كريستوفر هيل: الدور الإيراني دائما غير مساعد في العراق

السفير الأميركي السابق في بغداد يستبعد «انقلابا».. ويقول إن الشعب العراقي يتوقع حكومة قوية

كريستوفر هيل يتحدث في ندوة بـ«معهد الولايات المتحدة للسلام» في واشنطن أمس (أ.ف.ب)
TT

اعتبر السفير الأميركي السابق في العراق كريستوفر هيل أن أي دور إيراني في العراق «ليس مساعدا»، في وقت شدد على أهمية دور المرجع الديني آية الله السيستاني في تقديم النصيحة للقادة العراقيين. وتحدث هيل في مناسبتين خلال اليومين الماضيين عن تصوراته حول العراق ودور واشنطن في تشكيل الحكومة الجديدة إثر عودته من العراق بعد أن خدم 16 شهرا فيها سفيرا، واستعدادا للتقاعد من العمل الدبلوماسي.

وردا على سؤال حول الدور الإيراني في العراق، قال هيل: «أي دور يلعبونه دائما غير مساعد. ويبدو أن الإيرانيين لا يفهمون أنه على المدى البعيد إذا كانوا يريدون علاقة جيدة مع العراق فإن عليهم أن يحترموا السيادة العراقية بشكل أفضل». وامتنع هيل عن الحديث عن الدور الإيراني الحالي في السعي للتأثير على تشكيل الحكومة العراقية، لكنه لفت إلى أنه «ليست فقط إيران المهتمة بالعراق عندما ننظر إلى مصالح دول الجوار». وأضاف: «هناك انتقاد داخل العراق من الأطياف المختلفة مفاده أن دولا أخرى تبدي اهتماما زائدا عن اللزوم بمستقبل بلدهم»، وأضاف: «على الجميع أن يفهم أنه عندما تحل مشكلات (تشكيل الحكومة) ستكون بناء على حلول عراقية وليست حلولا من أي مكان آخر». ونفى هيل أن تكون الولايات المتحدة قد اقترحت شكل الحكومة الجديدة، قائلا: «الولايات المتحدة لا تقدم مقترحات ولم نجلب أفكارا من واشنطن، هناك أفكار عدة في العراق». وأوضح أن من بين هذه الأفكار تشكيل «الهيئة السياسية للأمن الوطني» وإحيائها في الحكومة الجديدة، ليكون هناك «أمين عام» يقودها، ولكنه أوضح أن الأمر لم يحسم بعد.

وعلى الرغم من أن هيل لم يعلق مباشرة حول التشكيلة التي ترغب واشنطن في رؤيتها داخل الحكومة العراقية المقبلة، فإنه قال: «هناك منطق معين لأن تحاول قائمة دولة القانون (برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي) والقائمة العراقية (برئاسة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي) العمل معا كأكبر ائتلافين، ولكن بالطبع لديهما الكثير الذي تنبغي معالجته، وهناك الكثير من المطبات في الطريق».

ومن جهة أخرى اعتبر هيل أنه «من الصعب» الحكم على درجة تأثير السيستاني على عملية تشكيل الحكومة، قائلا: «نعلم أنه يتابع هذه القضية بشكل يومي، وهو بالطبع لديه الكثير من الحكمة حول العملية السياسية ويعرفها جيدا ويعرف اللاعبين جيدا». وأضاف: «أعتقد أن أي دور يستطيع أن يلعبه هو يقوم به، وأعتقد أنه يلعب هذا الدور بأفضل طريقة ممكنة من أجل ضمان نتيجة إيجابية».

واستبعد هيل في ندوة في «معهد الولايات المتحدة للسلام» أمس فكرة «انقلاب» يغير النظام السياسي في العراق. وردا على سؤال من أحد الحضور، قال هيل: «فكرة الانقلاب لا تطرح» في النقاشات في بغداد، مضيفا: «الشعب العراقي يتوقع تشكيل حكومة قوية إلى درجة ما». وأبدى هيل تفهما للمطالب العراقية بجعل العراق بلدا مستقرا وقويا، قائلا إنه «لا يوجد أي شخص جدي يمكنه دعم تقسيم العراق». وأضاف أن مثل هذه الفكرة «تتضمن تضحية وعنفا مخيفين».