إمام وخطيب جامع أبو حنيفة: الزوار بدأوا يعودون من مختلف أنحاء العالم

الشيخ عبد الستار لـ«الشرق الأوسط»: كثير من مساجد بغداد أغلقت أو تحولت إلى مطاعم

صبي يوقد شموعا عند مرقد الإمام أبو حنيفة في بغداد (أ.ب)
TT

كانت منطقة الأعظمية في بغداد قد شهدت آخر تواجد علني لرئيس النظام العراقي السابق، صدام حسين، بعد سقوط نظامه عام 2003، وشهدت قبل ذلك محطات سياسية مهمة في حياة العراقيين، إضافة إلى أنها تحوي مرقد الإمام أبو حنيفة النعمان. وفي الآونة الأخيرة شهدت المنطقة أحداثا أمنية راح ضحيتها الكثير من قوات الأمن والمواطنين، ورفع خلالها، ولأول مرة، علم تنظيمات القاعدة، كإشارة إلى أن تلك التنظيمات بإمكانها السيطرة على المنطقة. غير أن هذه الأحداث لم تقف حائلا أمام توافد المئات من الزائرين العرب والأجانب من مختلف بقاع العالم لهذه المنطقة البغدادية العتيقة.

«الشرق الأوسط» قضت أول ليالي رمضان قرب مرقد أبو حنيفة الذي عاد بأحلى حلله بعد أن لحقه الدمار والإهمال في السنوات الماضية؛ فقد أعيد تأهيل المرقد باعتباره أحد أهم المراكز الدينية التي يقصدها السُّنة من داخل وخارج العراق، وفعلا كان هناك حضور لزوار من دول شرق آسيا والسعودية وتركيا. وأكد إمام وخطيب الجامع، الشيخ عبد الستار جبار أن «الوفود مستمرة في زيارة المرقد، وتردنا أيضا طلبات كثيرة من مسلمين من مختلف بقاع العالم بغرض الزيارة».

وبشأن الأحداث الأخيرة في الأعظمية، قال الشيخ جبار: «إنها أحداث مفتعلة، ومعد لها، والمهاجمون ليسوا من سكان الأعظمية، بل جاءوا من خارجها لينفذوا هذا الجرم، الذي رفضه وشجبه الأعظميون، لكن للأسف وقعوا تحت بند العقاب الجماعي، وفي هذه الأيام الرمضانية هناك تضييق على حركتهم، وعشرات من الأبرياء دخلوا السجون ظلما، ويلاقون أنواع العذاب».

وبشأن انطباع أهل المنطقة عن الوضع السياسي، قال: «إن أغلب الشرائح القريبة مني باتت يائسة من سير العملية السياسية، حيث إنها لا تشعر بأنه سيكون هناك تغيير كبير»، وقال: «للأسف، بات العراقيون يشطبون يومهم، ويقولون: الله كريم». وتابع: «لا أعتقد أن اثنين من العراقيين يتفقان على أن السنوات السبع السابقة كانت جيدة، وعلى الرغم من أن الوضع قبل تلك السنوات (أي في زمن النظام السابق) كان سيئا، وكان العراقيون يحلمون بالتغيير، فإن السبع سنوات العجاف التي مرت علينا حتى الآن، جعلت العراقيين يحلمون بالعودة إلى تلك السنوات المرة».

وحول المشكلات التي تسببت فيها سيطرة ميليشيات على مساجد في مناطق مختلفة، قال الشيخ عبد الستار: «إن مساجدنا، وبسبب الفتنة الطائفية، فقدت الكثير من روادها؛ إما لأنهم قتلوا، أو هجروا عن ديارهم، كما أن بعض الذين اعتقلوا أصبح لديهم رد فعل وخوف من التردد على المساجد، هناك الكثير من المساجد ما زالت إلى الآن فارغة أو مغلقة مع الأسف الشديد، بل إن هناك مساجد في قلب بغداد تحولت إلى مطاعم».

من ناحية ثانية، يرى الشيخ عبد الستار أن موقع الإسلاميين في العراق تراجع كثيرا، وقال: «إن الإسلاميين، سنة وشيعة، للأسف الشديد، نفذوا مشروعهم بطريقة بائسة، ولا نقول إن الإسلام فشل، بل الذين ادعوا حمل الإسلام فشلوا، واقع الحياة أثبت هذا الشيء، لذلك الناس انفضت من حولهم، ومع الأسف الشديد الشارع عموما بدأ يعتقد أن الإسلاميين لا يملكون حلا للمشكلة».