الصومال: تجدد المعارك بين قوات إقليم بونت ومتشددين شمال شرقي البلاد

سجن صحافي 6 سنوات بتهمة بث حوار مع زعيم الجماعة المسلحة

إثنان من حراس السواحل في ولاية بونت لاند الصومالية أثناء مشاركتهما في دورية بحرية في ميناء مدينة بوصاصو لمطاردة القراصنة (رويترز)
TT

تستمر المعارك بين قوات أمن بونت لاند ومسلحي جماعة إسلامية متشددة في المرتفعات الجبلية «غال غالا» التي تبعد نحو 40 كلم جنوب مدينة بوصاصو العاصمة التجارية لإقليم بونت بشمال شرقي الصومال. وأكد وزير الأمن في حكومة بونت يوسف أحمد خيري أن قواته قتلت أكثر من 12 مقاتلا من المتمردين الإسلاميين، وأنها استولت على معظم معاقل المسلحين التي كانوا يتحصنون فيها، على حد تعبيره. واعترف الوزير بسقوط 5 من جنود بونت، وجرح 7 آخرين.

إلا أن قائد هذه الجماعة الإسلامية المتمردة ويدعى الشيخ «محمد سعيد أتم» قال إن قواته حققت نصرا عسكريا في القتال، وإنها استعادت عددا من المناطق التي سيطرت عليها قوات حكومة بونت خلال الأيام الأخيرة. وذكر سعيد أتم أن الحرب في المنطقة ستستمر حتى يخرجوا منها قوات بونت، وأضاف «هدفنا هو تطبيق الشريعة في الإقليم تمهيدا لإقامة نظام إسلامي شامل في المنطقة». وكانت قوات بونت قد شنت هجوما على المنطقة قبل أيام للحيلولة دون تحولها إلى ملاذ آمن لجماعات إسلامية مسلحة.

إلى ذلك، نفى رئيس الهيئة العامة للمعادن في إقليم بونت لاند المهندس عيسى محمود أي تورط أو علاقة هيئته بمعارك جبال غال غالا التي دارت مؤخرا بين قوات حكومة بونت والميليشيات التابعة للقائد الإسلامي الشيخ محمد سعيد أتم. وفي مؤتمر صحافي عقده رئيس هيئة معادن بونت عيسى محمود في مدينة جاروي (العاصمة الإدارية للإقليم) ردا على اتهامات وجهت لهيئته بأنها كانت وراء إشعال المعارك في غال غالا، حيث كانت تسعى لاستكشاف معادن وبترول في الوديان والسهول القريبة من مرتفعات غال غالا بالتعاون مع شركات أجنبية للتنقيب عن البترول، لطرد المسلحين الإسلاميين منها، نفى ذلك بشدة، وقال «لا أساس لتلك الاتهامات من الصحة». وكانت أطراف مختلفة قد اتهمت هيئة معادن بونت بأنها هي التي دفعت قوات بونت للهجوم على المنطقة، لإخراج المسلحين الإسلاميين منها.

ومن جهته، قال حاكم إقليم بونت عبد الرحمن فارولي بأن حكومته لن تتفاوض مع الجماعة الإسلامية المتشددة التي يقودها الشيخ محمد سعيد أتم، وتتحصن في جبال غال غالا القريبة من مدينة بوصاصو. وأضاف فارولي الذي كان يتحدث أمس في مدينة جاروي (العاصمة الإدارية لإقليم بونت لاند) إن حكومته تفضل اللجوء إلى القوة العسكرية للقضاء على تلك المجموعات. وجدد فارولي اتهامه بأن محمد سعيد أتم وكيل حركة الشباب في مناطق بونت لاند.

وجاءت تصريحات فارولي بعد ما عرض سلاطين وشيوخ العشائر في إقليم «سناغ» التوسط بين الحكومة وجماعة سعيد أتم لتفادي مزيد من الحرب في الإقليم. وكان سعيد أتم قد حث السكان المحليين والميليشيات القبلية ورجال الأعمال في المنطقة على حمل السلاح ومقاتلة سلطات بونت.

وقالت مصادر مطلعة إن الحكومة الانتقالية زودت سلطات إقليم بونت لاند بأسلحة وذخيرة لمساعدتها في حربها ضد الميليشيات المرتبطة بحركة الشباب التي يقودها الشيخ محمد سعيد أتم. وكانت طائرة تحمل شحنة عسكرية وصلت مساء أمس إلى مطار مدينة جاروي عاصمة إقليم بونت. ولم تعلق الحكومة بشكل رسمي على كمية الأسلحة التي أرسلتها لإقليم بونت، كما أن سلطات بونت لم تعلق هي الأخرى على هذه الأسلحة التي أرسلتها الحكومة الانتقالية.

من جهة أخرى أصدرت المحكمة العليا في مدينة بوصاصو بإقليم بونت أمس حكما بالسجن لمدة 6 سنوات، وغرامة مالية تبلغ 600 دولار بحق صحافي صومالي يدعى «عبد الفتاح جامع ميري» وهو مدير إذاعة «هورسيد ميديا» المستقلة، التي مقرها مدينة بوصاصو، وذلك بسبب بث إذاعته مقابلة مع زعيم الجماعة الإسلامية المتشددة التي تخوض حربا ضد حكومة إقليم بونت، الشيخ محمد سعيد أتم.

وكانت قوات الأمن في بونت قد داهمت مساء أمس مقر الإذاعة، بعدما بثت مقابلة مع القائد المتشدد محمد سعيد أتم الذي يقود مسلحين يتحصنون في المرتفعات الجبلية جنوب مدينة بوصاصو. واقتادت القوات عددا من موظفي الإذاعة، إلا أنه تم الإفراج عنهم في وقت لاحق باستثناء مديرها جامع ميري الذي قضت عليه المحكمة أمس بالسجن لمدة 6 سنوات. ودافع وزير الإعلام في حكومة بونت عبد الغني صلاد عن قرار المحكمة، وقال «إن جامع ميري يستحق هذه العقوبة»، ودفع لانتهاكه قانون مكافحة الإرهاب في بونت. وأضاف «هذا لا يعني أننا ضد حرية الصحافة، علينا مسؤولية لوقف كل ما من شأنه أن يقوض أمن دولة بونت».