لوقف سيل الإدانات الدولية.. طهران تعرض اعترافات إيرانية محكوم عليها بالموت رجما

البرازيل تدعو إيران إلى «بادرة إنسانية» لتحسين صورتها أمام العالم

سكينة أشتياني (أ.ف.ب)
TT

ظهرت إيرانية لم تكن ملامح وجهها واضحة على التلفزيون الرسمي الإيراني لتعترف بممارسة الزنى وتتحدث عن قتل زوجها، وذلك بعد أن أثار حكم صدر عليها بالرجم حتى الموت إدانة دولية. وفي غضون ذلك، دعت البرازيل الجمهورية الإسلامية إلى إظهار «بادرة إنسانية» تجاه سكينة أشتياني من أجل تحسين صورة طهران أمام العالم.

وخلال المقابلة، التي بثت الليلة قبل الماضية، انتقدت سكينة أشتياني محاميها لإعلانه عن قضيتها وقالت إنها جلبت العار لأسرتها.

ووصفت اللجنة الدولية المناهضة للرجم المقابلة بأنها «دعاية سامة»، ونفت أشتياني في وقت سابق الاتهامات بالزنى.

وألقى اهتمام وسائل الإعلام العالمية بالقضية الضوء على عدد حالات الإعدام الكبير في إيران وربما جنب أشتياني الرجم حتى الموت، كما يقول محاميها الذي فر إلى أوروبا.

ونظرا لأن وجهها كان مموها وصاحبت ترجمة إلى الفارسية كلماتها التي جاءت بلهجة محلية، لم يكن من الممكن التأكد على الفور وعلى نحو مستقل من هوية المرأة.

ووصفت أشتياني كيف دخلت في علاقة مع قريب لزوجها، وأضافت: «قال لي.. لنقتل زوجك. لم أستطع أن أصدق تماما أن زوجي سيقتل. كنت أظنه يمزح... وبعدها اكتشفت أن القتل حرفته، لقد جاء إلى منزلنا وجلب معه كل الأدوات اللازمة. جلب أدوات كهربائية وسلكا وقفازا وبعدها قتل زوجي صعقا بالكهرباء».

وقال رئيس الهيئة القضائية لإقليم أذربيجان الشرق الإيراني في البرنامج التلفزيوني إن أشتياني حقنت زوجها بمخدر «وبعد أن فقد الوعي قتل القاتل الفعلي الضحية بتوصيل عنقه بالكهرباء». ولم يتضح ما إذا كان ألقي القبض على العشيق أم لا.

وقال مسؤول بالقضاء الإيراني إن أشتياني - وهي أم لطفلين - جلدت بالفعل 99 جلدة لإقامتها علاقة غير مشروعة مع رجلين. وعلقت عقوبة الرجم انتظارا لمراجعة قضائية لكن لا يزال من المحتمل تنفيذها.

وقال محاميها محمد مصطفائي لوكالة «رويترز» خلال مقابلة إن أشتياني التي أدينت «بممارسة الزنى وهي محصنة»، أي متزوجة قد تفلتت من عقوبة الرجم بفضل الضغوط الدولية.

في الوقت نفسه، تقدم مصطفائي بطلب لجوء سياسي للنرويج بعد أن صدرت بحقه مذكرة اعتقال.

ونفى المدعي العام الإيراني عباس جعفر دولت أبادي صدور مذكرة اعتقال بحق مصطفائي، وقال إنه مجرد محتال فر من البلاد وطلب حق اللجوء بالخارج بسبب اتهامات بمخالفات مالية مرفوعة ضده.

ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن هوتان كيان، أحد ممثلي الدفاع الآخرين عن أشتياني، قوله إنها عذبت طوال يومين في سجن تبريز قبل أن تدلي باعترافها التلفزيوني.

وخلال المقابلة، قالت أشتياني إنها ستتقدم بشكوى ضد مصطفائي الذي يقيم الآن بالنرويج. وأضافت: «لماذا أعلنت عن قضيتي.. لماذا لوثت سمعتي وشرفي. لم يكن كل أقاربي وعائلتي يعرفون أني بالسجن.. لماذا فعلت هذا بي؟». وتقول منظمة العفو الدولية إن إيران تحتل المركز الثاني بعد الصين من حيث عدد من ينفذ فيهم حكم الإعدام سنويا. وأعدمت إيران 346 شخصا على الأقل في 2008.

ويشار إلى أن إيران تبث اعترافات السجناء السياسيين، وهو أسلوب لطالما قوبل بانتقادات دولية حادة وكذلك من المعارضة الداخلية. ويعتقد أن هدف السلطات من نقل اعترافات هذه السيدة هو وقف سيل الإدانات الدولية للعقوبة علاوة على تقديم وعود مسكنة.

وفي غضون ذلك، دعا وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم طهران إلى القيام بـ«بادرة إنسانية» تجاه سكينة أشتياني، وقال أموريم للصحافيين: «من قال إن بادرة إنسانية لن تكون أمرا جيدا لإيران، لتحسين صورتها أمام العالم؟».

وقال المسؤول البرازيلي إن الإيرانية «ليست متهمة بالزنى فحسب، بل بالقتل أيضا. لا أريد أن أبدي موقفا في هذه القضية، لأنه ليس لدينا أي وسيلة تمكننا من الحكم على الطريقة التي جرت وفقا لها هذه المحاكمة. ولكن وضع هذه المرأة المهددة بالرجم يجرح مشاعر البرازيليين».

والتقى السفير البرازيلي في طهران أنتونيو سالغادو مسؤولين إيرانيين كبارا لتسليمهم رسميا العرض البرازيلي بمنح المحكوم عليها لجوءا سياسيا، غير أنه لم يعرف حتى الساعة ما كان الرد الإيراني الرسمي على هذا العرض.

وكان الرئيس البرازيلي قد قال إنه يكن «الاحترام لقوانين (إيران)، لكن إذا كانت صداقتي للرئيس والشعب في إيران تعني شيئا، وإذا كانت هذه المرأة تشكل إرباكا، بإمكاننا استضافتها في البرازيل».

وإثر هذا التصريح، اعتبرت طهران على لسان متحدث رسمي أن الرئيس البرازيلي أدلى بقوله هذا تحت تأثير العاطفة من دون أن يعرف تفاصيل القضية.