مصرع 28 مدنيا في الجنوب.. والخرطوم تطلب من جوبا الإفراج عن طائرة محتجزة

الأمم المتحدة تصف الأوضاع بـ«الحرجة».. وتعلن عن نشر 6 آلاف مراقب للاستفتاء

TT

أعلنت الأمم المتحدة عن اعتزامها نشر 6 آلاف مراقب دولي لمراقبة استفتاء سكان جنوب السودان على حق تقرير مصيرهم بعد أن وصفت المرحلة التي يمر بها السودان بـ«الخطيرة والحرجة». بينما تحامل المؤتمر الوطني (الحاكم) بشدة على الحركة الشعبية واتهمها بالتهرب من مسؤوليتها تجاه حفظ الأمن في الجنوب وطالبها بالإفراج عن طائرة تجارية احتجزتها استخبارات الجيش الشعبي في الجنوب. إلى ذلك لقي 28 مدنيا في الجنوب ووسط السودان مصرعهم في حوادث منفصلة.

وعبر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في السودان هيلي منكريوس عن قلقه من الأوضاع في السودان. ووصف منكريوس الأوضاع بأنها «خطيرة وحرجة»، وشدد على ضرورة إجراء استفتاء تقرير مصير سكان الجنوب في موعده المحدد وطالب بالشفافية والنزاهة. وكشف عن أن الأمم المتحدة سوف تقوم بنشر 6 آلاف من المراقبين الدوليين لمراقبة عملية الاستفتاء التي يفترض إجراؤها في يناير (كانون الثاني) المقبل. وطالب بعدم تكرار «تجاوزات الانتخابات الماضية لكي لا تؤثر على الغايات النهائية للاستفتاء. كما ستقوم الأمم المتحدة بمساعدة شرطة الجنوب بتدريبها على عملية حفظ الأمن. وأشار منكريوس الذي كان يتحدث في ندوة عامة بالخرطوم حول الوحدة والانفصال في السودان، إلى أن مهمة المراقبين الدوليين ستكون منفصلة عن مهمة البعثة الدولية المعروفة باسم «يونميس» التي تراقب اتفاق السلام الشامل لكنها ليست مخولة بمراقبة عملية الاستفتاء.

إلى ذلك طالب المؤتمر الوطني (الحاكم) في الخرطوم شريكته في الحكم الحركة الشعبية بالإفراج عن طائرة احتجزتها مع طاقمها وأفراد آخرين قوات الجيش الشعبي في الجنوب بعد أن أكدت أن الطائرة تحمل معدات عسكرية ودعما للقائد المنشق جورج أطور لزعزعة الأمن في الجنوب. واتهم الأمين العام للحركة باقان أموم «جهات في الخرطوم» لم يسمها صراحة بالتورط في عملية دعم المنشقين الجنوبيين. لكن الناطق باسم المؤتمر الوطني فتحي شيلا، استنكر اتهامات الحركة الشعبية حول احتجاز الطائرة واتهم باقان أموم بـ«إطلاق التصريحات الجوفاء والمغلوطة نحو المؤتمر الوطني للهروب من واقع الوضع الأمني غير المستقر في الجنوب». ودعا شيلا الحركة الشعبية بضبط الجيش الشعبي في تصرفاته التي وصفها بأنها غير مسؤولة تجاه المدنيين.

ومن جهته ذكر الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي بالإنابة ملاك أوين أجوك أن مسلحين مجهولين قتلوا 23 مدنيا في كمين نصبوه بولاية الوحدة الغنية بالنفط. وتشكك أجوك في أن المسلحين ربما ينتمون للقائد المنشق قلواك قاي. وفي ذات السياق لقي 5 مدنيين مصرعهم في إقليم دارفور المضطرب نتيجة صراعات قبلية بين مجموعات من قبيلتي البزعة والشنابلة على حدود متاخمة بين ولايتي شمال كردفان والنيل الأبيض في وسط السودان بسبب صراعات على أراض زراعية. وأكد مستشار الرئيس السوداني أحمد بلال وجود توترات في المنطقة وبقاء أطراف النزاع على أهبة الاستعداد، بينما أكد مسؤول محلي سيطرة القوات الأمنية على الأوضاع.

وعلى صعيد منفصل انتقد نائب الأمين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان، قيام الحكومة السودانية بتعليق بث إذاعة الـ«بي بي سي» العربية على الموجات المتوسطة (إف إم) في شمال السودان، متهما حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) بالسعي للسيطرة على جميع وسائل الإعلام. وكانت السلطات السودانية أوقفت بالأمس بث إذاعة «بي بي سي» على موجات «إف إم» في أربع مدن رئيسية بشمال السودان، بما فيها العاصمة الخرطوم.

وقال عرمان لـ«الشرق الأوسط» إن «ما يحدث ليس قضية إجرائية وفنية مثل ما تبدو على السطح، بل هو ذريعة وجزء من محاولات السيطرة على أجهزة الإعلام التي تمد المواطن السوداني بالمعلومات في إطار محاولات المؤتمر الوطني لتغييب المواطن السوداني وحرمانه من مصادر المعلومات وأجهزة الإعلام ليستمع فقط إلى رسالة المؤتمر الوطني عبر الأجهزة الحكومية ومعظم الصحف التي يسيطر عليها».