الشرطة الإسرائيلية تحقق مع الناطق بلسان الجيش حول تسريب وثيقة مزيفة ضد مرشح لرئاسة الأركان

تطور جديد في حرب الجنرالات

TT

في تطور جديد يعمق الصراعات الشخصية المعروفة باسم «حرب الجنرالات» في قيادة الجيش الإسرائيلي، استدعت الشرطة الناطق بلسان الجيش، العميد آفي بنيهو، ثلاث مرات للتحقيق معه، للاشتباه في أنه المصدر الأساسي لكشف الوثيقة التي تبين أن الجنرال يوآف غالانت، المرشح الأقوى لرئاسة أركان الجيش، يدير حملة لتشويه سمعة رئيس الأركان، غابي اشكنازي، ونائبه بيني غينتس، لكي يصبح المرشح الوحيد للمنصب.

وذكرت مصادر في الشرطة أن بنيهو معروف بعلاقاته الوثيقة مع الصحافي أمنون أبراموفتش، الذي كشف عن تلك الوثيقة. وأنه منذ عدة شهور يستخدم هذه العلاقات لبث أنباء كثيرة وبشكل منهجي لتشويه سمعة غالانت وللطعن في وزير الدفاع، إيهود باراك، وتخريب العلاقات بين رئيس أركان الجيش والوزير باراك. ومع أن بنيهو ينفي أن التحقيق معه يتم تحت التحذير بصفته مشبوها بعمل جنائي، فإن مصادر الشرطة تصر على أنه مشتبه فيه. وتقول إن التحقيق بدأ يتشعب لدرجة خطيرة للغاية. وإنه «في نهاية التحقيق، سيجد أكثر من ضابط كبير في الجيش أنفسهم داخل قفص الاتهام».

ويلاحظ أن أبرز 3 مؤسسات إعلامية تجارية مستقلة في إسرائيل، هي صحيفتا «يديعوت أحرونوت» و«معاريف» والقناة التلفزيونية الثانية، تقف في جبهة واحدة ضد اختيار غالانت لرئاسة الأركان. وكتب المحرر السياسي في «معاريف» بن كاسبيت، أول من أمس، أن اختيار غالانت لهذا المنصب هو كارثة لإسرائيل. وراح يعدد الصفات التي تجعل غالانت غير ملائم للمنصب فأشار إلى أنه مقرب من رجال الأعمال ويحب الحفلات ويسرب معلومات للصحافة، كاشفا في هذا المجال عن أنه، أي غالانت، كان مصدرا للكثير من الأنباء السرية التي نشرها في الماضي ومغامرا وليس صاحب رأي، بل يعرض آراءه وفق الأكثرية. وضرب مثلا على ذلك بالقول إن غالانت أدار معركة مع الحكومة خلال الحرب الأخيرة على غزة لكي لا يدخل قواته البرية إلى القطاع، موضحا أن الأمر يعتبر مغامرة مكلفة، ولكنه عندما انتهت الحرب ورأى أن اليمين المسيطر في إسرائيل يؤيد اجتياح غزة، راح يدعي أنه حاول إقناع الحكومة بضرورة الاجتياح لإسقاط حكم حماس ولكن هذه القيادة استجابت لطلب اشكنازي ورفضت السماح له بالاجتياح.

ويرى المقربون من الجنرال غالانت أن تطورات القضية تعمل في صالحه، حيث إن «أولئك الذين يديرون حربا ضد غالانت لمنع اختياره رئيسا للأركان، وقعوا في عدة أخطاء». وعندما سئلوا عن هوية هؤلاء «المتغطرسين»، قالوا: «إنهم في الأساس صحافيون يفهموم وظيفتهم بشكل خاطئ ويحسبون أن مسؤوليتهم تتعدى حدود التحقيق الصحافي ونشر المعلومات وأن هذه الوظيفة تتيح لهم أن يديروا الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي». وهاجموا الصحافيين الثلاثة البارزين الذين يقودون الحملة، وهم: بن كاسبيت في «معاريف» وناحوم بارنياع في «يديعوت أحرونوت» وأمنون أبراموفتش في القناة الثانية، بأنهم «محترفو كذب».

يذكر أن هذه الحرب أدت إلى تعطيل خطة باراك لتعيين رئيس أركان جديد للجيش مكان غابي اشكنازي، الذي سينهي دورته في فبراير (شباط) المقبل. فقد أصدر المستشار القضائي للحكومة، يهودا فاينشتاين، أمرا بتجميد إجراءات الوزير إلى حين ينتهي التحقيق في الوثيقة التي نسبت إلى غالانت. وحسب مصادر الشرطة، فإن تشعب التحقيق قد يطيل مدته لعدة أسابيع، ما قد يضطر باراك إلى تمديد فترة اشكنازي، وهو آخر ما كان يحلم به.

وينقسم الإسرائيليون على أنفسهم في هذه الحرب، مع باراك وغالانت، أو مع اشكنازي وغينتس، ولكنهم متفقون على أن هذه الحرب تسيء للجيش الإسرائيلي بعد أن كان المؤسسة الأشد تقديرا واحتراما في نظر المواطنين. وأكثر من ذلك، فهناك من يعتقد أن الصراع يمس بقدرات الجيش الإسرائيلي ويعرقل برامج تطويره ويخرب خطته العسكرية وتدريباته عليها.