موسكو: هروب الدبلوماسيين الأجانب وأنباء عن التفكير في تغيير مكان الكرملين

رفع جزئي للطوارئ وتهوين من المخاطر رغم اقتراب الحرائق من تشيرنوبل

شخص يتلمس بيده قائمة ضحايا الغواصة النووية «كيرسك»، في كنيسة بمدينة سان بطرسبورغ، وذلك بمناسبة إحياء البلاد الذكرى السنوية العاشرة لكارثة غرق الغواصة، أمس (أ.ب)
TT

بعد أن داهمت سحب الدخان الخانق والكثيف مخدع القيادة السياسية في الكرملين والبيت الأبيض، بقلب العاصمة الروسية، راحت المدينة تموج بمختلف الشائعات، ومنها التفكير في نقل الكرملين إلى مدينة أخرى. ونقلت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» عن عدد من المدن الروسية، ومنها نوفوسيبيرسك في سيبيريا، وسوتشي على ضفاف البحر الأسود، رغبتها في استضافة العاصمة، في الوقت الذي يفكر فيه آخرون في نقلها إلى موقعها السابق حتى ثورة أكتوبر (تشرين الأول) عام 1917، في سان بطرسبرغ، التي انتقل منها لينين في مطلع 1918 إلى الكرملين في موسكو.

وكان عدد من البعثات الدبلوماسية، ومنها المملكة العربية السعودية وألمانيا ودول غربية أخرى، بدأت في إجلاء رعاياها إلى الخارج، تفاديا لتبعات الكارثة التي تقول المصادر إنها ستستمر حتى السابع من سبتمبر (أيلول) المقبل. وأعاد كثيرون إلى الأذهان ما سبق أن تردد حول ضرورة نقل العاصمة إلى سان بطرسبرغ، المدينة الأم لكل من الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف، ورئيس حكومته، فلاديمير بوتين، ورئيسي مجلسي الاتحاد والدوما، والغالبية الساحقة من ممثلي القيادات التنفيذية والسياسية. وكانت موسكو أقرت رسميا نقل مقر المحكمة الدستورية العليا إلى سان بطرسبرغ في العام الماضي، بينما نجحت جماعات الضغط من سان بطرسبرغ في إقامة الكثير من اللقاءات والفعاليات الرسمية والدولية إلى سان بطرسبرغ.

وأعلن الرئيس ميدفيديف، أمس، رفع حالة الطوارئ في ثلاث من المناطق السبع الأكثر تضررا بحرائق الغابات. وقال في اجتماع في تاغانروغ، جنوب غربي البلاد: «وقعت مرسوما ينص على إبقاء حالة الطوارئ في أربع مناطق، هي موردوفيا وموسكو ونيجني نوفغورود وريازان»، وأضاف أن «حالة الطوارئ رفعت بذلك عن مناطق فلاديمير وماري إيل وفوروني».

وكانت موسكو اعترفت رسميا بوجود أكثر من 60 من بؤر الحرائق التي تقترب من مواقع القوات الفضائية، التي قالت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» إن أغلبها يقع على مقربة من المركز الروسي للإنذار من الأخطار الصاروخية في ضواحي العاصمة موسكو. ونقلت عن ألكسي زولوتوخين، المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع قوله: «إن القوات الفضائية لا تزال تواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون وصول الحرائق إلى مواقع القوات الفضائية».

وبينما تتضارب الأنباء حول العدد الحقيقي لبؤر الحرائق التي تقول بعض المصادر إنها تجاوزت الخمسمائة على مساحة 81 ألف هكتار، قالت المصادر الرسمية إن الأوضاع لا تزال تحت السيطرة، وإنه لا خطر من انتشار الدخان المحمل بإشعاعات مفاعل تشيرنوبل في المناطق المجاورة.

وقال متحدث باسم وزارة الأوضاع الطارئة الروسية، إن حرائق الأحراج المندلعة على امتداد هكتارين، منذ الاثنين، أصبحت على بعد ستين كيلومترا من موقع مفاعل تشيرنوبل النووي (شمال أوكرانيا)، لكن الوضع «لا ينطوي على أي خطر». وقالت الناطقة باسم الوزارة، فيكتوريا روبان، إن الحريق الذي اندلع الاثنين في بلدة سوسنيكوفا، على بعد ستين كيلومترا شمال كييف «سيتم إخماده اليوم أو غدا»، وأضافت أن «الحريق لا ينطوي على أي خطورة، وليس هناك أي تهديد».

وتمتد المنطقة الأمنية المحددة حول محطة تشيرنوبل التي شهدت أكبر كارثة نووية في 1986، على دائرة قطرها ثلاثين كيلومترا. وتشهد أوكرانيا، مثل روسيا المجاورة، موجة حر لا سابق لها، ترافقها حرائق غابات وأحراج. وقد أكدت السلطات الروسية أن مستوى الإشعاع في البلاد لم يتغير، على الرغم من الحرائق، لا سيما في مناطق غرب البلاد، التي تلوثت سنة 1986 أثناء كارثة تشيرنوبل النووية.