متظاهرون مغاربة يمنعون شاحنات الغذاء من الوصول إلى مليلية

أزنار يقوم بزيارة مفاجئة لها برفقة نجله.. ويقول إن راخوي على علم بها

خوسيه ماريا أزنار رئيس الحكومة الإسبانية السابق يتحدث إلى خوان خوسيه إمبرودا رئيس حكومة مليلية المحلية لدى زيارته لها أمس (رويترز)
TT

في الوقت الذي تظاهر فيه أمس عشرات النشطاء المغاربة احتجاجا على قسوة الشرطة الإسبانية على حدود مدينة مليلية، التي تحتلها إسبانيا شمال المغرب، ومنعوا وصول إمدادات الطعام إليها عبر الحدود، زار خوسيه ماريا أثنار، رئيس الحكومة الإسبانية السابق، والرئيس الشرفي للحزب الشعبي اليميني المعارض، مليلية زيارة مفاجئة برفقة ابنه الونسو.

وقال النشطاء المغاربة إنهم سيسمحون للشاحنات بعبور الحدود من المغرب إلى مليلية بعد ما تفرغ شحنتها من الفاكهة والسمك والخضراوات.

بيد أن ممثل النشطاء، سعيد شرامتي، وهو أيضا رئيس جمعية الريف الكبير لحقوق الإنسان، وقال إنهم وافقوا على خفض احتجاجاتهم، ومنع وصول الشاحنات أمس فقط بدلا من منعها مدة خمسة أيام، كما كانوا يعتزمون في السابق.

واتفق المتظاهرون مع تجار مليلية على تأجيل إقامة حصار حدودي أطول، حتى انتهاء شهر رمضان.

وتتهم الرباط الشرطة الإسبانية باستخدام العنف ضد المغاربة الذين يحاولون دخول مليلية. وتنفى إسبانيا ذلك.

ويطالب النشطاء المغاربة بتشكيل لجنة مكونة من ممثلين من الحكومة الإسبانية والمغربية والمجتمع المدني لمناقشة الوضع.

إلى ذلك، رأى المراقبون في زيارة أثنار لمليلية أنها تروم ضرب عصفورين بحجر واحد، بحيث تحرج الحزب الاشتراكي الحاكم، الذي أبدى أكثر من مرة حرصه على حل الخلاف مع المغرب بالدبلوماسية والحوار، إضافة إلى استفزاز الرباط وتذكيرها بفصول الأزمة المثيرة التي فجرها أثنار نفسه في صيف 2002، بسبب جزيرة «ليلى / بيريخيل».

وأصر أثنار خلال زيارته لمليلية على زيارة المعبر الحدودي «بني أنصار» الذي كان مسرحا للأحداث الأخيرة التي اندلعت بين مواطنين مغاربة وعناصر الأمن والحرس المدني الإسبانيين، وأعرب عن مساندته وتأييده لعناصر الأمن الإسباني.

وخلال وجوده في مليلية تجول أثنار في بعض شوارعها، وحرص أيضا على احتساء فنجان قهوة بأحد مقاهيها.

وقال أثنار، في مؤتمر صحافي عقده أمس قبيل مغادرته مليلية، إن وجوده بها لا يعني أنه يوجه النقد لأحد، معلنا استعداده لوضع حجرة صغيرة في الرمال، أي مساهمته في إيجاد حل.

واكتفى أثنار خلال المؤتمر بالإدلاء بتصريحات، ورفض الإجابة عن أسئلة الصحافيين، وهو ما فهم بأنه حرص منه على تجنب التصعيد مع حكومة بلاده، التي انتقدت بشدة زيارته ووصفتها بعدم الولاء.

واعتبر أثنار بيانات وزارة الخارجية المغربية، وقيام النشطاء المغاربة بالحيلولة دون دخول المواد الغذائية إلى مليلية، أفعالا لا تدل على حسن الجوار.

وأوضح أثنار أن زيارته لمليلية تمت بمبادرة شخصية منه، وأن رئيس الحزب الشعبي، ماريانو راخوي على علم بها.

وهنأ أثنار مسلمي مليلية بشهر رمضان، وقال إنه يجب ألا يكون عند سكان مليلية جميعا (مسلمين ومسيحيين) إحساس بالعزلة، مضيفا أن مليلية تعيش بين ما سماه «الاضطهاد المغربي»، وتخلي الحكومة (الإسبانية) عنها.

وفي غضون ذلك، انتقد مسؤولون في الحكومة الإسبانية والحزب الاشتراكي الحاكم، زيارة أثنار لمليلية، واعتبروها تشويشا على زيارة وزير الداخلية الإسباني، بيريث روبالكابا، المرتقبة إلى الرباط يوم الاثنين المقبل، وذلك في محاولة من الحكومة الإسبانية للتهدئة وبحث القضايا الخلافية مع المغرب.

وقال خوسيه بلانكو، وزير الأشغال الإسباني، إن زيارة أثنار لا يمكن أن تسهم في حل المشكلات مع المغرب في ظرف متأزم تبذل أثناءه الحكومة الإسبانية جهودها من أجل إيجاد حل.

وتساءل المسؤول الإسباني عن غاية أثنار من زيارة مليلية في ظل أجواء الأزمة مع المغرب، خاصة أنه لم يزرها خلال فترة توليه رئاسة الحكومة التي دامت 8 سنوات.

ولم يصدر حتى مغرب أمس أي رد فعل مغربي إزاء زيارة أثنار لمليلية.

يذكر أن فرانسيسكو خافيير فيلاسكيس، مدير الأمن والحرس المدني الإسباني سبق الوزير روبالكابا إلى الرباط للإعداد للزيارة.

وعقد أمس برفقة أمنيين إسبان اجتماعا في وزارة الداخلية المغربية الوالي مدير الشؤون الداخلية بوزارة الداخلية، الوالي إبراهيم بوفوس، وحضره الشرقي أضريس، المدير العام للأمن المغربي، والجنرال حسني بنسليمان، قائد الدرك الملكي، وخالد الزروالي، العامل (المحافظ) المكلف ملف الهجرة والحدود. كما حضره أيضا مسؤولون في وزارة الخارجية المغربية.

وقالت مصادر حضرت الاجتماع إن هذا الأخير مر في أجواء ودية، وإن النتائج التي تم التوصل إليها ستعرض على الوزيرين، المغربي الطيب الشرقاوي، والإسباني روبالكابا.

إلى ذلك، علم في الرباط أن السلطات المغربية ستطلب من النشطاء على الحدود إزالة الصور المهينة للشرطيات الإسبانيات.