السفير الإيراني الجديد: سنقاضي كل من يتهمنا بالتدخل في الشأن العراقي

قيادي في «العراقية» لـ «الشرق الأوسط»: الواقع على الأرض يثبت عدم صحة أقوال دنائي

TT

شن سفير إيران الجديد لدى العراق هجوما لاذعا على كل من يتهم طهران بالتدخل في الشأن العراقي، وقال إن إيران ستقاضي كل من يتهمها بالقيام بمثل هذا التصرف. وكرر حسن دنائي، السفير الإيراني لدى العراق، في مؤتمر صحافي عقده في مقر السفارة الإيرانية بوسط بغداد، شجبه لكل من يتهم إيران بذلك من مسؤولين أو أحزاب عراقية وقال: «نشجب التصريحات التي كانت تأتي على لسان بعض المسؤولين، ونعتقد أنه من حقنا أن نقاضي بعض هؤلاء في المحاكم، وأن تكون هناك متابعات قضائية توجه إلى مثل هذه التصريحات التي ترد على لسان هؤلاء».

ووصف دنائي، الذي قدم أوراق اعتماده سفيرا لإيران قبل أيام معدودة خلفا للسفير السابق حسن كاظمي قمي، هذه الاتهامات بأنها «افتراءات موجهة إلى الجمهورية الإيرانية الإسلامية، وهي لا أساس لها من الصحة ونرفضها جملة وتفصيلا». ونقلت عنه وكالة «رويترز» تأكيده أن «إيران لا تتدخل مطلقا في أي شأن من شأنه أن يزعزع أمن واستقرار العراق، وأن يؤدي إلى خسائر مالية أو بشرية».

وكانت أطراف سياسية كثيرة قد اتهمت إيران بالتدخل في العراق سياسيا وأمنيا. ووصفت أطراف وشخصيات سياسية عراقية كثيرة إيران في أكثر من مناسبة بأنها اللاعب رقم واحد في الشأن العراقي، سواء فيما يتعلق بالشأن السياسي أو الأمني.

وقال دنائي: «نحن نقول في هذا الصدد إن أمثال هؤلاء يريدون تبرير ضعفهم من خلال توجيه الاتهام إلى جهات أخرى». وأضاف: «نوصي هؤلاء ونقول لهم من أجل ألا يعيدوا تكرار مثل هذه التصريحات فليتحدثوا مع أبناء الشعب العراقي بكل صدق ولتكن تصريحاتهم تتوخى الدقة لا أن يتناولوا مثل هذه التهم والافتراءات ويبادروا إلى افتعال الأجواء ضدنا وضد الآخرين».

وعن موقف إيران من مسألة تشكيل حكومة عراقية قال السفير الإيراني الذي كان يتحدث عبر مترجم: «نحن ندعم حكومة عراقية منبثقة عن أبناء الشعب العراقي، وأن تكون هذه الحكومة متناغمة مع الدستور العراقي، وأن تحتضن جميع الأطياف». وأضاف: «نحن بكل تأكيد نبذل ما في وسعنا ونقدم النصح إلى أصدقائنا في العراق وهم كثر في العراق.. ومن مختلف الأطياف».

وكان مسؤولون عراقيون بارزون من ضمنهم نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته، قد اشتكوا مرارا من تدخل إقليمي في تشكيل الحكومة الجديدة التي يسعى الفرقاء السياسيون والكتل النيابية الفائزة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في مارس (آذار) إلى تشكيلها رغم مرور أكثر من خمسة أشهر على إجراء الانتخابات. وصرح المالكي قبل أيام في مقابلة مع وكالة «رويترز» بأن استمرار التدخل الإقليمي لن يؤدي إلى تشكيل حكومة عراقية. يذكر أن قيادات شيعية بارزة أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن إيران تضغط على المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لكي يقبلا بالمالكي مرشحا لرئاسة الحكومة المقبلة.

وفي سؤال عن تعويضات حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران التي دامت من عام 1980 إلى 1988 التي تطالب طهران بغداد بدفعها، قال السفير الإيراني: «هناك الكثير من الملفات بين البلدين وهي قيد الدراسة.. أحد هذه الملفات التي لم تحسم حتى الآن هو موضوع التعويضات».

وأضاف: «أنا أقول إنه يجب دراسة هذه الملفات من قبل خبراء مختصين ينظرون إليها من عدة جوانب فنية وقانونية».

وكشف السفير الإيراني عن افتتاح مركز تجاري إيراني في السليمانية إحدى محافظات إقليم كردستان اليوم، وقال إن المستقبل القريب سيشهد افتتاح مركزين آخرين في بغداد والبصرة. ولإيران حاليا مركز تجاري في أربيل عاصمة إقليم كردستان.

بدورها أكدت قيادات سياسية عراقية أن تأكيد دنائي على عدم وجود تدخل إيراني يخالف الواقع. وقال شاكر كتاب، القيادي في القائمة العراقية والمتحدث باسم «قائمة تجديد» بزعامة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي لـ«الشرق الأوسط»، إن الواقع على الأرض «يثبت عدم صحة كلام السيد السفير»، مؤكدا: «نحن مع كل جهد يلغي عملية التدخل في شؤون بلادنا».

من جانبه، وصف محمود عثمان القيادي في التحالف الكردستاني نوعين من التدخل بالشأن العراقي، «أولهما التدخل الرسمي الذي تقوم به الولايات المتحدة الأميركية بوجود قواتها فيه ومعاهدة موقعة بين البلدين، والنوع الثاني هو التدخل غير الرسمي الذي تقوم به إيران، وهو ما سمحت به الكتل السياسية التي تفرقت ولم تتفق، وبعض تلك الكتل يرتبط بتلك الدول سواء كانت أميركا أو إيران»، منبها إلى «أن الواعز الوطني وتكاتف تلك الكتل هما الكفيلان بمنع أي تدخل خارجي».