مصادر «بعبدا» لـ «الشرق الأوسط»: الرئيس سيعرض تصوره لتسليح الجيش وبلورة الخطة في مجلس الوزراء

خبير عسكري: قوة الجيش في من يقف خلفه

TT

من المتوقع أن يحضر تصوّر الرئيس اللبناني ميشال سليمان بشأن تسليح الجيش اللبناني، على خلفية الدعوة التي وجهها من الجنوب السبت الماضي، على طاولة مجلس الوزراء اللبناني في اجتماعه الأسبوع المقبل. وأكدت مصادر الرئاسة اللبنانية لـ«الشرق الأوسط» أمس أن «الرئيس سليمان يحضر تصوره لخطة من أجل تسليح الجيش اللبناني، على أن تتم بلورتها على طاولة مجلس الوزراء». وأوضحت المصادر أن بلورة الخطة محصورة في الوقت الراهن بمجلس الوزراء، لافتة إلى أنه لم يبحث بعد إذا ما كان الموضوع سيطرح على طاولة هيئة الحوار الوطني التي تجتمع في التاسع عشر من الشهر الحالي.

وكانت الدوائر المعنية في القصر الرئاسي في بعبدا تلقت منذ السبت الماضي عشرات الاتصالات من أشخاص مقيمين ومغتربين عبروا عن رغبتهم في التبرع لحملة تسليح الجيش. ووفقا لمصادر بعبدا، فإن الاتصالات الواردة «لا تزال في إطار إبداء الرغبة والاستعداد للمساعدة من دون أن يتم البدء في عملية جمع التبرعات، في انتظار وضع الآلية على طاولة مجلس الوزراء».

وشكلت خطة تسليح الجيش والأوضاع الأمنية في الجنوب محور لقاء الرئيس سليمان بقائد الجيش العماد جان قهوجي، حيث تم عرض المراحل التي قطعها إعداد خطة التسلح، تمهيدا لرفعها إلى مجلس الوزراء لإقرارها، بموازاة النداء الذي أطلقه الرئيس سليمان، من أجل حملة تبرعات لبنانية وعربية ودولية تهدف إلى تسليح الجيش.

وفي حين علم قهوجي من القائم بأعمال السفارة الأميركية توماس دوتون «استمرار الإدارة الأميركية في تقديم الدعم للجيش اللبناني»، أشاد المنسق الخاص للأمم المتحدة لدى لبنان مايكل ويليامز بزيارة سليمان الأخيرة إلى الجنوب، وأطلعه على التنسيق القائم بين الجيش اللبناني والـ«يونيفيل» في إطار تطبيق القرار 1701 من الجانب اللبناني.

وتعليقا على «الصرخة» التي أطلقها سليمان من الجنوب لتسليح الجيش اللبناني، وضع الخبير العسكري العميد المتقاعد وهبي قاطيشا، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، دعوة سليمان في إطار «الصرخة الوجدانية إلى كل من ينتقد الجيش ويعتبره عاجزا عن التصدي من أجل الدفاع عن الوطن، فهو يقول لهم تفضلوا وساهموا في تسليح الجيش». واعتبر أن «أحداث العديسة أثبتت أن الجيش كان حاضرا في أول محاولة تعدّ على السيادة للتصدي للعدو الإسرائيلي».

وانتقد «كل المحاولات التي شهدتها المرحلة السابقة لتشويه دور الجيش اللبناني»، مشددا على أن «قوة الجيش في من يقف وراءه وليس في سلاحه». وأضاف: «إذا كان في حوزة الجيش بارودة ورشاش و(آر بي جي)، ووراءه دولة وشعب موحدان فهو قوي، وإذا كانت لديه مدافع ودبابات وخلفه شعب مقسوم، فلن يكون قويا». من جهته، أكد القائد العام لـ«اليونيفيل» الجنرال ألبرتو أسارتا حفاظه على «التزامه الراسخ بالعمل بالتكاتف مع الجيش اللبناني والتنسيق الوثيق معه لأنشطتنا كافة». ورأى خلال حفل تكريمي أقامه الجيش اللبناني بمناسبة عيده الـ65 في الجنوب، أنه منذ انتشار الجيش جنوب نهر الليطاني غداة حرب 2006 «أصبح التعاون الوثيق بين (اليونيفيل) والجيش اللبناني حجر الزاوية في تنفيذ الأنشطة الموكلة إلينا». ولفت إلى أن «حفظة السلام في (اليونيفيل) لن يتوانوا البتة عن بذل قصارى جهدهم للمساعدة على تحسين شروط حياة سكان الجنوب اللبناني».

وقال رئيس الأركان في الجيش اللبناني اللواء شوقي المصري إنه «بفضل الدماء والتضحيات، استطاع الجيش أن يصون وحدة البلاد في أوج الأحداث الأليمة التي عصفت بها، مشكلا جسر تواصل بين اللبنانيين، على اختلاف انتماءاتهم الفئوية والطائفية والمناطقية، ومرجعية وطنية موثوقة يلوذ بها الجميع عند كل منعطف خطير». وأوضح أن «الملحمة البطولية التي سطرها الجيش بالأمس القريب، ضد العدو في منطقة العديسة الحدودية، أظهرت بشكل لا لبس فيه، عزم الجيش على القيام بواجبه الدفاعي بكل الإمكانات ومهما بلغت التضحيات، كما أكدت للقريب والبعيد، تمسك الجيش بكل شبر من تراب لبنان، وأن لا مكان في قاموسه الوطني لحرية مبتورة أو كرامة مجتزأة أو سيادة منقوصة».