مدير الطيران المدني في العراق يعلن قرب توقيع اتفاقية مع الطيران الفيدرالي الأميركي

بليبل لـ «الشرق الأوسط» : لم نشهد خرقا أمنيا في مطاراتنا لكننا غير راضين عن الإجراءات

TT

كشف مدير عام سلطة الطيران المدني العراقي الدكتور عدنان بليبل عن انتهاء المباحثات مع سلطة الطيران الفيدرالي الأميركي الممهدة لتوقيع اتفاقية بدء الطيران وبشكل مباشر بين مطارات البلدين، مؤكدا أن العقد ستسبقه عملية كشف دقيقة للوضع الأمني في المطارات العراقية.

ووصف بليبل الإجراءات الأمنية في مطارات العراق مقارنة بمطارات دول أخرى، خلال لقاء مع «الشرق الأوسط»، بأنها «دون المستوى المطلوب»، وأوضح: «على الرغم من أننا لم نشهد أي خرق أمني في مطاراتنا طيلة السنوات السبع الماضية، فإننا غير راضين عن إجراءات الأمن في مطار بغداد بسبب قلة الخبرات وقصر التجربة، لأن تعزيز أمن المطارات في كل العالم بدأ بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول)؛ إذ كانت جميع مطارات العالم مستقرة تماما قبل ذلك؛ لكنها توجهت إلى اتجاه تعزيز أمن الطيران والمطارات بعد ذلك الحادث».

وكان الطيران المدني قد تعرض لشلل تام بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990 وفرض الحصار الاقتصادي على العراق. ولم تستأنف حركة الطيران إلا بعد الإطاحة بالنظام العراقي السابق في 2003. وشهدت الآونة الأخيرة توسعا ملحوظا في حركة الطيران من وإلى العراق مع الدول المنطقة، كما شهدت مدن عراقية افتتاح عدد من المطارات مثل مدينة النجف، ناهيك بتلك الموجودة في إقليم كردستان العراق.

وقال مدير سلطة الطيران المدني: «بدأنا بالعمل في كل الاتجاهات دفعة واحدة، كزيادة خطوط تأجير طائرات شركات الطيران، ورغم ذلك فنحن في صدد استخدام تكنولوجيا متطورة لضمان أفضل الوسائل وبأقل جهد مع تأمين أسرع حركة انسيابية لحركة الطيران من وإلى مطار بغداد الدولي وبقية المطارات».

وبشأن أهم ما تحقق خلال زيارته الرسمية الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأميركية، قال بليبل إن «الزيارة تمت في نهاية الشهر الماضي وأجريت محادثات رسمية مع رئيس سلطة الطيران المدني الفيدرالي الأميركي، وقدمنا شرحا عن وضع الطيران العراقي واحتياجاته للمرحلة القادمة، وتمت مناقشة إبرام اتفاق ثنائي، وذلك لأول مرة في تاريخ العراق، بينه وبين أميركا»، وأوضح قائلا إن الاتفاق «يشمل تشغيل الخط الجوي بين البلدين وحقوق النقل أيضا، كما أجريت محادثات مع سلطة السلامة الجوية وشرحنا الموقف العراقي للطيران المدني واحتياجاتنا أيضا من الولايات المتحدة لأجل تطوير قطاع الطيران أسوة بالطيران العالمي».

وبين الدكتور بليبل أن «الاجتماعات مع الجانب الأميركي شملت أيضا إدارة الصناعة الجوية الفيدرالية وإدارة الملاحة الجوية، واطلعنا على مجريات العمل في مطار دالاس الدولي، وأجرينا جولة مباحثات مع الأمن الوطني الأميركي لمناقشة أمن الطيران في العراق وقدمنا كذلك احتياجاتنا لهم، وهم وعدونا بتقديم أية مساعدة نحتاجها وبحسب الاختصاصات المطلوبة، كما أبدوا رغبة أيضا في زيارة العراق من قبل فريق سلامة وأمن الطيران، وإرسال وفد يعمل بشكل دائم في العراق، فضلا عن عقد مؤتمر في أميركا يتعلق بأمن الطيران في العراق وأخذنا نموذجا وهو مطار بغداد الدولي».

وفي شأن أول رحلة متوقعة مباشرة بين أميركا وبغداد، قال الدكتور بليبل إن «الحديث عن هذا الأمر ما زال مبكرا»، لكنه عاد وأكد: «نتوقع أن يتم توقيع الاتفاقية بين البلدين في سبتمبر (أيلول) أو بداية أكتوبر (تشرين الأول) ومن ثم وبعد الاطلاع على الوضع الأمني في مطار بغداد والموافقة عليه من قبل سلطات الطيران الفيدرالية الأميركية، سيتم السماح للطائرات الأميركية بالهبوط في مطار بغداد وكذلك سيسمح لطائراتنا بالهبوط في مطاراتهم».

وفي شأن زيادة عدد الطائرات في السماء العراقية والعابرة للأجواء، قال المسؤول إنه «في كل يوم تمر في الأجواء العراقية أكثر من 300 طائرة، ونعمل بجد، كما وقعنا عقودا مع شركات عالمية لتزويدنا بتكنولوجيا حديثة من خلالها تكون كثافة حركة المرور في أمان وسلامة، وأن يكون الفارق بين المستويات الأفقية والعمودية متقارب بشكل يضمن سلامتها ويسهل مرورها في الأجواء العراقية، التي تدر على العراق أموال طائلة لأن تكاليف مرورها هي 375 دولارا للمرة الواحدة». وفي شأن تسلم الأجواء العراقية من الجانب الأميركي، قال الدكتور بليبل إن «كادرا عراقيا يعمل على تسلم جزء من الأجواء، أما البقية فتديرها شركة أجنبية تعمل على مساعدتنا وتدريب كوادرنا لضمان تأمين حركة الملاحة الجوية العراقية وبسيادة عراقية».