المستوطنون يخططون لمظاهرات ضد إقامة مدينة روابي

يدعون أنها تشكل خطرا على الأمن وستحدث اختناقات مرورية وتلوثا في البيئة

TT

ما زالت مدنية روابي التي يجري العمل فيها قرب رام الله وتعد أول مدينة نموذجية فلسطينية، تواجه عدة مشكلات تتعلق بسماح الحكومة الإسرائيلية بشق طرق جديدة للمدينة، غير أن تهديدات أخرى، عنوانها المستوطنون، ما زالت تواجه هذه المدينة التي يفترض أن تعالج مشكلات آلاف الشبان الفلسطينيين من ذوي الدخل المحدود.

وأمس، أعلنت جماعات يهودية متطرفة، نيتها تنظيم مظاهرات احتجاجية، على إقامة مدينة روابي، وقال مجموعة من المستوطنين لوسائل إعلام إسرائيلية إنهم ينوون تنظيم مظاهرة احتجاجية قبالة موقع إقامة مدينة روابي اليوم (الخميس) والعمل على منع شق طرق لها. وهذا ليس أول احتجاج من نوعه وكان المستوطنون في مرات سابقة اقتحموا المدينة وطردوا العمال منها.

ووزع المستوطنون في المستوطنات القريبة من المدينة الفلسطينية الجاري العمل على إنشائها، بيانا جاء فيه «إن إقرار شق أي شارع يصل لمدينة روابي يهدد مستوطنة بنيامين وإنه يقسم المستوطنة إلى قسمين، شرقي وغربي».

ويدعي نشطاء يمينيون أن المدينة الجديدة ستشكل خطرا على الأمن وستؤدي إلى حدوث اختناقات مرورية وتلوث في البيئة، ويتلقى هؤلاء دعما من عضو الكنيست اليميني زفولون أورليف، الذي يقول إن الحلول بالنسبة للضائقة السكنية لدى الفلسطينيين يجب أن تكمن في إنشاء أحياء جديدة مبنية على أساس البنى التحتية القائمة، وليس في إقامة مدينة جديدة.

وأكد المستوطنون نيتهم على الاحتجاج ومنع إقامة المدينة ومنع شق الشارع للوصول إليها. ولم تسمح الحكومة الإسرائيلية بعد بشق شوارع إلى روابي، لكنها قالت للأميركيين إنها لن تعرقل المشروع الذي يقع في المنطقة أ تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، إذا ما ذهب الفلسطينيون إلى مفاوضات مباشرة، ورفضت السلطة الربط بين المسألتين معتبرة ذلك مساومة غير مقبولة.

وتقام المدينة وهي مشروع خاص، على أرض مساحتها 100 هكتار أي نحو 250 فدانا (نحو مليون متر مربع) شمال مدينة رام الله، وينظر الفلسطينيون إلى روابي على أنها رمز للتطور الاقتصادي والعمراني وشكل من أشكال السيادة على أرضهم، كما أنها ستساهم في حل جزء من مشكلة أزمة السكن وغلاء الأسعار في الضفة. وتصل تكلفة إقامة المدينة إلى أكثر من 350 مليون دولار.

وما زالت روابي في مراحلها الأولى، وقد يستغرق العمل فيها 3 سنوات. وستضم المرحلة الأولى، بنايات سكنية عصرية ومرافق عامة أساسية تشمل مدارس ومستشفيات وملاعب وحدائق.

وينفذ المشروع، بشراكة بين شركة «بيتي» الفلسطينية و«الديار» القطرية، وسجل عشرات الآلاف من الفلسطينيين أسماءهم في انتظار الموافقة عليها للحصول على شقق سكنية بعد نحو 4 سنوات، ومن المتوقع أن يصل عدد سكانها في المراحل الأولى من عملية البناء إلى نحو 25 ألفا، على أن يزيدوا على 40 ألفا عند اكتمال مراحل البناء نهائيا حيث ستضم 5000 شقة.

وعلى خطى روابي، أعلن في مناطق مختلفة في الضفة الغربية عن خطط لإقامة مشاريع مماثلة، في رام الله وجنين وأريحا ونابلس.