إندونيسيا: اعتقال باعشير للاشتباه في ارتباطه بالإرهاب

«أمير الجماعة الإسلامية» متهم بصلته بجماعة تدير معسكرات تدريب

TT

قال مسؤول بالحكومة الإندونيسية إن شرطة مكافحة الإرهاب اعتقلت أمس رجل الدين الإسلامي المتشدد أبو بكر باعشير في جزيرة جاوا بسبب صلاته المشتبه بها بمعسكرات لتدريب المتشددين. ويأتي احتجاز باعشير الذي تعتبره الكثير من الحكومات الغربية القوة المحركة وراء حركات التشدد في إندونيسيا عقب خطوات قامت بها الشرطة لمكافحة شبكة جديدة نسبيا للمتشددين تآمرت للهجوم على رئيس البلاد. وقال مصدر حكومي لوكالة الصحافة الفرنسية إنه تم اعتقال باعشير (71 عاما) من دون عنف في غرب جزيرة جاوا، على أن يتم نقله إلى مقر الشرطة في جاكرتا «للاشتباه في ارتباطه بالإرهاب». وأبلغ انسياد مباي رئيس مكتب مكافحة الإرهاب «رويترز» بأن الشرطة لديها أدلة قوية على صلة باعشير بجماعة تدير معسكرات تدريب في إقليم آتشيه الواقع في أقصى غرب إندونيسيا، خططت لاغتيال الرئيس سوسيلو بامبانغ يودويونو ومسؤولين آخرين في الدولة خلال حفل بمناسبة عيد الاستقلال يوم 17 أغسطس (آب). وشهدت جاكرتا تفجيرين انتحاريين استهدفا فندقين فاخرين في العام الماضي لكن الهجمات لم تثن المستثمرين عن ضخ الأموال. وقال مسؤولون إن قوة مكافحة الإرهاب ألقت القبض على باعشير. لكن الشرطة قالت إنه لا يتسنى لها على الفور تأكيد هذه الأنباء. ويعتبر باعشير من القادة الروحيين للتيار الإسلامي المتطرف في إندونيسيا، وعرف عنه أنه «أمير» الجماعة الإسلامية، وهي شبكة سرية تكافح من أجل إقامة دولة إسلامية على قسم كبير من جنوب شرقي آسيا وجنوب تايلاند وجنوب الفلبين. وكان اعتقل إثر الاعتداء الذي نفذ في بالي في أكتوبر (تشرين الأول) 2002 وأوقع 202 قتيل معظمهم من السياح الأجانب، قبل أن يطلق سراحه عام 2006. ويأتي اعتقاله بعد توقيف خمسة أشخاص والعثور على متفجرات في نهاية الأسبوع الماضي في عدد من المواقع غرب جاوا. ولم توضح الشرطة الأسباب وراء هذه الاعتقالات، غير أن الرئيس سوسيلو بامبانغ يودويونو أعلن يوم السبت إحباط مخطط لتنفيذ اعتداء كان يستهدفه من دون أن يورد أي تفاصيل. وتشن الشرطة الإندونيسية هجوما واسع النطاق لمكافحة الإرهاب منذ عثورها في فبراير (شباط) الماضي على مركز سري للتدريب في إقليم آتشيه شمال جزيرة سومطرة. وباعشير زعيم جماعة أنصار التوحيد المتشددة وكان أحد مؤسسي مدرسة المؤمن الداخلية في نجروكي في سولو. وتشتهر المدرسة بأنها خرجت بعضا من المتشددين الذين خططوا ونفذوا هجمات، منهم أمروزي أحد منفذي تفجيرات بالي الذي أعدم عام 2008 لتخطيطه للتفجيرات التي استهدفت الجزيرة عام 2002 وأسفرت عن سقوط أكثر من 200 قتيل. وقال مصدر رفيع في الحكومة إن الشرطة احتجزت أيضا ثلاثة من أعضاء الجناح العسكري لجماعة أنصار التوحيد خلال مداهمة أمنية استهدفت منزلا في جاوا الغربية خلال مطلع الأسبوع.

وأضاف المصدر أن الشرطة عثرت على قنابل ومواد كيماوية وذخيرة خلال حملتين في جاوا الغربية. وقالت المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات ومقرها بروكسل في تقرير الشهر الماضي إن بعض أعضاء جماعة أنصار التوحيد شاركوا في مؤامرات عنيفة أحبطتها الشرطة.

وأضافت المجموعة في تقريرها أن جماعة أنصار التوحيد منظمة تضم أعدادا هائلة لكنها تعتمد كليا على باعشير الذي من دونه سرعان ما ستتفتت الجماعة. وتم احتجاز باعشير مرتين من قبل وقضى فترة في السجن.

وذكرت الشرطة أنها تبحث عن فرنسي متزوج من مغربية، يشتبه في أنه قام بتسليم آلية كانت ستُستخدم في عملية تفجير. وقال اريتونانغ: «نتعاون مع الإنتربول لمعرفة هويته ومدى تورطه».

ورد باعشير، الذي يتمتع بشعبية كبيرة في التيار المتطرف، بهدوء على اعتقاله، مؤكدا أنه جاء «بتدبير من أميركا». وتقدم الولايات المتحدة دعما فعليا لإندونيسيا في محاولة لمنع وقوع هجمات جديدة، بعد سلسلة الاعتداءات التي ضربت الأرخبيل مطلع الألفية الثانية، وخصوصا في بالي وجاكرتا. ونسبت الاعتداءات إلى الجماعة الإسلامية (الشبكة السرية التي تعمل من أجل إقامة دولة إسلامية على جزء كبير من جنوب شرقي آسيا؛ من جنوب تايلاند إلى جنوب الفلبين).

وكانت الخبيرة في شؤون التطرف الإسلامي في معهد الأزمات الدولية، سيدني جونز، قالت مؤخرا إن لباعشير «معارضين كثيرين بين الجهاديين، الذين ينتقدون افتقاده للرؤية الاستراتيجية، وقدراته الإدارية الضعيفة». وأضافت أن «الحقيقة هي أن المشروع الجهادي فشل في إندونيسيا، الوجوه نفسها تحاول اليوم ابتكار الجديد بالقديم».