قيادي جنوبي: الحركة الشعبية تكبت أصوات المنادين بالوحدة وتعتقل مسؤولا في «المؤتمر الوطني»

سلفا كير يدعو مكتبه السياسي لاجتماع عاجل لبحث الاستفتاء والطائرة المحتجزة

TT

اتهم «المؤتمر الوطني» الحاكم في الخرطوم، الحركة الشعبية بكبت أصوات الجنوبيين الداعين للوحدة مع الشمال، واعتقال رئيس الحزب بولاية بحر الغزال، ومصادرة خطة «الوطني» للوحدة. واعتبر الحزب الحاكم «الاعتقال إعلان حرب»، في وقت استدعى فيه رئيس حكومة الجنوب ورئيس الحركة أعضاء المكتب السياسي لحركته لاجتماع عاجل لمناقشة التطورات المتعلقة باستفتاء تقرير المصير، وحادثة الطائرة السودانية المحتجزة بالجنوب منذ 4 أيام، فيما يعقد برلمان الجنوب جلسة طارئة الأسبوع المقبل.

إلى ذلك، حددت قوى الإجماع الوطني منتصف الشهر المقبل موعدا لعقد ملتقى شامل تشارك فيه كل القوى السياسية بما فيها «المؤتمر الوطني» لبحث الأزمة السودانية. وقال القيادي بقوى الإجماع الوطني، الأمين السياسي لـ«المؤتمر الشعبي» كمال عمر، في مؤتمر صحافي، إن «ممثلي القوى السياسية والمجتمع المدني والنقابات سيجتمعون السبت لمناقشة التحضير للملتقى، وتحديد موعد انعقاده وبحث القضايا التي سيتم تداولها والمتمثلة في المستقبل الآمن، والاستفتاء الحر والنزيه، والحل الشامل والعادل لقضية دارفور، والتحول الديمقراطي، والأزمة الاقتصادية، وقضايا المعيشة».

واعتبر أمين أمانة بحر الغزال الكبرى بالمؤتمر الوطني الأسقف قبريال روريج إقدام استخبارات الحركة الشعبية على اعتقال رئيس «المؤتمر الوطني» بولاية بحر الغزال ويليام لوال مصادرة للخطة التي أعدها الحزب للترويج لخيار الوحدة الطوعية التي كانت بحوزته. واعتبر الخطوة «بمثابة إعلان حرب». وطالب روريج «حكام المقاطعات الجنوبية بالعمل على إتاحة الحريات للقوى السياسية في الدعوة، وحث المواطنين على ممارسة حقهم في الاستفتاء وفقا لتوجيهات اتفاق السلام الشامل التي أكدت على ضرورة قيام الاستفتاء في أجواء من الحرية والنزاهة، والبعد عن المضايقات للمواطنين أو ترهيبهم في ممارسة هذا الحق».

إلى ذلك، علمت «الشرق الأوسط» أن رئيس الحركة الشعبية ورئيس حكومة الجنوب والنائب الأول للرئيس سلفا كير ميارديت، دعا أعضاء المكتب السياسي لاجتماع يوم غد السبت لمناقشة التطورات في البلاد بما في ذلك بروز أصوات تدعو لتأجيل الاستفتاء المقرر في يناير (كانون الثاني) المقبل عن موعده. إضافة إلى حادثة احتجاز قوات الجيش الشعبي لطائرة سودانية اشتبه في أنها تحمل دعما عسكريا للقائد المنشق جورج أطور. وأشارت المصادر إلى أن «الاجتماع سيبحث قضايا مصيرية وتنظيمية تخص الحركة الشعبية». وفي السياق ذاته يعقد برلمان الجنوب الأسبوع المقبل اجتماعا طارئا لبحث تداعيات دعوات أطلقت لتأجيل الاستفتاء.

ومن جهة أخرى، بدأ النائب الأول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب سلفا كير زيارة رسمية إلى كمبالا تستغرق عدة أيام، يلتقي خلالها الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني.

وقال وزير الإعلام في حكومة الجنوب الدكتور برنابا بنجامين لـ«الشرق الأوسط» إن الزيارة تأتي في إطار تطور العلاقات بين جوبا وكمبالا، التي وصفها بالتاريخية، قبل وبعد اتفاقية السلام الشامل. وأضاف أن أوغندا لديها دور كبير في مراقبة اتفاقية السلام بحكم أنها من أعضاء دول الإيقاد المهمين، وأنها ضمن الدول التي ستراقب عملية الاستفتاء على تقرير المصير في جنوب السودان، مشيرا إلى أن رئيس حكومته سيبحث مع موسيفيني سير تنفيذ اتفاقية السلام الشامل وما تبقى منها خاصة قضية إجراء الاستفتاء والقضايا العالقة في ما بعد الاستفتاء، إلى جانب وجود «جيش الرب للمقاومة» الأوغندي في أراضي الجنوب.