بدلة.. لا ملابس سجن لتقديم صورة إيجابية

في محاكمة عمر خضر الكندي في غوانتانامو

TT

لليوم الثاني في «مجمع العدالة» في قاعدة غوانتانامو الأميركية، استمرت المحكمة العسكرية للكندي من أصل مصري، عمر خضر الكندي، في اختيار المحلفين الذين، حسب التقاليد القضائية الأميركية، سيستمعون إلى المرافعات ثم يصوتون، بمساعدة القاضي، لإصدار الحكم.

وبينما أكد المحلفون الذين اختيروا أنهم سيكونون محايدين، كان معروفا أنهم كلهم عسكريون، وأن هذا ربما لن يكون في صالح خضر.

في الجانب الآخر، يريد محامي خضر عكس صورة إيجابية له أمام المحلفين وفي الصحف والتلفزيونات. وأقنعه بأن يرتدي بدلة، لأول مرة منذ أن اعتقل قبل ثماني سنوات.

ولأن القانون القضائي لا يسمح بالتقاط صور داخل المحكمة، استخدم العسكريون رسامة رسمت خضر. وبينما نشرت صحف وتلفزيونات رسما كاملا له وهو يرتدي بدلة كاملة، نشرت صحف أخرى رسما قديما له وهو يرتدي جلبابا، مع تركيز على لحية كثيفة تغطي وجهه وهو شاب عمره 23 سنة.

وقال دينيس ادني، المحامي الكندي الذي يدافع عن خضر، إنه يفضل لو أن الصحف والتلفزيونات نشرت صورة البدلة «لأن هذه صورة محترمة». وقال إن خضر، في مرات سابقة، كان يرتدي جلبابا، أو ملابس سجن. لكنه أقنعه بأن يرتدي بدلة. ولهذا، وفي آخر لحظة، أسرع المحامي يبحث عن بدلة. ولم يكن هناك وقت كاف ليخرج من قاعة المحكمة ويشتري بدلة من متجر ما، لكنه وجد بدلة وقميصا ورابطة عنق في مكان داخل القاعدة العسكرية. وصار واضحا أنها ربما غير متناسقة لأن البدلة كانت سوداء، والقميص رمادي اللون، ورابطة العنق برتقالية.

وقال المحامي إن العسكريين قالوا له إنهم يقدرون على توفير بدلة لخضر من متجر داخل القاعدة العسكرية، إذا قرر خضر أنه سيواصل ارتداء بدل، بدلا من جلابيب أو ملابس سجن.

منذ أن اعتقل قبل ثماني سنوات، ظل خضر يرتدي ملابس السجن. وفي المرات القليلة التي ظهر فيها أمام محكمة بحضور صحافيين، كان أيضا يرتدي ملابس سجن. وفي مرة واحدة، قبل أربع سنوات، اقترح عليه المحامي الكندي أن يرتدي ملابس رياضية، وذلك ليبدو وكأنه لا يزال شابا مراهقا، مثله مثل أي شاب كندي مراهق. لكن، هذه المرة، وعمره صار 23 سنة، فضل المحامي أن يرتدي خضر بدلة كاملة.

ونقل تلفزيون «سي تي في» الكندي، الذي أرسل فريقا إلى غوانتانامو بسبب اهتمام الكنديين بالموضوع، على لسان ستيفن شوركا، خبير قانوني كندي، قوله: «يوجد احتمال أكبر أن يصوت العسكريون ضد خضر أكثر مما لو كانوا مدنيين. لكن، في الجانب الآخر، من يدري، ربما سيكسب خضر القضية».

وأضاف: «ربما سيحسون أن هذه قضية غير عادية. أولا: المتهم فيها كان طفلا عندما اعتقل. ثانيا: هذه أول مرة يحاكم طفل في محكمة حرب عسكرية منذ الحرب العالمية الثانية. ثالثا: عدم وجود شاهد شاهد قتل خضر للجندي الأميركي في أفغانستان. رابعا: الاهتمام الإعلامي، وخاصة الكندي».

وأضاف: «أعتقد، وأتمنى، أن يضع المحلفون العسكريون ذلك في الاعتبار».

ونقلت مراسلة صحيفة «تورونتو ستار» الكندية التي شهدت جلسة أمس، مداولات اختيار المحلفين. ونقلت على لسان واحد منهم: «يأمرنا نظامنا القضائي بأن نكون صادقين». وشكره الكولونيل جون جاكسون، محامي خضر العسكري، وقال له: «أحترمك لما قلت».

وقال محلف آخر إنه متأكد أن المدعي العسكري سيقدم أدلة كافية ليقنع المحلفين بأن خضر قتل جنديا أميركيا في أفغانستان. لكنه قال إنه سينتظر حتى يرى هذه الأدلة.

ونفى محلف ثالث أنه سيصوت بإدانة خضر لأنه حارب في العراق، ونجا من الموت بعد هجوم قام به مقاتلون تابعون لتنظيم القاعدة. وقال المحلف: «لم آت إلى هنا لأنتقم مما حدث في العراق».

حسب الإجراءات القضائية الأميركية، يسأل ممثلو الدفاع والاتهام المحلفين قبل الموافقة عليه. وفي بعض الحالات، يقدر هذا الجانب أو ذاك، بموافقة القاضي، على رفض محلفين لأنهم لم يبد محايدين.