جورجيا «قلقة» بعد نشر صواريخ روسية في إقليميها الانفصاليين

حرائق روسيا تطال مناطق ملوثة نوويا.. والرياح تبدد الدخان السام

الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، لدى ترؤسه اجتماعا تطرق للتطورات الاجتماعية والاقتصادية في داغستان، في مقر إقامته الصيفي بمنتجع سوشي على البحر الأسود، أمس (أ.ب)
TT

أعلن قائد القوات الجوية الروسية أمس أن روسيا نشرت أنظمة صواريخ دفاعية طراز إس-300 في إقليم أبخازيا في جورجيا لحماية السلطات الانفصالية هناك. وصرح الجنرال ألكسندر زيلين أيضا أن دفاعات جوية أخرى نشرت في إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي الثاني في جورجيا.

وفي تصريحاته التي نقلتها وكالات الأنباء الروسية المملوكة للدولة، قال زيلين إن «مهمة تلك الدفاعات الجوية لا تتمثل في تغطية أراضي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية فقط بل أيضا منع أي انتهاكات جوية لحدودهما وتدمير أي مركبة تخترق أجواءهما بشكل غير مشروع». وتساند روسيا الإقليمين الانفصاليين في جورجيا.

وسارعت جورجيا بالرد على هذه الخطوة التي تمثل «مصدر قلق». وقال رئيس الوزراء الجورجي تيمور ياكوباشفيلي، إن نشر هذه الصواريخ يشكل «مصدر قلق ليس لجورجيا فحسب بل أيضا لأطراف إقليمية أخرى منها الحلف الأطلسي». وأضاف أن «ذلك يبدل توازن القوى في المنطقة». وتابع «من الواضح أن روسيا تستخدم هذه الأراضي المحتلة قاعدة عسكرية لمشاريع أوسع من تلك التي تستهدف جورجيا وحدها». ورأى أنه «رد غير متوازن على نشر الأميركيين عناصر من الدرع المضادة للصواريخ في أوروبا الشرقية». كذلك، قال إيكا تكيشلاشفيلي أمين مجلس الأمن القومي في جورجيا إن الخطوة «تظهر أن روسيا لا تنوي فقط سحب قواتها من أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية بل إنها تؤكد عزمها تعزيز قبضتها العسكرية على تلك الأراضي».

وكانت أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية قد خرجتا عن سيطرة جورجيا في أوائل التسعينات من القرن الماضي. وفي أغسطس (آب) عام 2008 قمعت روسيا هجوما على أوسيتيا الجنوبية بعد أيام من الاشتباكات بين جورجيا والمتمردين.

وحول شأن آخر، ساعدت الرياح الشديدة أمس على تبديد الدخان السام المتصاعد من حرائق الغابات المستعرة التي تعاني منها موسكو منذ ثلاثة أسابيع لكن خبراء الأرصاد الجوية حذروا من أن السحب الملوثة ربما تعود خلال 24 ساعة. وأدى الدخان في موسكو، الذي دفع بمستويات التلوث إلى أعلى المستويات منذ عشرات السنين، إلى تضاعف معدل الوفيات تقريبا في العاصمة الروسية وعطل الرحلات الجوية ونشاط المستهلكين بل أثر على تداول الأسهم والسندات الروسية. لكن سكان موسكو فوجئوا بسماء صافية نسبيا أمس بعد أن بددت عاصفة رعدية صاحبتها رياح قوية الدخان في الساعات الأولى من صباح أمس.

وقالت وزارة الطوارئ إن مساحة الغابات المحترقة في روسيا تراجعت إلى النصف تقريبا إلى 927 كيلومترا مربعا بعد أن كانت 1740 كيلومترا مربعا كما أن نحو 166 ألفا من رجال الإطفاء يكافحون أكثر من 600 حريق. ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن رومان فيلفاند مدير المركز الحكومي للأرصاد الجوية قوله: «لم تتوقف حرائق الغابات. بمجرد توقف الرياح سيعود الدخان. تحسن الوضع في موسكو لكن ليس في الأماكن التي تستعر بها الحرائق».

من جهة أخرى، أعلنت الوكالة الروسية لمراقبة الغابات أن نحو أربعة آلاف هكتار من المناطق الملوثة بالإشعاع من ضمنها مناطق تأثرت بكارثة تشرنوبيل احترقت منذ يوليو (تموز) الماضي. وقالت الوكالة على موقعها الإنترنتي «استنادا إلى بيانات عملية المسح الإشعاعي التي جرت على الأراضي الروسية بما فيها الأراضي الملوثة بعناصر مشعة، اشتعلت حرائق منذ منتصف يوليو في 3900 هكتار».

وتشمل المناطق المتضررة منطقة بريانسك جنوب غربي موسكو على الحدود مع بيلاروس وأوكرانيا حيث أتت 28 بؤرة حريق على مساحة 269 هكتارا من الغابات. وكانت هذه المنطقة قد تلوثت بمتساقطات كارثة تشرنوبيل النووية (1986) ولا سيما جنوب غربيها حيث احترقت تسعة هكتارات. وينطبق الأمر كذلك على مناطق قريبة من موسكو كمنطقتي مالوغا وتولا (200 كلم إلى جنوب غربي وجنوب العاصمة الروسية)، حيث احترق 173 هكتارا من الأراضي الملوثة في الأولى و44 هكتارا في الثانية. وأعرب وزير الأحوال الطارئة سيرغي تشويغو الأسبوع الماضي عن الخشية من وصول الحرائق إلى منطقة بريانسك، مشيرا إلى أن النيران ستنشر التلوث المشع الموجود في التربة والنباتات.

من ناحية أخرى، تم تحويل مجرى مياه نهر أوكا لمسافة 20 كلم بواسطة الأنابيب وذلك لمكافحة الحرائق التي يخنق دخانها العاصمة موسكو. وبددت الرياح أمس الدخان العابق فوق العاصمة لكنه قد يعود بحسب الطقس. وعلى الرغم من بعض الأمطار الطفيفة لم يظهر أي مؤشر على تراجع حدة الجفاف في موسكو وغرب البلاد. واحترق بالإجمال 810 هكتارات في روسيا منذ مطلع الصيف بحسب وزارة الأحوال الطارئة. وتسبب الجفاف والهبوط الحاد في إنتاج القمح بارتفاع كبير في أسعار السلع التي تعتمد على الحبوب ومن بينها الخبز الذي ارتفعت أسعاره بنسبة 20% في الأيام الأخيرة.