معارضون إيرانيون: طهران تسهم في عرقلة تشكيل حكومة عراقية

مسؤولون دعوا لبحث تزايد نشاط مناوئين للنظام مع دول الجوار

TT

اتهم معارضون إيرانيون «نظام طهران» بالتدخل في الشأن العراقي لمنع تشكيل حكومة عراقية، ومحاولة «وأد التجربة الانتخابية الديمقراطية». وقال قياديون في منظمة مجاهدين خلق ومنظمة تحرير الأحواز، المناوئتين للسلطات الإيرانية، ويقيم عدد من عناصرهما في معسكرات بالعراق، «إن الضغوط التي يمارسها الإيرانيون على السلطات العراقية تتزايد».

وتقول منظمة مجاهدين خلق إن النفوذ الإيراني في العراق يتزايد بشكل كبير، وإن الشكاوى من التدخل الإيراني وصلت لعدد من القيادات الشيعية، لافتة إلى البيان المنسوب للهيئة العراقية للشيعة الجعفرية، الذي دعت فيه إلى «تخليص الشعب من الأزمة السياسية التي تفتعلها العناصر العميلة للنظام الإيراني الخبيث منذ ظهور نتائج الانتخابات (العراقية) الأخيرة». وقال رئيس المكتب الإعلامي في حركة النضال العربية لتحرير الأحواز، سعيد حميدان، في تصريح عبر الهاتف، «إن الحكم في طهران يتخوف من تصاعد المعارضة الداخلية»، ولهذا «يبحث عن عدو خارجي يصدر إليه مشكلاته».

وأضاف «المشكلة أن النظام الإيراني مستمر في التعامل مع جيرانه بشكل سيئ عبر الحدود التي تشهد بين حين وآخر وقائع لتهريب المخدرات وتصدير الإرهابيين إلى العراق والسعودية»، معربا عن اعتقاده أن نظام طهران «يسير إلى الماضي، ومصيره الفشل لقيامه بأدلجة الدين الإسلامي، ثم أدلجة القضايا الأخرى، وله اليوم تدخلات مباشرة حتى في العراق، حتى لا تصل بغداد إلى الديمقراطية».

وتطالب إيران بتسليم العناصر المعارضة الموجودة في معسكر أشرف ومعسكر الوليد بالعراق. وأعرب مسؤول في المعسكر في اتصال مع «الشرق الأوسط» عن مخاوف أعضاء مجاهدين خلق في المعسكر البالغ عددهم نحو 3 آلاف عنصر، من طلب إيران من دول الجوار المساعدة في إنهاء وجود المعسكر بأي شكل، وتسليم العناصر الموجودة فيه إلى طهران، أو إبعادهم عن الحدود.

وتقول إيران إن هؤلاء المعارضين ما هم إلا «منافقون» يعملون لخدمة إسرائيل وأميركا في إطار ما سمته «حربا ناعمة» من جانب دول غربية لضرب النظام من الداخل. وأوصت عدة قيادات متنفذة في طهران ببحث القضية مع عدد من دول الجوار خلال الزيارات الثنائية التي يقوم بها مسؤولون إيرانيون وكذا على هامش اجتماع مرتقب بين دول الجوار العراقي الشهر المقبل. وفر آلاف من المعارضين طوال السنوات الأخيرة إلى خارج البلاد خوفا من السجن أو صدور أحكام بالإعدام في حقهم. ويتخوف المعارضون في عدة بلدان كسورية ولبنان من إعادتهم إلى إيران، خاصة بعد إعدام السلطات هناك لعدد من زملائهم. ودعت منظمة العفو الدولية مؤخرا إلى تحرك عاجل لمنع إعدام سجناء سياسيين جدد في إيران بتهمة «محاربة الله» والدعاية ضد النظام.