خطط أمنية في محافظات جنوب العراق تزامنا مع حلول رمضان

الشرطة تستعين بالكلاب البوليسية.. والمواطنون يتفادون الأسواق بعد تفجيرات البصرة

TT

بدت مظاهر القلق واضحة على أغلب المواطنين في مناطق متفرقة من مدن جنوب العراق، الأمر الذي دفعهم إلى عدم التسوق مع إطلالة شهر رمضان المبارك بسبب الخوف من عودة العنف بعد تفجيرات سوق العشار وسط مدينة البصرة (550 كلم جنوب بغداد)، أكبر أسواق جنوب العراق، التي قتل على أثرها 43 شخصا وأصيب 185 آخرون.

أسواق محافظة البصرة بدت أمس خالية من المتبضعين والباعة المتجولين، بينما قال نائب رئيس مجلس محافظة البصرة، أحمد السليطي، لـ«الشرق الأوسط» إن أعضاء المجلس «قرروا استجواب قائد الشرطة على خلفية التفجيرات التي استهدفت سوق العشار»، مضيفا أن «المجلس قرر كذلك الإسراع بنصب منظومة لكاميرات المراقبة تغطي الأسواق الشعبية والشوارع ومختلف الأماكن العامة للحد من مظاهر العنف ومراقبة الخروقات الأمنية». وبعيد التفجيرات الثلاثة الأخيرة، قامت القوات الأمنية بفرض حظر جزئي للتجوال على حركة العجلات في المناطق القريبة من سوق العشار وسط البصرة الذي يشهد كثافة سكانية للمتبضعين، مما قلل حركة البيع والشراء مع بداية شهر رمضان المبارك. وفي مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، كانت الكلاب البوليسية تقوم بحراسه بوابة السوق الرئيسية (سوق الحبوبي) وذلك بعد إغلاق الشوارع المؤدية إلى المحلات التجارية في السوق ووضع بوابه حديدية تمنع دخول السيارات. وبين مدير شرطة ذي قار، اللواء الركن صباح الفتلاوي، لـ«الشرق الأوسط» أن اللجنة الأمنية في المحافظة «قررت إغلاق الجزء الشرقي من شارع الحبوبي (شارع الأطباء)، أشهر وأهم شوارع المدينة وأهم أسواقها الشعبية، بالتزامن مع تنفيذ خطة أمنية مشددة في عموم المحافظة، وذلك نتيجة التفجيرات التي حصلت في محافظة البصرة»، مضيفا أن «الخطة ستستمر حتى إشعار آخر، وتزامنا مع شهر رمضان المبارك». وشهدت أسواق الناصرية الرئيسية قلة في عدد المتبضعين وارتفاع أسعار بعض المواد مع اقتراب شهر رمضان بسبب تفجيرات البصرة الأخيرة وتطبيق الخطة الأمنية الجديدة.

وقال الموطن عبد الحسين حسن لـ«الشرق الأوسط» إن الشوارع «مغلقة بالكامل أمام حركة السيارات، وهناك حراسة مشددة على مداخل الأسواق حتى إنني وجدت حراسة من نوع آخر فقد كانت بالكلاب البوليسية». وتابع أن «أسعار بعض أنواع البقوليات ارتفعت بمقدار 20%، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار اللحوم إلى نحو 13 ألف دينار للكيلوغرام الواحد (11 دولارا أميركيا)».

من جانبه قال المواطن فواز علي إن «البوابة الحديدة الموضوعة في مدخل سوق الحبوبي تذكرني بمسلسل (باب الحارة) التلفزيوني الذي ننتظره بفارغ الصبر خلال شهر رمضان»، مضيفا أن «(باب الحارة) بدأ عندنا نحن في الناصرية مبكرا». وفي مدينة العمارة، مركز محافظة ميسان (380 كلم جنوب شرقي بغداد)، كانت الأسواق ممتلئة بالبضائع مع قلة في عدد المتسوقين، وذلك بعد إعلان مديرية شرطة المحافظة خطة أمنية منعا لعودة العنف إلى المدينة، وذلك بعد تعرض قاضي محكمة جنايات ميسان، حيدر حنون، إلى محاولة اغتيال بعد انفجار عبوة لاصقة في سيارته أثناء نزوله منها.

يذكر أن محافظات العراق الجنوبية تعتمد بشكل رئيسي على سوق العشار وسط مدينة البصرة الذي يعد مركزا تجاريا كبيرا يمول أسواق تلك المحافظات بكل ما تحتاج إليه من مواد غذائية، وفي حاله عدم توفر تلك المواد يلجأ تجار تلك المحافظات إلى أسواق بغداد لتغطية النقص، إن وجد.