مصر: رمضان يفتتح الحملات الانتخابية لمجلس الشعب قبل شهرين من موعدها

من أسلحتها التمر والمكسرات ودورات كرة القدم والمسابقات الدينية

رمضان يعجل في الحملات الانتخابية في مصر (خاص بـ «الشرق الاوسط»)
TT

على الرغم من أنه باق على الانتخابات البرلمانية المصرية أكثر من شهرين، فإن المرشحين استغلوا قدوم شهر رمضان المبارك بما يعبر عنه من قيم دينية وتواصل اجتماعي وإنساني ليبدأوا حملة الدعاية الانتخابية مبكرا. فانتشرت في شوارع المحافظات المصرية لافتات التهنئة التي تحمل أسماء وصور المرشحين وصفة بعضهم التي يخوض بها الانتخابات التي ستجري في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) المقبلين.

وتمادى البعض فوضع أيضا شعار الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، ليعلن عن انتمائه له، رغم أن الحزب لم يختر بعد أي مرشح باسمه. كما أقدم المرشحون على توزيع «حقائب رمضان»، وهي عبارة عن كيس بلاستيكي به بعض المواد الغذائية الضرورية مثل الأرز والسكر والزيت، على المواطنين، بعد طباعة صورة واسم المرشح عليها.

وكانت الفترة الماضية قد شهدت تنظيم عدد من المرشحين لرحلات إلى المدن الساحلية تُعرف باسم «مصيف اليوم الواحد» بأسعار مخفضة وأحيانا مجانا، كنوع من الدعاية الانتخابية.

ورغم أن وزارة التضامن الاجتماعي حظرت استخدام «حقائب رمضان» في الدعاية الانتخابية، فإن الدكتور زكريا عزمي الأمين المساعد لشؤون التنظيم والعضوية والمالية والإدارية بالحزب الوطني الحاكم أوضح أن الحزب وزع هذا العام نصف مليون شنطة رمضانية على القرى الأكثر احتياجا «وفقا للضوابط التي حددتها هيئة مكتب الحزب».

أما صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى الأمين العام للحزب الوطني، فقال إن نصف تلك الحقائب تم توزيعها من خلال الأمانة العامة على المستوى المركزي والنصف الآخر من خلال أمانات الحزب في المحافظات وأعضاء مجلسي الشعب والشورى.

ووزع الحزب الوطني النسبة الأكبر من تلك الحقائب في محافظات الصعيد، إذ حصلت محافظات أسيوط على 61380 حقيبة وسوهاج 55830 والمنيا 44760 والشرقية 35820 والبحيرة 35070 وبني سويف 29370 وقنا 24990 حقيبة.

وتستطيع بسهولة أن تتعرف على أماكن توزيع حقائب رمضان من خلال الزحام الشديد الذي يرافق هذه العملية، ففي محافظة الدقهلية (120 كيلومترا شمال القاهرة) على سبيل المثال أصيب أكثر من 50 شخصا بجروح وكدمات الأسبوع الماضي بسبب تدافعهم أثناء توزيع حقائب رمضان في استاد المنصورة، الذي احتشد بداخله أكثر من 7 آلاف مواطن للحصول على حقيبة.

ومبكرا.. بدأت حرب اللافتات التي غطت شوارع المدن والقرى المصرية فبينما ظهرت لافتات «نحمل الخير لكل الناس» و«خير الناس أنفعهم للناس» التي رفعها المرشحون المحتملون لجماعة الإخوان المسلمين ولافتات تحمل صور الرئيس المصري حسني مبارك ونجله جمال وشعارات الحزب الوطني التي رفعها المرشحون المحتملون للحزب الحاكم.

ورغم أن مصدرا باللجنة العليا للانتخابات أكد لـ«الشرق الأوسط» أن أي مرشح ستثبت مخالفته لقواعد الحملات الانتخابية سيعاقب، فإن المرشحين في تعليق أكبر عدد من لافتات التهنئة بحلول شهر رمضان.

ويقول محمد السُني، مدير الحملة الانتخابية لأحد المرشحين في محافظة القاهرة، «لم نبدأ الحملة الانتخابية بشكل فعلي بعد، كل ما هناك أننا كما عودنا أهالي دائرتنا الانتخابية نقدم لهم الخدمات المتميزة، لذلك حرصنا على تهنئتهم بحلول شهر رمضان المبارك».

وأضاف «على مدار السنوات الخمس الماضية، حرص المرشح الذي أُدير حملته الانتخابية على تقديم خدمات متميزة لأهالي الدائرة، رغم أنه ليس نائبا بعد، وما قدمه في شهر رمضان الحالي ليس دعاية انتخابية وإنما استكمال لما قدمه من خدمات».

ويتفق معه حسين فياض، وهو مدير لمكتب أحد النواب المعارضين بالبرلمان، الذي يرى أن نائبه لا يحتاج لدعاية انتخابية، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا نعتمد على هذا الأسلوب في دعايتنا الانتخابية، فما نقدمه من خدمات لأبناء دائرتنا هدفه ابتغاء مرضات الله وخدمة أهلنا».

مجال آخر تنافس فيه المرشحون، وهو موائد الرحمن الرمضانية، التي تقول إحصائيات غير رسمية إن المرشحين في انتخابات مجلس الشعب القادمة أقاموا 1500 مائدة إفطار رمضاني في المحافظات المصرية الـ29.

وحرص عدد آخر من المرشحين على تنظيم دورات كرة قدم خماسية في مراكز الشباب والساحات الشعبية، واستقدم آخرون دعاة إسلاميين مشهورين لإلقاء خطب ودروس دينية وإمامة الناس في صلاتي العشاء والتراويح، كما أقاموا السرادقات لقراءة القرآن وتنظيم المسابقات الدينية التي تكون جوائزها عبارة عن رحلة عُمرة للفائز.

وعلى اختلاف الوسائل التي استخدمها المرشحون لاستغلال الشهر الفضيل في الدعاية الانتخابية، يظل الفائز هو الناخب المصري الذي اجتمع عليه سلاحا الحر الشديد وغلاء الأسعار في شهر رمضان.