ميليشيات الشباب تنظم مظاهرة في مقديشو للمطالبة بالإفراج عن معتقلين في أميركا

الصومال: رئيس إقليم البونت لاند يتعهد بطرد المحسوبين على تنظيم القاعدة

TT

تعهد محمد عبد الرحمن فارولي رئيس إقليم البونت لاند (أرض اللبان) في شمال شرقي الصومال بسحق التمرد الذي تشنه ميليشيات مسلحة تتبنى أفكار تنظيم القاعدة في الإقليم، في وقت قال فيه زعيم المتمردين محمد سعيد أتم إن قواته تظل عصية على الهزيمة على الرغم من أن قوات البونت لاند أعلنت سيطرتها التامة على منطقة نفوذه في جبال غلاغلا القريبة من مدينة بوصاصو العاصمة التجارية للإقليم.

وقال رئيس الإقليم الذي يتمتع بالحكم الذاتي منذ عام 1998، إن قوات الأمن والمخابرات التابعة له سحقت التمرد وقتلت عشرات المتمردين إثر المعارك الطاحنة التي خاضها الطرفان على مدى اليومين الماضيين.

وأعلن فارولي الذي شارك بنفسه في قيادة جانب من الهجوم وقاد قواته في الصفوف الأمامية عن مصرع 18 من المتمردين، لكنه لم يفصح في المقابل عن خسائر قواته، كما لم يؤكد اعتقال أي من المتمردين المتشددين.

وأوضح فارولي الذي تلقت «الشرق الأوسط» تصريحاته عبر مكتبه في رسالة بالبريد الإلكتروني أن المعارك ضد من وصفهم بالإرهابيين لن تتوقف حتى يتم تطهير المنطقة التي يقيمون فيها ويتخذونها أوكارا لشن عمليات إرهابية ضد المواطنين في الإقليم.

لكن زعيم المتمردين الملقب بأتوم سخر في المقابل من هذه التصريحات، وقال إنها مجرد تهديدات دعائية لا تستند إلى أي قوة، معتبرا أن مقاتليه يتمتعون بمهارات قتالية تفوق تلك التي تتوافر عليها قوات الإقليم.

وسعى أتوم إلى التقليل من خسائره البشرية في صفوف ميليشياته وتعهد بإلحاق هزيمة مروعة بقوات البونت لاند، كما اتهم فارولي باستجداء المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن هذا دليل ضعف وقلة حيلة، على حد تعبيره.

وفي ثاني هجوم من نوعه شنت قوات الأمن في إقليم البونت لاند هجوما جديدا على ميليشيات أتوم، التي تتحصن في سلسلة جبال تشكل حدودا طبيعية بين منطقتي الحكم الذاتي في شمال البلاد، البونت لاند وجمهورية أرض الصومال.

وقال يوسف أحمد قير وزير الأمن في الإقليم «هاجمنا قواعدهم وسيطرنا على معسكراتهم وباتت قواتنا تسيطر تماما على جبال غلاغلا وتكبد العدو خسائر جسيمة وقد فروا من المنطقة».

وأضاف «قتلنا منهم أكثر من 10 وأسرنا عددا كبيرا».

إلى ذلك علمت «الشرق الأوسط» أن اجتماع البرلمان الصومالي للتصويت على منح الحكومة الانتقالية الثقة أو حجبها عنه ما زال معلقا، فيما كشفت مصادر مطلعة النقاب عن أن ليبيا قررت بشكل مفاجئ تعليق منحة مالية قدرها 3 ملايين دولار أميركي كانت قد تعهدت في وقت سابق بسدادها لدفع رواتب مسؤولي السلطة الانتقالية برئاسة الرئيس الصومالي المؤقت الشيخ شريف شيخ أحمد، احتجاجا على استمرار الخلافات بين رئيس الحكومة عمر عبد الرشيد شارماركي والشيخ شريف.

وأوضحت المصادر أن المنحة شابها الفساد وأن السلطات الليبية قررت وقفها بسبب شبهات حول استيلاء مكتب الشيخ شريف عليها وعدم توزيعها كما كان مقررا ما بين الرئاسة والحكومة.

وقال مسؤول صومالي لـ«الشرق الأوسط» جميع الدول ترفض دفع أي مبلغ والسبب هو فساد السلطة، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء شارماركي لا يملك حتى أن يدفع رواتب مكتبه الشخصي.

وفيما يتعلق بمشاركة شارماركي في أعمال البرلمان أوضح المسؤول الصومالي أن هذا الاجتماع ما زال معلقا نظرا لأن شارماركي يتخوف من تخطيط الرئيس لنصب كمين سياسي له داخل اجتماع البرلمان، مشيرا إلى أن شريف حسن آدم رئيس البرلمان الحالي نفسه يواجه مشكلة أخرى مع البرلمان حول تفرده بالقرارات.

ووصف المسؤول الصومالي الوضع داخل ترويكا السلطة الانتقالية (الرئيس والبرلمان والحكومة) بأنه راكد للغاية، مؤكدا أن المطلوب في الفترة الحالية هو تدخل عربي لأن الترويكا الآن تتآمر على بعضها والخلافات بينهم عميقة في الواقع ، على حد قوله.

وكشف النقاب عن محاولات لقيام ليبيا التي تترأس الدورة الحالية للقمة العربية بلعب دور إيجابي في حل هذه الخلافات، مشيرا إلى أن ليبيا ما زالت ترفض حتى الآن قيام الشيخ شريف وشارماركي بزيارتها.

في غضون ذلك تظاهر مئات الصوماليين مساء أول من أمس في العاصمة مقديشو للمطالبة بالإفراج عن امرأتين من أصل صومالي اتهمتا في الولايات المتحدة في نهاية الأسبوع الماضي بتقديم الدعم إلى حركة الشباب المتطرفة. وقال المتظاهرون في بلدة فغوي التي يسيطر عليها الإسلاميون في ضاحية العاصمة حيث يعيش عشرات الآلاف من نازحي الحرب، «أفرجوا عن أختينا»، مؤكدين أن الشابتين كانتا تقومان بنشاطات إنسانية من أجل «الفقراء والمحتاجين».

واتهم 14 شخصا بينهم عدد من الأميركيين، الخميس الماضي في الولايات المتحدة بدعم الإرهاب عبر السعي للانضمام إلى حركة الشباب المجاهدين في الصومال أو مساعدتهم.