مفتي السعودية لـ«الشرق الأوسط»: خادم الحرمين وضع حدا لـ«فوضى الفتوى»

قال إن الفائدة تتمثل في قصر الفتوى على أهل العلم وإبعاد «الجهلة» عنها * وكيل وزارة الشؤون الإسلامية: التوجيه يأتي «درءا للفتنة»

الشيخ عبد العزيز آل الشيخ وتوفيق السديري
TT

لقي توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي قصر مسألة الإفتاء على أعضاء هيئة كبار العلماء أو من يختارهم المفتي ويوافق عليهم خادم الحرمين، ترحيبا واسعا في الأوساط الدينية الرسمية. وقد أشادت كل من رئاسة الإفتاء ووزارة الشؤون الإسلامية وهيئة الأمر بالمعروف بمضامين هذا التوجه.

وأفاد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية، بأن خادم الحرمين وضع حدا لفوضى الفتوى بالتوجيه الصادر عنه يوم أمس.

وقال في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» في تعليقه على توجيه خادم الحرمين: «الفائدة من هذا البيان واضحة، وهي منع فوضى الفتوى وقصرها على أهل العلم والفضل، وأما من كان جاهلا فليبتعد عن هذا الأمر».

وحدد توجيه الملك عبد الله في مسألة تقنين الفتوى جانبا طلب عبره من مفتي السعودية الرفع بأسماء من يجد فيهم أهلا للفتوى لممارسة هذا العمل.

وعند سؤال المفتي حول انعكاسات ترشيحاته المتوقعة في المستقبل على ضبط الفتوى، قال: «نرجو من الله أن نوفق في هذا الأمر..».

وحول ما إذا كانت البرامج التلفزيونية والإذاعية الخاصة بالفتوى ستمنع أو سيقنن الظهور فيها تبعا للأمر الملكي، قال مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء فيها: «هذه الأمور ستتضح فيما بعد».

يشار إلى أن الأمر الذي أصدره الملك عبد الله بن عبد العزيز، قد قصر الفتوى على أعضاء هيئة كبار العلماء، وهي المؤسسة التي قام العاهل السعودي بتوسيع عضويتها لتشمل 20 عضوا، تم اختيارهم من المذاهب السنية الأربعة.

من جانبه، علق الدكتور توفيق السديري وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد، على توجيه خادم الحرمين بقوله: «هذا الأمر الملكي جاء متميزا في توقيته وصياغته التي حوت الموضوع بأدق تفاصيله، وجاءت علمية أصولية، لدرء الفتنة التي قد تقع عبر الإخلال أو عدم الاكتراث بموضوع الفتوى والإرشاد والاحتساب».

وأضاف في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أن توجيه خادم الحرمين، وتعهده بمتابعة تنفيذه، سيكون «عونا للجهات المسؤولة والتنفيذية في منع هذه الفتنة وتنظيم وتصحيح الوضع الذي لوحظ عليه انفراط في الفترة الأخيرة، فالله سبحانه تعالى يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن». وأكد توفيق السديري أن البيان الصادر عن خادم الحرمين أمس «يشكل حماية وصيانة للدين وحياة الناس وعلاقاتهم».

بدورها، أكدت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي إحدى الجهات المعنية بتوجيه خادم الحرمين، سرورها «بما وفق الله له خادم الحرمين من تعظيم مكانة أهل العلم وقيمة المرجعية الشرعية وحفظ البلاد من الاضطراب الفكري والاجتماعي الذي تجلبه الفتاوى الشاذة والأقوال المهجورة التي يجب أن ترد للراسخين في العلم، ولا يناسب نشرها بين الناس لما تحدثه من بلبلة واضطراب لا يستفيد منه إلا أعداء البلاد والمجتمع».

وأشار عبد المحسن القفاري المتحدث باسم «رئاسة الأمر بالمعروف»، إلى أن بعض الفتاوى الشاذة «قد يجعلها البعض مبررا للضلال الفكري ورد المنهج الحق، ومجافاة طريق العلماء أو طعن الثوابت».

واعتبرت «رئاسة الأمر بالمعروف»، أن توجيه الملك عبد الله فيه عميق حكمة وفقه خادم الحرمين، ومعرفته بمآلات الأمور وحرصه على سلامة المجتمع وترسيخ منهج السعودية على الأصول التي قامت عليها، وفيها السلامة من الانحرافات والفتن التي يموج بها العالم اليوم.

وقال المتحدث باسم «هيئة الأمر بالمعروف»، إن توجيه خادم الحرمين سيكون له عندهم بالغ الأثر، وسيلزمون به العاملين كافة في جهاز الحسبة، وسط تأكيداتهم بمتابعة ما هو قائم حاليا من إرجاع جميع ما لدى الهيئة من تساؤلات شرعية إلى كبار علماء السعودية.