موريتانيا: المعارضة تعبر عن خيبة أملها إزاء مواقف الرئيس ولد عبد العزيز من الحوار السياسي

قتيلتان وخسائر مادية وانقطاع للمواصلات جراء فيضانات شرق البلاد

TT

تسببت الأمطار والفيضانات التي عرفتها مناطق متعددة من موريتانيا، في وفاة طفلتين في مدينتي «كيفه» و«لعيون» شرق البلاد.

وأدت السيول الجارفة إلى قطع الطريق بشكل كامل وسط البلد بعد انهيار جسور، مما أدى إلى تعطل حركة السيارات في اتجاه باقي المحافظات ضمنها العاصمة نواكشوط.

وأصبحت عشرات الأسر بلا مأوى بعد انهيار مساكنها في عدة محافظات داخلية، وأعلنت السلطات الموريتانية عن بدء تقديم الإغاثة للمتضررين جراء الفيضانات.

وطالبت أحزاب سياسية وهيئات من المجتمع المدني الحكومة الموريتانية بالتدخل، ومضاعفة جهود الإنقاذ. وانتقدت أحزاب المعارضة ما سمته «تقصير» المصالح المعنية في الحكومة في تقديم العون للمتضررين من الأمطار.

وشهدت موريتانيا منذ أكثر من أسبوع تساقط كميات كبيرة من الأمطار، وعرفت نواكشوط منذ فجر الاثنين تساقطات مطرية متواصلة، وهي الأعلى منذ بدء موسم الأمطار هذه السنة، وأثرت على حركة السير بالطرق الرئيسية والفرعية في مختلف أحياء المدينة.

وقررت الحكومة ترحيل نحو 500 أسرة تحاصرها المياه في حي «لغريكه» العشوائي بمقاطعة الميناء في نواكشوط بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها العاصمة.

وقال إسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا، وزير الإسكان والعمران، إن الحكومة الموريتانية قررت منح المعنيين قطعا أرضية بشكل نهائي في منطقة الإيواء، ومساعدتهم ماديا على تدبير شؤونهم خلال فترة الترحيل.

وفي مدينة «تيشيت» التاريخية (700 كلم شمال شرقي نواكشوط) تسببت الأمطار والسيول في إلحاق أضرار بالغة بالمسجد العتيق وبعض المباني الأثرية في المدينة التي تصنفها منظمة اليونيسكو تراثا عالميا.

وقالت وزارة الثقافة الموريتانية إنها أوفدت بعثة فنية لمعاينة المسجد والمباني الأثرية وتحديد حجم الأضرار ودراسة الطرق المناسبة لإصلاحها. وأكد مصدر بالوزارة أنها بدأت في التنسيق مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) للتشاور حول أنجع الطرق لمواجهة هذه الوضعية.

من جهة أخرى، قال رئيس البرلمان الموريتاني، مسعود ولد بلخير، إنه على استعداد للقاء الرئيس محمد ولد عبد العزيز، لينقل له عن قرب أن «البلد في خطر»، حسب تعبير ولد بلخير، مضيفا أنه سيبحث مع ولد عبد العزيز موقف المعارضة من الحوار و«إصرارها علي مرجعية اتفاق داكار».

وعبرت المعارضة الموريتانية عن خيبة أملها إزاء مواقف الرئيس الموريتاني الأخيرة حول الحوار ومرجعية اتفاق داكار بين الأطراف السياسية. وقال زعماء المعارضة خلال مأدبة عشاء أقاموها للصحافيين، مساء أول من أمس، إن مواقف الرئيس ولد عبد العزيز «ستتسبب في دخول البلاد في دوامة من الصراع»، مؤكدين أن ولد عبد العزيز وحده من يتحمل مسؤولية تبعات ذلك.