبلوش واليزديون والبيرجنديون من الشيعة والسنة فعاشوا سنوات طويلة جنبا إلى جنب في هذه المحافظة من دون أي مشكلات أو اضطرابات طائفية، ولم يكن بينهم اختلافات ولا نزاعات في الماضي».

وطالب المسؤولين والسلطات الأمنية في محافظة بلوشستان بالتصدي لهؤلاء، معتبرا أنه يتعين على الجميع أن يخطوا خطوات في مجال الوحدة والأخوة وأن يدرسوا أسباب وعوامل المشكلة، وتابع: «أقول بصراحة: كما أن تصرفات المتطرفين السنة ليست خدمة لأهل السنة، كذلك المتطرفون من الشيعة لا يخدمون الشيعة». وتابع قائلا إن «موقع السنة (سني أون لاين) قد تم حجبه داخل إيران. مع ذلك، نحن نراقب بشدة ما ينشر فيه لئلا تصدر عنه أي إساءة إلى أحد أو مذهب».

وقال: «مهما بلغت توصيات زعيم الثورة (علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة) في شأن الحفاظ على الوحدة والأخوة ومهما اجتهد المسؤولون في هذا المجال، فلن تحل المشكلة إن لم يتصد للمتطرفين، لأنهم الجذور الأصلية للتفرقة والافتراق». وقال: «لقد افتتحت قبل مدة قناة فضائية، كانت تكثر من الإساءة إلى أهل السنة. وقد ذكرت في ذلك الوقت أن هذه القناة لو لم نتصد لها ستفتتح قنوات مسيئة أخرى تتطرق إلى القضايا المذهبية وإثارة الفتن والطائفية، فلم تتابع القضية، وافتتحت عشرات من الفضائيات المسيئة لمقدسات أهل السنة».