كلينتون تحذر من تداعيات تأخير مصادقة الكونغرس على معاهدة «ستارت»

إدارة أوباما تسعى للحصول على تأييد «الشيوخ» للاتفاق

TT

حذرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس من تداعيات عدم مصادقة مجلس الشيوخ على معاهدة «ستارت» الجديدة للحد من التسلح النووي بين الولايات المتحدة وروسيا. وعلى الرغم من توقيع الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي ديمتري ميدفيديف على المعاهدة الجديدة في أبريل (نيسان) الماضي، فإنها لم تدخل حيز التنفيذ بعد بسبب التعطيل في مصادقة الكونغرس الأميركي عليها. وقد عطل مجلس الدوما الروسي المصادقة على المعاهدة حتى تتضح الصورة من واشنطن، حيث أفاد ميدفيديف بأنه اتفق مع أوباما على أن تكون عملية المصادقة في البلدين متزامنة لمنع إحراج أي من الطرفين.

وعقدت كلينتون مؤتمرا صحافيا أمس تحدثت فيه عن أهمية المصادقة على المعاهدة التي «ستحسن أمننا الوطني وتزود الاستقرار» لعلاقة البلدين اللذين يمتلكان معا نحو 90 في المائة من الأسلحة النووية حول العالم. وعلى الرغم من أن لدى الديمقراطيين أغلبية في مجلس الشيوخ حاليا، فإنهم في حاجة إلى دعم عدد من السيناتورات الجمهوريين للتصويت لصالح المعاهدة، إذ ينص الدستور الأميركي على الحاجة إلى موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ للمصادقة على المعاهدات الدولية، أي 67 سيناتورا من أصل 100 سيناتور. وردت كلينتون على انتقادات السيناتورات من الحزب الجمهوري الذين يعتقدون أن المعاهدة تقلص حرية تصرف الولايات المتحدة فيما يخص تطوير نظام دفاعي صاروخي قائلة: «معارضة المصادقة يعني معارضة (عمليات) التفتيش (المتبادلة) التي تعطينا نافذة مهمة»، مضيفة أن «مع مرور الوقت، عدم اليقين سيزداد» حول الترسانة النووية الروسية. وشرحت أن معاهدة «ستارت» الأولى «انتهت في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وهذا يعني أنه منذ أكثر من 8 أشهر لم يكن لدينا مفتشون في روسيا وهذه مرحلة مهمة».

ومع بدء الإجازة الصيفية للكونغرس الأميركي، تم إرجاء التصويت على معاهدة «ستارت» الجديدة إلى منتصف الشهر المقبل. وكانت كلينتون قد التقت رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي جون كيري الأسبوع الماضي لبحث هذه القضية والعمل معه على وضع خطة للحصول على دعم الحزب الجمهوري للمعاهدة. ويذكر أن السيناتور الجمهوري الأرفع في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي ريتشارد لوغر قد عبر عن تأييده للمعاهدة إلا أنه السيناتور الجمهوري الوحيد الذي عبر عن تأييده لها. وقالت كلينتون إن كيري يعمل مع لوغر «على خطة جيدة وأنا واثقة من إمكانية المصادقة، وخلال الأسابيع والأشهر منذ تقديم المعاهدة إلى مجلس الشيوخ، حصلت على دعم من سيناتورات من الحزبين، بالإضافة إلى رجال دولة في الحكومة وخارجها من كلا الحزبين» الديمقراطي والجمهوري.

وأعلنت كلينتون أن كيري أبلغها بأن لجنة الشؤون الخارجية ستبحث المعاهدة منتصف شهر سبتمبر (أيلول)، على أن يصوت مجلس الشيوخ عليها قريبا. وأضافت: «هناك الكثير من المواد على السيناتورات مراجعتها خلال الإجازة، ونحن نعمل على الإجابة عن أي أسئلة متبقية لديهم»، موضحة أن إدارة أوباما أجابت حتى الآن عن استفسارات عدة حول مشروع النظام الدفاعي الصاروخي.