طهران غداة إعلان قرب تدشين «بوشهر» بمساعدة روسيا: لن نثق في الغرب لتزويدنا بالوقود

نائب إيراني بارز: سنستمر في تخصيب اليورانيوم.. وعلى البيت الأبيض زيادة معلوماته النووية

TT

أكدت طهران أمس أن تشغيل محطة بوشهر النووية بعد إعلان روسيا عن تزويدها بالوقود لا علاقة له بتخصيب اليورانيوم، مؤكدة أنها ستستمر في عملية التخصيب وأنها «لا تثق» في الغرب لتزويدها بالوقود لتشغيل منشآتها النووية.

وجاءت التعليقات الإيرانية ردا على تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض الذي قال إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليست في حاجة لتخصيب اليورانيوم بوجود محطة بوشهر فيها. وكانت روسيا قد أعلنت أول من أمس عن أنها ستبدأ في شحن وقود أول محطة نووية في إيران في 21 أغسطس (آب) لتشغيل مفاعل بوشهر الذي سيزود المدن الإيرانية بالطاقة الكهربائية.

وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي علاء الدين بروجردي إن على «المتحدث باسم البيت الأبيض زيادة معلوماته النووية»، موضحا أن وقود محطة بوشهر لا يرتبط بموضوع تخصيب اليورانيوم.

ونقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية عن بروجردي أن «وقود محطة بوشهر نقله الروس إلى إيران قبل عامين، والآن فإن الوقود في مرحلة ضخه بالمحطة حيث أعلن هؤلاء التزامهم بإكمال هذا المشروع منذ البداية».

وأضاف قائلا إن «نواب الشعب في مجلس الشورى الإسلامي ألزموا الحكومة بإنتاج 20 ألف ميغاواط كهرباء من الطاقة النووية، وهذا يعني إنشاء 20 محطة نووية أخري، ولذا فإن الخبراء الإيرانيين يعكفون حاليا على توفير الوقود لهذه المحطات».

واستطرد بروجردي قائلا إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبناء على المادة الرابعة من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية لها الحق في تخصيب اليورانيوم الذي يتم في إطار القوانين الدولية‌».

وشدد بروجردي على أن «إيران لن تثق في الغرب لتوفير الوقود» في إشارة إلى موسكو، مؤكدا أن «الغربيين أثبتوا أنه لا يمكن التعويل عليهم والاطمئنان لهم في موضوع مفاعل طهران للبحوث. ولذا، فقد بادر الخبراء الإيرانيون إلى التخصيب بنسبة 20 في المائة».

وكان المتحدث باسم الرئاسة الأميركية قد قال إن إعلان موسكو يثبت أن إيران «ليست في حاجة إلى امتلاك قدرة على التخصيب إذا ما كانت نواياها، كما تقول، (تطوير) برنامج نووي سلمي».

وأضاف روبرت غيبس أن استخدام الوقود النووي الروسي «يظهر أنه إذا كان الإيرانيون صادقين بشأن الطبيعة السلمية لبرنامجهم، فإنه يمكن تلبية حاجاتهم من دون الخوض في برنامج تخصيب خاص بهم، مما يطرح السؤال عن دوافعهم».

وجاءت تصريحات غيبس بالتزامن مع تصريحات الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي مايك هامر الذي كان قد اعتبر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن تزويد مفاعل بوشهر بالوقود لا يشكل تهديدا في تطوير برنامج إيران النووي، مؤكدا أن «دعم روسيا لبوشهر يؤكد على أن إيران ليست في حاجة إلى قدرة محلية لتخصيب اليورانيوم إذا كانت نواياها سلمية بحتة».

كما دعا إيران إلى الالتزام «بالقواعد والممارسات الدولية المعترف بها لضمان التشغيل السليم للمنشأة بموجب ضمانات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، لكنه أكد في الوقت ذاته أنه «يجب عدم الخلط بين رأينا حول مشروع بوشهر مع قلق العالم الأساسي حول نوايا إيران النووية الكلية، خاصة سعيها لتخصيب اليورانيوم، وانتهاك إيران المتعمد لالتزاماتها الدولية».

وتشتبه الولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية في سعي إيران لامتلاك السلاح الذري تحت ستار برنامجها النووي، بينما تنفي إيران ذلك مؤكدة أن برنامجها محض مدني.

وفرض مجلس الأمن الدولي على طهران في التاسع من يونيو (حزيران) الماضي مجموعة رابعة من العقوبات لإرغامها على وقف نشاطات تخصيب اليورانيوم، وعلى الأثر أقرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات أحادية استهدفت قطاعي المصارف والطاقة الإيرانيين.

يذكر أن وقود اليورانيوم المستخدم في بوشهر مخصب بدرجة منخفضة جدا بحيث لا يمكن استخدامه لتصنيع أسلحة نووية. وأن إيران كانت قد أنتجت اليورانيوم مسبقا بهذه الدرجة نفسها وهي 3.5 في المائة.

وتقول روسيا إن مفاعل بوشهر النووي يخضع للرقابة الدولية، كما أكدت أن إيران وقعت تعهدا بإعادة شحن مخلفات وقود اليورانيوم من مفاعل بوشهر إلى روسيا لإعادة معالجته، مستبعدة أي احتمال لاستخدامه في إنتاج أسلحة نووية.