كرزاي: أفغانستان بحاجة إلى دعم روسيا لتحقيق السلام

كيري: صبرنا ليس بلا حدود لدعم حكومة أفغانية لا تعمل للقضاء على الفساد

TT

طلب الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، أمس، المساعدة من نظيره الروسي، ديمتري ميدفيديف، بعد 20 عاما على انسحاب موسكو من صراع كارثي في أفغانستان أدى إلى مقتل نحو 15 ألف جندي سوفياتي. واستضافت روسيا كرزاي والرئيس الباكستاني، آصف علي زرداري، لإجراء محادثات حول الأمن والمخدرات. ويقول محللون إن روسيا تسعى إلى زيادة نفوذها في أفغانستان والمنطقة المحيطة بعد عقدين على انسحاب القوات السوفياتية.

وقال كرزاي لميدفيديف خلال محادثات ثنائية في المقر الصيفي للرئيس الروسي بالقرب من البحر الأسود: «دعني أشكرك مجددا لاهتمامك بأفغانستان. ستحتاج أفغانستان إلى دعم الأصدقاء والدول العظيمة مثل روسيا». ومن المقرر أن يجري ميدفيديف محادثات منفصلة مع زرداري الرئيس الباكستاني، وإمام علي رحمانوف رئيس طاجيكستان، كما يجري محادثات رباعية مع الرؤساء الزائرين.

وعلاقات روسيا بالهند تكون عادة أفضل من علاقتها بباكستان، لكن الكرملين يعمل على توسيع علاقاته في آسيا والشرق الأوسط سعيا وراء المزيد من النفوذ. وكان قد عقد اجتماع رباعي مماثل في طاجيكستان العام الماضي. وأوضح كرزاي أن الشعب الأفغاني يشعر بالحزن بسبب حرائق الغابات التي سببتها موجة صيفية حارة في روسيا، وقال إنه يأمل أن يزور ميدفيديف أفغانستان قريبا.

وأكد ميدفيديف لكرزاي دعم روسيا جهود أفغانستان لتحقيق السلام والاستقرار.

وأضاف أن روسيا تدعم بطبيعة الحال محاربة الحكومة الأفغانية للإرهاب وهي مستعدة للمساعدة بأي شكل. وقالت روسيا إنها لن ترسل جنودا إلى أفغانستان التي خاضت فيها قوات سوفياتية حربا استمرت قرابة عقد لكنها أبقت على إمكانية تقديم دعم في شكل طائرات هليكوبتر للنقل للمساعدة في محاربة المتمردين.

إلى ذلك قال السيناتور الديمقراطي، جون كيري، أول من أمس، إن الولايات المتحدة صبرها ليس بلا حدود لدعم حكومة أفغانية لا تعمل بجدية للقضاء على الفساد وترشيد الحكم.

وتشهد أفغانستان انتخابات برلمانية يوم 18 سبتمبر (أيلول) بعد 13 شهرا من انتخابات رئاسية شابها التزوير وشوهت تفويض الرئيس الأفغاني كرزاي. وقال كيري، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إن كرزاي وحكومته حققوا تقدما منذ ذلك الحين، لكن عليه أن يعمل بجدية أكبر لإقناع الشعبين الأفغاني والأميركي بأنه ما زال يستحق تأييدهم. وقال كيري لمجموعة صغيرة من الصحافيين في كابل بعد الاجتماع مع كرزاي: «هذا هو الاختبار في الوقت الراهن وهذا هو السبب في أنني هنا، لأنني أعتقد أن الرئيس كرزاي وحكومته يحتاجون إلى تفهم أنه لا يوجد صبر بلا نهاية لدعم شيء لا يفي بالمعايير العالية فيما يتعلق بالحكم الرشيد». وتحيط اتهامات الفساد وشكاوى بشأن كفاءة الحكومة بكرزاي، وغالبا ما أدت إلى توتر العلاقات مع واشنطن ودول غربية مهمة أخرى تقدم الدعم للرئيس الأفغاني. واشتدت بواعث القلق بعد انتخابات الرئاسة التي جرت في أغسطس (آب) من العام الماضي عندما استبعد تحقيق أجري بدعم من الولايات المتحدة ثلث الأصوات التي حصل عليها كرزاي باعتبارها مزورة.

وتوجد علامة استفهام أخرى بشأن أحمد والي كرزاي رئيس مجلس قندهار، والأخ غير الشقيق لكرزاي الذي اتهم بالفساد وبعلاقته بتجارة الأفيون الضخمة في البلاد التي تساعد في تمويل التمرد الذي تقوده طالبان. وينفي أحمد والي كرزاي هذه الاتهامات.

ووصف كيري الفساد بأنه واحد من أهم التحديات التي تواجه حكومة كرزاي في وقت وصل فيه العنف إلى أسوأ مستويات منذ أن أطاحت قوات تدعمها قوات أميركية بطالبان في أواخر عام 2001.

وتراقب واشنطن الفساد والحكم في أفغانستان، بينما يخطط الرئيس باراك أوباما لمراجعة الاستراتيجية في ديسمبر (كانون الأول) بعد شهر من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي التي ستجري وسط تراجع التأييد للحرب.

كما أن الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه أوباما منقسم بشدة بشأن الحرب.

واستغرق الكونغرس 6 أشهر لإقرار تمويل 30 ألف جندي إضافي قرر أوباما إرسالهم إلى أفغانستان هذا العام في إطار استراتيجية جديدة لمواجهة طالبان.

وقال كيري: «يعلم (كرزاي) جيدا أن هذا الاختبار مهم بالنسبة له وللحكومة». وأضاف: «وهو يعلم أن هناك أشخاصا في الكونغرس (من الحزبين) يشعرون بالقلق إزاء ما يحدث وما لا يحدث هنا».

وقال كيري إن خطوات إيجابية تحققت بتشكيل قوة مهام لمكافحة الكسب غير المشروع، ووحدة رئيسية للتحقيق في الجرائم الكبرى.

ولم تحقق خطوات مماثلة في الماضي نجاحا يذكر. وقال كيري دون أن يذكر تفاصيل بشأن المعايير التي يتحدث عنها: «أعتقد أنه في ضوء هذه الظروف نحتاج إلى العمل عن كثب مع الرئيس في الأسابيع والأيام المقبلة لوضع سلسلة من الأهداف المحددة والمعايير التي نتقدم بموجبها».

وقال إن الوقت لم يحن لكي تنهي واشنطن دعمها كرزاي لأسباب منها أن الأميركيين يتطلعون بفارغ الصبر إلى رؤية نتائج، مضيفا أن الاستراتيجية الجديدة بإرسال قوات إضافية بدأت فقط منذ ديسمبر (كانون الأول) عام 2009.

ويريد أوباما أيضا أن يبدأ انسحاب القوات من يوليو (تموز) 2011، إذا كانت قوات الأمن الأفغانية مستعدة بدرجة كافية، مع تحديد كرزاي أهدافا طموحة لعام 2014 للأفغان لكي يستكملوا تولي المسؤولية من القوات الأجنبية.