باراك يحمل الجيش الإسرائيلي مسؤولية فشل الهجوم على أسطول الحرية

رئيس لجنة التحقيق العسكرية: لدينا قيادة سياسية جبانة

TT

بعد أن كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد حمل وزير دفاعه إيهود باراك مسؤولية الفشل في الهجوم الدامي على أسطول الحرية، وألقى باراك بدوره هذه المسؤولية على كاهل الجيش، خرج الجنرال غيورا آيلاند، الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي رئيس لجنة التحقيق العسكرية في هذا الهجوم، بهجوم كاسح على كلا قائديه وقال: «لدينا قيادة سياسية جبانة تتهرب من المسؤولية».

وقال آيلاند إن قرار السيطرة بالقوة على أسطول الحرية، والهجوم الدامي على سفينة مرمرة «كان قرارا سياسيا. وصحيح أن تنفيذ العملية عسكريا كان منوطا بفشل ذريع، وهذه مسؤولية الجيش، ولكن التهرب التظاهري من هذه المسؤولية لدى القيادة السياسية هو أمر مشين. ويقارب الفضيحة. ويتسبب في أزمة ثقة حقيقية بين هذه القيادة وبين الناس ويدخلنا في إحباط شامل».

وكان باراك قد مثل، أمس، أمام «لجنة تيركيل»، وهي اللجنة الحكومية التي أقيمت من أجل التحقيق في الأداء الإسرائيلي في معالجة موضوع أسطول الحرية. وخلال كلمته العلنية وردوده على أسئلة القاضي يعقوب تيركيل وغيره من أعضاء اللجنة، نقض ما كان قاله نتنياهو لدى استجوابه أول من أمس. ففي حين قال نتنياهو إن اللجنة الوزارية السباعية لم تبحث بعمق قضية الأسطول وإن بحثها اقتصر على التبعات الإعلامية للهجوم، قال باراك إن اللجنة بحثت كل الأمور وإن خبراء الجيش والمستشارين العسكريين والاستراتيجيين قدموا تقارير مفصلة عن العملية وأهدافها ومدى الحاجة إليها.

لكن باراك وقع في نفس وقيعة نتنياهو، عندما قال إنه بوصفه وزيرا للدفاع يتحمل المسؤولية الأساسية عن العملية، ولكنه أزاح المسؤولية عن أكتافه فورا وقال إن الجيش هو الذي يتحمل مسؤولية الفشل. وأضاف: «القيادة السياسية تقرر الشيء والجيش يقرر كيف ينفذ. وفي هذه الحالة كان صحيحا أن نقرر منع الأسطول من الوصول إلى قطاع غزة، حيث لا أحد يضمن أن لا يتم تهريب أسلحة في السفينة. ولكن طريقة المنع والعملية العسكرية التي استخدمت لتحقيقها هي المسؤولية المطلقة للجيش ولا أحد يتدخل فيها. ومن هنا فإن النجاح أو الفشل هو من مسؤولية الجيش وحده».

واعتبر هذا الكلام تهربا من المسؤولية أولا، وفي الوقت نفسه إلقاء تهمة الفشل ليس فقط على الجيش، بل ضرب من ضروب التحريض على رئيس أركان الجيش، غابي أشكنازي، الذي تشوب العلاقات بينهما خلافات ومشكلات وتحريض متبادل.

وقد هاجم الإعلاميون والخبراء العسكريون والسياسيون وزير الدفاع باراك على تصريحاته، «التي تمس بالبقرة المقدسة (الجيش)». وعلى أثر نشر المواقف الانتقادية تقدم الناطق بلسان باراك من عدة صحافيين وراح يوبخهم على استنتاجاتهم، متهما إياهم بتزوير أقواله، وتسبب ذلك في صراخ متبادل من الطرفين.

وكما فعل نتنياهو، أول من أمس، نشر باراك، أمس، بيانا حاول فيه تصحيح الانطباعات حول تصريحاته. فراح يمتدح الجيش ويقول إن من يريد شيئا من الجيش فليتوجه إليه شخصيا «فأنا أتحمل المسؤولية المطلقة عن نجاحات الجيش وكذلك عن إخفاقاته». ثم خصص فقرة طويلة للموضوع السياسي، فقال إن إسرائيل كان من الممكن أن تتفادى كل مشكلة الأسطول، لو أنها عرفت كيف تدير الموقف السياسي. فقال إن تحريك قضية السلام هو أمر حاسم في هذه القضايا. وإن تركيا ما كانت لترسل أسطول الحرية لو أن عملية السلام حية.

جدير بالذكر أن الشاهد القادم أمام هذه اللجنة سيكون أشكنازي، رئيس أركان الجيش. وهنالك ترقب شديد في إسرائيل كيف سيرد أشكنازي على أقوال باراك وعلى الاتهامات بأن الجيش هو المسؤول عن الفشل.