طالبان تحث باكستان على رفض المعونات الدولية

13 مليون دولار إضافية يرسلها الاتحاد الأوروبي لضحايا الفيضانات

TT

طلب مقاتلو طالبان من الحكومة الباكستانية أمس مقاطعة مساعدات الإغاثة الدولية لضحايا الفيضانات. وجاءت تلك الدعوة بينما أعلنت الأمم المتحدة عن نداء رسمي لجمع «مئات الملايين من الدولارات» أمس لتوفير المزيد من المعونات لمساعدة أكثر من 14 مليون شخص متضرر بسبب الفيضانات في باكستان. وأسفرت الفيضانات الناجمة عن أمطار موسمية غير مسبوقة عن مقتل أكثر من 1600 شخص وتشريد مئات الآلاف. وطلب عزام طارق، المتحدث باسم حركة طالبان الباكستانية التي تضم نحو 12 جماعة متشددة، أمس، من باكستان رفض المعونات باعتبارها تأتي من أعداء الإسلام. وقال طارق لوكالة الأنباء الألمانية خلال اتصال هاتفي من مكان غير محدد إن «الحكومة الباكستانية وضحايا الفيضانات يتعين أن يرفضوا قبول المعونات الدولية. جميع المساعدات تأتي من المسيحيين واليهود وهم أعداء الإسلام».

وحث موريزيو جويليانو، المتحدث باسم الأمم المتحدة، المجتمع الدولي على توفير المزيد من المساعدات بسرعة. وأضاف «لقد تلقينا تعهدات بالحصول على 140 مليون دولار حتى الليلة الماضية». وفي بروكسل، أرسلت المفوضية الأوروبية أمس عشرة ملايين يورو (13 مليون دولار) في صورة مساعدات لضحايا الفيضانات في باكستان بعد أقل من أسبوعين من تبرعها بثلاثة أضعاف هذا الرقم.

وتسببت الفيضانات، وهي الأسوأ في تاريخ البلاد، في مقتل 1600 شخص على الأقل وشردت الملايين من منازلهم. وكان مسؤولون بالأمم المتحدة قد قالوا في وقت سابق أمس إنهم يعتزمون توجيه نداء لجمع معونات لباكستان. وقررت المفوضية الأوروبية إرسال عشرة ملايين يورو في صورة معونات طارئة للمساعدة في توفير السلع الأساسية مثل مياه الشرب والطعام والمأوى والأغطية والإمدادات الطبية وفقا للمفوضية ومقرها بروكسل. وتأتي تلك الخطوة بعد أن خصصت المفوضية في 30 يوليو (تموز) الماضي 30 مليون يورو لمساعدة ضحايا الصراعات الداخلية. وجاء في البيان أن «حجم الفيضانات يتجاوز إلى حد كبير المساعدة المقدمة من خلال هذا التبرع»، ويحتاج الأشخاص الذين يحصلون على معونات «مساعدة عاجلة حيث إنهم لم يعد لديهم أي إمكانيات للتعامل مع أي تكرار للكوارث الطبيعية والكوارث الأخرى التي يصنعها الإنسان ويواجهون حالة من البؤس التام». وكانت المعونات الإنسانية التي جمعتها المفوضية خلال العام الماضي إلى باكستان قد تجاوزت 111 مليون يورو.

إلى ذلك، دافع الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري عن قراره السفر للخارج في الوقت الذي تكافح فيه البلاد أسوأ فيضانات تشهدها منذ عشرات السنين قائلا إنه ساعد في توجيه أنظار العالم إلى معاناة الضحايا. وواجه زرداري غضبا شعبيا في الوقت الذي تعمل فيه حكومته جاهدة على مساعدة 14 مليون شخص تضرروا من الفيضانات التي فاقمت معاناة دولة تواجه تمردا إسلاميا وتدهورا اقتصاديا. لكن الرئيس وزوج رئيسة الوزراء الراحلة بي نظير بوتو كتب في مقال رأي لصحيفة «وول ستريت جورنال» يقول إنه استغل رحلته لفرنسا وبريطانيا في حشد المساعدات الأجنبية من أموال وغذاء لضحايا الفيضانات.. «وقال البعض منتقدا قراري إنه ينم عن انعزال عن الناس، لكنني اخترت الجوهر بدلا من الرمز».