باكستان: المساعدات تصل ببطء وسط تزايد الاحتجاجات ضد الحكومة

الأمم المتحدة تعلن توفير نحو نصف الأموال الضرورية للإغاثة

TT

فيما أعلنت الأمم المتحدة أمس أنه تم توفير نحو نصف الأموال الضرورية لعمليات الإغاثة الأولية لباكستان بعد كارثة الفيضانات الأخيرة، كشفت باكستان أنها تلقت نحو 385 مليون دولار من المساعدات الدولية.

ويواصل المجتمع الدولي الاستجابة لنداء الأمم المتحدة التي طلبت الأسبوع الماضي جمع 460 مليون دولار لتفادي سقوط مزيد من ضحايا الفيضانات بسبب الأوبئة. ووسط بطء وصول المساعدات تتزايد احتجاجات المنكوبين ضد الحكومة الباكستانية.

وأمس، أعلنت المفوضة الأوروبية للمساعدة الإنسانية كريستينا جورجييفا، التي ستتوجه إلى باكستان الاثنين المقبل، أن المفوضية الأوروبية قررت زيادة مساعداتها إلى باكستان من 50 إلى 90 مليون دولار. كما أعلنت الأمم المتحدة أمس، أيضا، أن باكستان تلقت ما يعادل 45% من مجمل المساعدات التي دعت المنظمة الدولية إلى جمعها. وأوضح سفير باكستان في الأمم المتحدة في جنيف زمير أكرم أن بلاده تلقت حتى الآن 301 مليون دولار من المساعدات الثنائية أو عبر الأمم المتحدة.

وكانت وكالات المساعدة أعلنت خلال الأيام الأخيرة أنها عبثا تجاهد في جمع الأموال الضرورية لتقديم المساعدة الطارئة للستة ملايين منكوب الأكثر تضررا، وبينهم الكثير من النساء والأطفال. وأعربت بريطانيا أول من أمس عن أسفها للمستوى «المتدني جدا» من المساعدات، الذي تم جمعه في حينه، والذي عزاه الخبراء إلى «تدهور سمعة» باكستان التي غالبا ما تقرن بالإرهاب، ولأن المانحين قد تمت تعبئتهم بعد زلزال هايتي في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وتوجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم الأحد الماضي شخصيا إلى المناطق المنكوبة، ودعا المجتمع الدولي إلى «الإسراع في إرسال المساعدة للشعب الباكستاني». وبادرت بعدها عدة دول بالإعلان عن مساعدات إضافية إلى باكستان. وبدوره ناشد البابا بنديكتوس السادس عشر المجتمع الدولي أمس تقديم «دعم ملموس» لباكستان، معربا عن «تضامنه الروحي مع كل الذين يعانون من جراء هذه الكارثة».

ومن شمال غرب السند (جنوب) ومرورا بالبنجاب (وسط) يقيم ملايين النازحين في قرى وملاجئ عشوائية أقيمت على طول الطرقات، ويواصل هؤلاء انتقاد بطء التحرك الحكومي. وجرت مظاهرات جديدة أمس بين إسلام آباد وبيشاور (شمال غرب) حيث قطع مئات الناس الطرق مطالبين بمزيد من المساعدات لمواجهة تداعيات الفيضانات التي اكتسحت قراهم.

وعزلت الفيضانات مئات القرى، وقطعت الطرق السريعة والجسور إلى نصفين، وأغرقت مئات آلاف من الماشية. وفي بادرة محتملة لالتقاط الأنفاس قالت السلطات الباكستانية إن هناك مؤشرات على أن الأمطار الموسمية يمكن أن تخف. وقال قمر الزمان تشودري، رئيس هيئة الأرصاد الجوية الباكستانية «لا نستطيع رصد أي نظام جوي متطور يتوقع سقوط أمطار غزيرة. الآن بدأت أعالي الأنهار تعود إلى مستوياتها الطبيعية، لكن في السند قد يستغرق الأمر عشرة أيام أخرى».

وحذرت الأمم المتحدة من أن ما يصل إلى 3.5 مليون طفل ربما يتعرضون لخطر الإصابة بأمراض فتاكة تحملها المياه الملوثة والحشرات في أزمة أضرت بحياة عشر سكان باكستان على الأقل البالغ عددهم 170 مليون نسمة. وأعلنت الأمم المتحدة عن ظهور أولى حالات الإصابة بالكوليرا. وقال علي خان، المتحدث باسم منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو»، إن باكستان قد تواجه نقصا في الطعام إذا فات المزارعين موسم نثر البذور والمقرر أن يبدأ الشهر المقبل.

وفي إسلام آباد، أعلن الممثل الأعلى لمنظمة الصحة العالمية غيدو ساباتينيلي أول من أمس أن عدد القتلى قد «يكون أكبر بكثير» من حصيلة الـ1400 قتيل التي أحصتها الحكومة.