رهينة سابق: الخاطفون اجتازوا نقاط التفتيش بسهولة وكانوا يعرفون القائمين عليها

سلومي الذي عمل مع الجيش الأميركي في بغداد: يمكن القول إنهم «حزب الله» في العراق

عيسى سلومي (أ.ب)
TT

وصف متعهد بالجيش الأميركي، اختطف في العراق بداية العام الحالي، كيف ناور خاطفوه بسهولة نقاط التفتيش العراقية في حين أنه كان ينزف على أرضية سيارتهم. وفي أول مقابلة إعلامية له منذ أن تم إطلاق سراحه بأمان في شهر مارس (آذار) الماضي، أخبر عيسى سلومي وكالة «أسوشييتد برس» أنه جرى الإفراج عنه مقابل الإفراج عن أربعة مسلحين في المعتقلات العراقية.

وأعلنت جماعة «عصائب أهل الحق» الشيعية المتطرفة مسؤوليتها عن اختطافه. ويُعتقد أن هذه الجماعة على صلة وثيقة بإيران. وقال سلومي: «يمكنك القول إنهم حزب الله في العراق. لا أعتقد أن الأميركيين، لا سيما صناع القرار، يعرفون أغوار التيارات التي تتشكل في العراق. بعد قضاء شهرين في الحديث إليهم، وقراءة كتبهم، فإنني أعرفهم أفضل من أي شخص آخر. نفوذهم وتأثيرهم قوي للغاية، وأعتقد أنه سيزداد».

ولم يقدم البنتاغون أي تفاصيل حول اختفاء سلومي في 23 يناير (كانون الثاني) الماضي أو عودة ظهوره المفاجئة في 25 مارس (آذار) الماضي. ورفض سلومي تحديد مكان وجوده في بغداد في وقت الاختطاف. وقال مسؤول عسكري عراقي بعد فترة قصيرة من الاختطاف إن هذا المواطن الأميركي، الذي نشأ في بغداد وكان نجل مصور فوتوغرافي للنظام الملكي في العراق، تم إغراؤه خارج قاعدة عسكرية أميركية من جانب مسلحين وعدوا بمساعدته على العثور على أقاربه. وقال سلومي إن رجلا قصير القامة وممتلئ الجسم سحبه من سيارته وضربه بقوة في وجهه. ومع تدفق الدم من جرح تحت عينه، حاول سلومي وضع قدمه على الجزء الخارجي من الباب ليمنع خاطفيه من الزج به داخل سيارتهم بقوة. وضربه أحدهم في رأسه بعقب البندقية قبل أن يدفعه على أرضية السيارة. ووضعوا وجهه لأسفل، وضغطوا بأحذيتهم على رقبته. وفي الوقت الذي قادوا فيه السيارة عبر نقطة تفتيش عسكرية وتوقفوا لفترة قصيرة لتحية الجنود العراقيين، أدرك سلومي أنه قد يموت. وقال: «توقعت أنهم سيكتشفونني عند أي نقطة تفتيش، لذا كان ذلك خيبة أمل كبرى عندما اجتازوا نقاط التفتيش بسهولة. لقد كانوا يعرفون هؤلاء الأفراد».

وبعد ذلك بنحو نصف ساعة، توقفوا وسحبوه خارج السيارة وأخذوا يركلونه بأرجلهم ويضربونه. وتم نقله إلى منزل مظلم، وتم تجريده من ملابسه، وتم إلقاؤه على أرضية باردة. وبعد تكميمه وتقييده، تم نقله إلى منزل آخر، حيث تغيرت المعاملة. قام الرجال الذين يحرسونه بتنظيف جروحه وتضميدها، وأعطوه ملابس وحبوبا مسكنة للآلام. وقال سلومي: «كنت ممتنا للغاية. اعتقدت أنني لا أزال حيا. ثم تناولت الحبوب المسكنة التي أعطوها لي، وخلدت إلى النوم».

وأثناء فترة احتجازه، قال سلومي إنه كان يتناول الكباب والخبز المصنوع في المنزل. وكان الحراس يتحدثون بحرية عن أسرهم ومعتقداتهم، لكنهم لم يتحدثوا عن سبب احتجازه وما إذا كان سيتم إطلاق سراحه أم لا. ثم جاء رجل وأخبره: «العالم بأسره يسأل عنك، السفارة الأميركية والجيش الأميركي. يجب أن تكون شخصا مهما للغاية». وطلب مليون دولار مقابل إطلاق سراحه، وأخبره سلومي أن ذلك مستحيل. وسألوا عن أسماء أميركيين آخرين لاختطافهم. وقال إنه رفض إعطاءهم أي أسماء.

وجرى بعد ذلك نقله إلى منزل آخر. وهناك أعطاه الحراس كتبا حول منظمتهم ليقرأها.

وناقشوا معتقداتهم الدينية والرياضات والبرامج التلفزيونية. وسألوه عن رأيه في خطط الرئيس أوباما لسحب القوات وغزو الرئيس السابق بوش للعراق. وقال سلومي إنه أخبرهم أن العراقيين أصبحوا أفضل حالا بعد الإطاحة بصدام حسين من الحكم.

وفي أحد الأيام، أحضروا له زي الجيش الأميركي لارتدائه وأحضروا له كرسيا ليجلس عليه. وكانت هناك ستارة سوداء تحمل اسم الجماعة باللغة العربية معلقة خلفه. وطلبوا منه إعلان مطالب الجماعة، التي تمثلت في إطلاق سراح أعضاء الجماعة من السجون، وسحب القوات الأجنبية من العراق، ومحاكمة المسؤولين الأمنيين في شركة «بلاك ووتر». وجرى بعد ذلك إذاعة هذا المقطع المرئي في جميع أنحاء العالم.

ومرت عشرة أيام قبل أن يتم وضعه في سيارة في الساعة 4:30 صباحا، وتم إجباره على الرقود على أرضية السيارة. وعندما جرى سحبه خارج السيارة، قابله مسؤول بالحكومة العراقية وهنأه وأخبره أنه تم إطلاق سراحه.

ويتعافى سلومي الآن مع أسرته في منزله في إحدى ضواحي سان دييغو وهو لا يزال موظفا بالجيش الأميركي حتى الآن. لكن سلومي، وهو أب لستة أطفال وعمل مهندسا في وسائل النقل لدى الحكومة العراقية لمدة 15 عاما، قال إنه سيفقد وظيفته عندما تنتهي فترة إجازته بعد أسبوعين. وتقوم وزارة الدفاع الأميركية بخفض عدد المتعهدين لدى الحكومة بصورة كبيرة. ويعمل سلومي لدى الجيش الأميركي منذ عام 2007. وقال: «على الرغم من أنه تم استقبالي استقبال الأبطال عندما تم الإفراج عني، فإنني أشعر الآن بأنه تم التخلي عني».