حرائق روسيا تقترب من مركز نووي وأوباما يعد بإرسال مساعدات للإخماد

الأمطار تخفف وطأة الحر.. والرياح تدفع الدخان وتوصله حتى كازاخستان

TT

أبلغ الرئيس الأميركي، باراك أوباما، نظيره الروسي، ديمتري ميدفيديف، أن الولايات المتحدة سترسل معدات لمكافحة الحرائق التي تجتاح روسيا. وأوضح البيت الأبيض في بيان أمس أن أوباما قال لميدفيديف خلال مكالمة هاتفية إن «الولايات المتحدة تستجيب لطلب روسيا بالحصول على مساعدة فنية لمكافحة الحرائق». وأضافت الرئاسة الأميركية أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ووزارة الدفاع والمصلحة الفيدرالية لحماية الغابات وولاية كاليفورنيا «تعمل على حشد التجهيزات والوسائل الجوية لمكافحة الحرائق من أجل مساعدة روسيا» في هذه الأزمة. لكن مسؤولا أميركيا كبيرا أوضح أن الولايات المتحدة لن ترسل فرق إطفاء إلى روسيا، وقال، طالبا عدم كشف اسمه، إن «هذه المساعدة لا تتضمن (إرسال) رجال إطفاء، إذ إن روسيا لم تقدم طلبا بهذا الشأن». وقال المسؤول أيضا إن الولايات المتحدة ستقدم بناء على طلب السلطات الروسية تجهيزات لمكافحة الحرائق من بينها «ملابس واقية وخزانات ماء ومضخات محمولة». وباتت الحرائق تهدد مركز ساروف النووي الروسي على بعد 500 كلم شرق موسكو مع اشتداد حدة النيران، في حين طرأ تحسن طفيف على الوضع في العاصمة الروسية بعد هطول أمطار غزيرة ليلا. وأعلنت وزارة الحالات الطارئة امتداد الحريق الذي شب في محمية طبيعية قرب مركز ساروف النووي الروسي في منطقة نيجني نوفغورود. وقالت الوزارة في بيان إن «الحريق الذي نشب قبل يومين في الجزء الشرقي من المحمية الطبيعية، حيث ضربت صاعقة أشجار صنوبر، يتقدم وبات يشكل خطرا». لكنها لم توضح المسافة التي تفصل بين الحريق والمنشآت التي تصنع فيها خصوصا رؤوس نووية. ويكافح نحو 2600 شخص الحرائق التي تهدد منذ الثالث من أغسطس (آب) الحالي هذه المنطقة التي يعيش فيها ثمانون ألف ساكن وأغلقت تماما باستثناء من لهم تراخيص خاصة بسبب النشاطات الحساسة التي تجري فيها. وكانت السلطات أكدت أنها أخلتها من المواد المشعة والمتفجرات قبل أن تقول إن الخطر قد زال وإنها أعادت تلك المواد إلى المركز الذي بات يعمل بشكل عادي. كذلك هددت الحرائق موقعين حساسين هما: مركز «مياك» لإعادة معالجة النفايات النووية، ومركز «سينجينسك» للمواد الانشطارية، الواقعان على بعد ألفي كلم شرق موسكو في الأورال، لكن الوضع بات تحت السيطرة.

وفي موسكو، وبعد ستة أسابيع من القيظ الشديد بصورة لم تشهد لها مثيلا، هطلت أمطار غزيرة على العاصمة الروسية الليلة قبل الماضية، فأنعشت الهواء فيها، لكن هيئة الرصد الجوي توقعت أن تتجاوز الحرارة الثلاثين درجة مجددا. وأسهمت الرياح في دفع سحابات الدخان المنبعثة من أعشاب المستنقعات المحترقة بعيدا عن موسكو التي لوثت هواءها لعدة أيام.

في غضون ذلك، قالت وزارة الطوارئ في كازاخستان، أمس، إن دخان الحرائق الهائلة في روسيا انتشر في المناطق الشمالية من كازاخستان لكنه لا يشكل خطرا فوريا على السكان. وصرح الدور رايمبيكوف، وهو متحدث باسم الوزارة، أن الدخان الأسود وصل إلى مدينة كوستاناي الواقعة على بعد مائة كيلومتر عن الحدود مع منطقة تشليابينسك الروسية.