توتر أمني في الأنبار مع اقتراب موعد انسحاب القوات المقاتلة الأميركية

الكتل الأسمنتية تنتشر في شوارع مدن المحافظة تحسبا لتصعيد أعمال العنف

TT

يزداد الوضع الأمني في محافظة الأنبار في غرب العراق توترا مع اقتراب موعد انسحاب القوات القتالية الأميركية من البلاد بنهاية الشهر الحالي، وعادت الحواجز الأسمنتية للظهور بشكل ملحوظ في شوارع مدن المحافظة (مائة كلم غرب بغداد) في الأيام الأخيرة.

وكانت القوات الأميركية قد أزالت في 2008 الحواجز الأسمنتية، التي وضعتها عام 2006 للحد من نشاطات الجماعات المسلحة، لكن السلطات الأمنية عادت لوضعها من جديد في الكثير من الشوارع والتقاطعات، مما تسبب في حالة من الزحام المروري الشديد في شوارع الفلوجة والرمادي، مركز المحافظة.

وقال اللواء بهاء القيسي، قائد شرطة الأنبار، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): إن هذه «الإجراءات الاحترازية الجديدة تعد محاولة لضبط الأوضاع وتقييد حركة الإرهابيين ومنعهم من القيام بأي تحركات تشل الوضع الأمني». وأضاف «تحاول الجماعات الإرهابية أن تشل الوضع الأمني، مستغلة ظروف البلد السياسية، وتأخير تشكيل الحكومة، وهي فترة فعلا حرجة، لكننا لن نتوانى في مواجهة تلك النوايا التخريبية واستهداف حياة الناس بالمحافظة».

وشهدت الأنبار على مدار الأسبوعين الماضيين هجمات استهدفت دوائر رسمية ودوريات للشرطة والجيش في مدينتي الفلوجة والرمادي، أوقعت العشرات من القتلى والجرحى.

وربما شكلت قضية استهداف علماء ورجال الدين، واحدا من أبرز التحديات التي أوقعت قوات الشرطة في حرج أمام الناس، عندما رفضت تعيين حراس من الشرطة للخطباء أو منحهم أسلحة للدفاع عن أنفسهم على خلفية اغتيال عدد من رجال الدين والخطباء، بينهم الشيخ الدكتور إحسان أحمد الدوري، أبرز خطباء مساجد الفلوجة، والشيخ مصطفى فوزي، خطيب مسجد بالفلوجة، ومفتي الأنبار، الشيخ الدكتور عبد العليم السعدي، عندما هاجمه مسلحون بسلاح مزود بكاتم صوت أمام منزله بوسط الرمادي.

وقال عباس علوان البجاري (48 عاما): إن «استهداف العلماء والبارزين في المجتمع يعني بداية مرحلة عنف سوف تشهدها الأنبار، ستبدأ مع رحيل قوات الاحتلال من العراق نهاية الشهر الحالي». وأضاف «للأسف لم نجد، لا من الحكومة المحلية بالأنبار، ولا من المركزية ببغداد، شعورا بما هو مقبل إلينا من وضع خطير».

كما انتقد سكان الأنبار إجراءات إغلاق الشوارع الرئيسية والفرعية بالكتل الأسمنتية. وقال أسامة عبد الكريم (27 عاما) «يبدو أن الشرطة بسبب فشلها في الملف الأمني، أرادت أن تعاقب الناس جميعا، عندما أعادتنا إلى سيادة المحتلين بقطع الشوارع بالكونكريت، وهذه تمثل عقوبة جماعية للأبرياء». وبدوره رأى محمد جلال الأنباري (38 عاما) أن المشكلة تكمن في «دفع بعض الأطراف الدولية، مثل إيران ودول عربية مجاورة، لإبقاء العراق مسرحا للعنف من أجل الضغط على واشنطن ببعض التنازلات.. ولكن النتيجة أن دماء الأبرياء ما زالت تسيل دون سبب».

ومع نهاية الشهر الحالي وبعد سبع سنوات من الحرب، لن يبقى بالعراق سوى خمسين ألف جندي أميركي، لكن مهامهم ستكون مقصورة على المساعدة في التعامل مع التهديدات الإرهابية، مع التركيز على التدريب وتقديم المشورة، وكان الجيش الأميركي قد سلم المسؤولية الأمنية لبعض المواقع، التي كان يشغلها للأجهزة الأمنية والعسكرية العراقية.