محافظات جنوب العراق تسعى لإضافة مناطق الأهوار إلى قائمة المحميات الدولية

مسؤول محلي: الأمم المتحدة ستصبح ملزمة بضمان حصص مائية كافية لها

أفراد عائلة أمام كوخهم في هور قرب البصرة (أ.ف.ب)
TT

في الوقت الذي يعاني فيه المواطن العراقي في أهوار جنوب العراق (أهوار البصرة وميسان وذي قار) من ضنك العيش وانتشار البطالة مع قله الزراعة والصيد وجفاف أغلب المسطحات المائية، تسعى الحكومات المحلية في محافظات الجنوب، حسب تصريحات مسؤولين فيها لـ«الشرق الأوسط»، لإدخال الأهوار ضمن المحميات الطبيعية الدولية بالاتفاق مع منظمة اليونسكو ومنظمات عالمية أخرى.

وقال عضو لجنة إنعاش الأهوار في مجلس ذي قار(375 كلم جنوب بغداد) جميل يوسف إن «هناك تنسيقا بين محافظات جنوب العراق لإدخال أهوار المنطقة الجنوبية ضمن المحميات الدولية التي تقدر بـ892 محمية منتشرة في أنحاء متفرقة من العالم»، مضيفا أن «الأمر سيسهم في إلزام الأمم المتحدة بتخصيص حصص مائية كافية لمناطق الأهوار بالإضافة إلى إمكانية جعلها مناطق سياحية».

من جانبه، كشف رئيس لجنة إنعاش الأهوار في مجلس محافظة ذي قار حسن الأسدي أن الإجراءات متواصلة لإضافة أهوار جنوب العراق ضمن مواقع التراث العالمي. وقال إن «الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي كانت قد شكلت في وقت سابق لجنة لمتابعة الموضوع»، مبينا أن اللجنة مؤلفة من وزارة البيئة ووزارة الدولة لشؤون الأهوار ووزارة الثقافة والأمانة العامة لمجلس الوزراء ورؤساء لجان إنعاش الأهوار بمجالس محافظات البصرة والناصرية والعمارة وأنها «اطلعت على تجربة رومانيا المشابهة للتجربة العراقية من خلال زيارة أهوار رومانيا والتعرف عن كثب على آلية تسجيل الأهوار ضمن مواقع التراث العالمي وذلك من خلال زيارة القرى الأهوارية هناك».

وكانت الأهوار موطنا للسومريين، الذين يعدون أول من سكنها وكان القصب والنخيل يغطيان المنطقة قبل السومريين بآلاف السنيين وهناك العديد من البحوث التي تشير إلى أن الأهوار موجودة منذ نهاية العصر الجليدي الأخير قبل 20 ألف عام. كما تعتبر أهوار جنوب العراق من أوسع مناطق الأهوار وأقدم مأوى طبيعي في العالم ولها دور بيئي كبير في إيواء الطيور المستوطنة والمهاجرة والمحافظة على أنواعها.

وفي محافظة ميسان (380 كلم جنوب شرقي بغداد) ثمة مشروع لتغذية الأهوار الشرقية والغربية في المحافظة بعد أن انخفضت فيها مناسيب المياه بسبب شحة المياه الواصلة إليها من نهر دجلة لغرض إعادة الحياة لها من جديد. وأوضح رئيس لجنة إنعاش الأهوار في مجلس محافظة ميسان جاسب كاظم أن «محافظة ميسان وضمن خطتها لإنعاش الأهوار قامت بفتح منفذ جديد لغمر الأهوار الشرقية الممتلئة بهور الحويزة بعد أن وصلت بعض المناطق فيها إلى مستوى الجفاف»، مشيرا إلى أن هوري «الجدي» و«الصحين» تمت تغذيتهما بالمياه أيضا والهدف من ذلك هو محاوله إعادة الحياة في الهورين إلى ما كانت عليه سابقا، موضحا أن « لجان إنعاش الأهوار في محافظات جنوب العراق تقوم حاليا بكتابة تقرير يتضمن كل البيانات والمعلومات حول الأهوار لبحثها من قبل المنظمات العالمية».

من جانبها، قالت عضو لجنة إنعاش الأهوار في مجلس محافظة البصرة ناطقة العطوان إن مجلس محافظة البصرة يستعد حاليا وبشكل مكثف لإعداد متطلبات ضم الأهوار إلى اتفاقية التراث العالمي وبصدد تنظيم عدد من الندوات «للتعريف بأهمية هذا المشروع وإعداد مفردات الخطة الواجب اتباعها مع اللجنة الوطنية المكلفة بمتابعة الموضوع مع المنظمات العالمية».

وكانت مساحة أهوار جنوب العراق مع ما يتخللها من مدن وأراض زراعية أو صحراوية تقدر بما بين 15 ألف إلى 20 ألف كيلومتر وكان عدد سكانها 500 ألف نسمة قبل تجفيفها. لكن مساحتها تقلصت إلى نحو عشر حجمها السابق، ثم عادت إليها الحياة بعض الشيء بعد عام 2003.