قائد القوات الأميركية الخاصة: الجماعات المتطرفة لا تزال تنبض بالحياة داخل العراق

البريجادير جنرال هيغينز: لا نخطط لتنفيذ عمليات أحادية لمكافحة الإرهاب بعد الانسحاب

TT

مع اقتراب موعد انتهاء المهمة القتالية الأميركية داخل العراق، لا تزال جماعات متطرفة «تنبض بالحياة»، حسب ما قاله قائد القوات الأميركية الخاصة داخل بغداد.

وعلى الرغم من الضعف الذي أصابها بسبب مقتل قيادات بارزة وتراجع التمويل الأجنبي، فإن «هيكلة» تنظيم القاعدة في العراق «التي تعتمد على الخلايا قائمة» لا تزال موجودة، بحسب ما قاله بريجادير جنرال باتريك هيغينز في أول مقابلة له منذ أن تولى القيادة داخل بغداد الخريف الماضي.

وقال الجنرال إن عناصر تنظيم القاعدة في العراق تلجأ بصورة متزايدة إلى الاختطاف والابتزاز للحفاظ على بقائها. وأضاف يوم السبت: «لقد تلاشى الخط الذي يفصل بين الإرهاب والإجرام بدرجة كبيرة. ونرى إشارات إلى أن بعض الشباب يقومون بزرع (قنبلة على جانب الطريق) أو القيام بعملية اغتيال مقابل ثمن».

وعلى الرغم من أن تنظيم القاعدة في العراق لم يعد قادرا فيما يبدو على تنفيذ تفجيرات واسعة مثل التي استهدفت مباني حكومية بارزة العام الماضي، فإن التنظيم السني المتطرف وتنظيمات أخرى لا تزال قادرة على القيام بهجمات بصورة يومية تقريبا.

ويوم الأحد، قتل سبعة على الأقل في محافظة الأنبار غرب البلاد في تفجير استهدف موكبا للشرطة، وقال مسؤولون عراقيون إن هذا الحادث يعد آخر هجوم ضمن سلسلة من الهجمات استهدفت ضباط شرطة. وفي يوم سابق، قتل 43 شخصا على الأقل خلال تفجيرين وقعا بمدينة البصرة الجنوبية.

وقد عقّدت أعمال العنف الأخيرة من فترة تتسم بالضبابية السياسية، حيث يتقاتل نوري المالكي رئيس الوزراء المنتهية ولايته ورئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، الذي كان المنافس الرئيسي للمالكي في الانتخابات البرلمانية التي عقدت في 7 مارس (آذار)، على مَن يتولى تشكيل الحكومة المقبلة.

ويتوقع هيغينز أن مسؤولين عراقيين سيقومون في نهاية المطاف بتشكيل حكومة «بطريقتهم العراقية وفي توقيتهم العراقي»، ولكن يقول إن الهجمات خلال هذه الفترة يحتمل أن تكون مزعزعة للاستقرار على نحو خاص.

ويقول هيغينز «إنها نفس الهجمات، ولكن لها جاذبية أكبر»، وقال الجنرال إنه يشعر بالقلق من أن يحسب العراقيون أنه «لم تشكل الحكومة ولذا تقع هذه الهجمات، ولذا لو كانت لدينا حكومة، لكان الوضع الأمني أفضل».

وعندما يتراجع الجيش الأميركي إلى 50 ألف جندي في العراق بحلول نهاية الشهر الحالي، ستبقى قيادة العمليات الأميركية الخاصة بنحو 4500 جندي. ويقول هيغينز إن الكوماندوز الأميركيين ليس لديهم خطط لإجراء عمليات مكافحة إرهاب بصورة فردية خلال الأشهر المقبلة، وقال إن نظراءهم العراقيين أصبحوا أكثر كفاءة. ويقول: «لقد وصلوا إلى مستوى يمكن أن أصفه بأنه كاف على نحو جيد. وهم جيدون من الناحية التقنية»، وسوف يستمر الكوماندوز العراقيون في حاجة إلى دعم أميركي في تجميع وتحليل المعلومات الاستخباراتية وتجميع القرائن لدعم عمليات الادعاء، حسب ما ذكره القائد الأميركي.

وتقوم وحدة مكافحة الإرهاب الرئيسية داخل العراق بكتابة تقارير مباشرة إلى المالكي، وهي بنية عارضها الكثيرون في البرلمان السابق. ونتيجة لذلك، تعمل الوحدة من دون تفويض قانوني وتعتمد على أموال تحول من وزارة الدفاع.

ويقول هيغينز إن هذا القالب يمثل مشكلة. ويضيف «ستبقي هذه العقلية المرتبطة بـ(وحدة مكافحة الإرهاب) حتى يتم الاعتراف بها رسميا ودستوريا كجزء من المنظومة العراقية».

*خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ «الشرق الأوسط»