«ويكيليكس» يعد بنشر 15 ألف وثيقة جديدة حول أفغانستان

البنتاغون: الاستمرار في نشر الوثائق «منتهى اللامسؤولية»

TT

يعتزم موقع «ويكيليكس» نشر 15 ألف وثيقة سرية جديدة حول الحرب التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان، على الرغم من تحذير وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، من أن هذه الوثائق المسربة ستكون لها «عواقب وخيمة» على الجنود الأميركيين، كما أنها قد تضر بعلاقة الولايات المتحدة مع حلفائها في المنطقة. وقال جوليان أسانغ، مؤسس ومدير الموقع المختص بنشر معلومات استخباراتية، في تصريحات في العاصمة البريطانية لندن أول من أمس: «نحن الآن في نصف الطريق لإتمام ذلك»، في إشارة إلى عملية نشر الوثائق السرية الجديدة، التي وصفها بأنها «عملية مكلفة للغاية». وأكد أسانغ خلال مؤتمر صحافي نقلت وقائعه في لندن عبر الفيديو أن موقعه يستعد لنشر هذه الوثائق على الرغم من الطلب الذي وجهه إليه البنتاغون الأسبوع الماضي لجهة تسليمه آلاف الوثائق التي سبق له نشرها وعدم نشر أية وثائق أخرى تتعلق بالحرب في أفغانستان. وقال: «حتى الآن وصلنا إلى سبعة آلاف وثيقة»، من دون أن يكشف عن الموعد المقرر لنشرها. وردا على سؤال حول ما إذا كان موقعه يعتزم الاستمرار في نشر هذا الوثائق، قال: «طبعا». وأضاف: «حتى اللحظة لم نتلق أي مساعدة، على الرغم من طلباتنا المتكررة، سواء من جانب البيت الأبيض أو من جانب البنتاغون». وكان المتحدث باسم «ويكيليكس» في ألمانيا دانيال شميت أعلن لموقع «ذي ديلي بيست» أن مجموعته تريد الحصول على مساعدة البنتاغون لإزالة أسماء مدنيين أفغان من وثائق سرية تعتزم نشرها وقد يشكل بقاء هذه الأسماء فيها تهديدا لأصحابها. غير أن البنتاغون رد يومها بنفي أن يكون «ويكيليكس» قد تقدم إليه بطلب للمساعدة حول الوثائق السرية الـ15 ألفا الإضافية. وتعليقا على تصريح مؤسس «ويكيليكس»، جدد المتحدث باسم البنتاغون جيف موريل أول من أمس دعوته أسانغ إلى أن «يسحب من موقعه جميع الوثائق المسروقة». وأضاف أنه في حال عمد «ويكيليكس» فعلا إلى نشر وثائق جديدة على الرغم من تحفظات البنتاغون و«مخاوفه» حيال «الأذى» الذي يمكن لهذه الوثائق أن «تلحقه بحلفائنا وبالمدنيين الأفغان الأبرياء، نكون عندها قد بلغنا قمة اللامسؤولية».

وكان موقع «ويكيليكس»، الذي تأسس عام 2006 ويتخصص في الاستخبارات، نشر في 25 يوليو (تموز) قرابة 92 ألف وثيقة سرية تلقي الضوء على الحرب في أفغانستان وتكشف معلومات سرية تتعلق، خاصة، بالضحايا المدنيين والعلاقات المفترضة بين باكستان والمتمردين. وأثار نشر هذه الوثائق استنكارا شديدا من قبل البيت الأبيض والبنتاغون وكابل.

وكانت قيادة الجيش الأميركي قد شنت هجوما عنيفا على مدير موقع «ويكيليكس»، وقالت إن يديه قد «تتلطخان بالدماء» جراء الخطر الذي يترتب على عمله. وقال غيتس إن الوثائق تهدد بفضح التكتيكات القتالية والأساليب الاستخباراتية التي تتبعها القوات الأميركية في أفغانستان، الأمر الذي قد يعرضها لمزيد من الأخطار، متعهدا بمراجعة سياسة تصنيف الوثائق لمنع وصول المعلومات السرية إلى أشخاص غير مصرح لهم بذلك.

وأقر غيتس بإمكانية وجود آلاف الوثائق الإضافية التي قد يكشفها الموقع خلال الأيام المقبلة، وأضاف أن الولايات المتحدة لديها «التزام أخلاقي» بحماية أرواح كل الذين قد يتعرضون للخطر، جراء ورود أسمائهم في الملفات المسربة.